المرأة الغزيّة في الملاعب تكسر احتكار الرجل

المرأة الغزيّة في الملاعب تكسر احتكار الرجل

18 مايو 2015
صحافيات متخصصات في الرياضة يحضرن في الملاعب (سعيد الكيلاني)
+ الخط -

تشهد ملاعب قطاع غزة الرياضية في الآونة الأخيرة حضوراً نسائياً لافتاً، وخصوصاً ملاعب كرة القدم. وهذا مشهد لم تخبره الملاعب الغزيّة من قبل، كسرت هؤلاء من خلاله حاجز احتكار الرجال لهذا العالم، ورحن يرافقن المشجعين ويهتفن لفرقهنّ.

نيللي المصري من أبرز الصحافيات المتخصصات في المجال الرياضي. هي تقصد الملاعب منذ عام 2001، وهي ابنة اللاعب إسماعيل المصري الذي كان عضواً في المنتخب الفلسطيني في ستينيات القرن الماضي. كامرأة، لم تمنعها أي حدود من الانخراط في عالم الرياضة الذي يحتكره الرجال في غزة. وقد أثبتت وجودها، وراحت تصطحب معها مشجعات إلى الملاعب. تقول إن النساء في غزة "أصبحن يقبلن على الرياضة المحلية. لكن الأمر يقتصر على زوجات بعض اللاعبين وأمهاتهم وشقيقاتهم، وبعض المشجعات من مناطق الفرق".

وكانت المصري قبل دخولها إلى الملعب، تتابع جميع الألعاب الرياضية وخصوصاً النسائية منها، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية. وبعدما تمكّنت من جمع المعلومات الرياضية اللازمة، قررت تغطية مباريات كرة القدم. في خلالها، لمست مساندة من زملائها إذ إن وجود صحافية في ملعب كرة قدم يُعدّ سابقة في مجتمع ما زال يحافظ على العادات والتقاليد.

وبعدما برزت المصري في الملاعب الرياضية على مدى الأعوام الماضية، حصلت على عضوية اللجنة الإعلامية في اتحاد غرب آسيا لألعاب القوى وعضوية الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية. تقول: "أطمح إلى بلوغ مستويات أعلى من خلال خطة. فأعدّ على سبيل المثال أبحاثاً علمية رياضية حول المرأة والمجتمع موثقة في مجلات علمية، وأعمل على أفلام وثائقية حول الرياضة والمرأة. وطموحي لا حدود له، خصوصاً في ما يتعلق بتعزيز دور المرأة في المجال الرياضي".

وتتوقع المصري في المرحلة المقبلة انتشاراً واسعاً في مجال متابعة الرياضة والتشجيع الرياضي المحلي، في أوساط النساء.

اقرأ أيضاً: سميرة الغزيّة التي تدرّب على القيادة 

من جهة أخرى، تتابع الناشطة الاجتماعية سماح أحمد دوريات رياضية أوروبية وعربية وعالمية منذ أكثر من 15 عاماً، لكن "الدافع الوطني جعلني أقبِل على الرياضة المحلية وأقصد الملاعب لمشاركة المشجعين".

تقول: "شعرت بالخجل لأنني لم أكن على دراية بأي شيء عن الدوريات المحلية الفلسطينية، وعلى أقل تقدير تلك الغزية. أردت أن أكون من المشجعات، لكن الظروف لا تسمح بذلك. فاستغللت صفتي كصحافية ونزلت لمتابعة المباريات والتعرف إلى لاعبينا مع التطور الكبير الذي شهدته الرياضة الفلسطينية".

وزاد اهتمام أحمد بالمجال بعد تأهل فلسطين للمرة الأولى إلى كأس أمم آسيا. فقد نظّمت مع مجموعة ناشطين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم اللاعبين وتشجيعهم. ومع الحملة، ظهرت أسماء بارزة تستحق المتابعة والبحث في تاريخها.

تضيف: "متابعة المباريات لم تكفني، وظواهر كثيرة في داخل الملعب دفعتني إلى الكتابة عنها. كذلك دفعني تميّز بعض اللاعبين إلى تعريف المجتمع المحلي بهم، وكذلك المتابعين العرب للرياضة الفلسطينية".

وتشير أحمد إلى أن "الرياضة الفلسطينية وسياقها يمثلان مسيرة شعب. في عام 1928، تأسس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لكن معوقات كثيرة وقفت في وجه تلك الرياضة، ومنها النكبة والنكسة بالإضافة إلى الانقسام اليوم. ولم توفّر دولة الاحتلال جهداً في منع فلسطين من المشاركة العربية والدولية". تضيف أنه "من خلال الرياضة، يتحدث رجال فلسطين ونساؤها عن المعاناة والإنجازات في الوقت نفسه".

أما تغريد العمور، فهي مراسلة قناة السعودية الرياضية من غزة. هي من هؤلاء الصحافيات اللواتي نجدهن دائماً في الملاعب، برفقة طاقم عملها وعدد من المشجعات. تقول إن "حضور المرأة في عالم الرياضة في غزة والذي ظهر في الفترة الأخيرة، يبقى محصوراً. وذلك سواء في الكليات الخاصة بمجال التربية الرياضية أو في إطار النشاطات المدرسية أو المتابعة الذاتية لآخر مستجدات الرياضة". تضيف: "ونادراً ما نجدها مشجعة في الملاعب".

وتلفت العمور إلى أسباب تحول دون ذلك، ولعل أبرزها عدم وجود أماكن خاصة للنساء في الملاعب وصعوبة تقبل الوجود الأنثوي في داخل المستطيل الأخضر لدى بعض الرجال. بالتالي، تضطر المشجعات إما إلى متابعة أخبار فرقهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من ضمن الدائرة العائلية.

وقد شجّعت عائلة العمور ابنتها على دخول المجال الرياضي، إذ إن ثلاثة من إخوتها منغمسون في هذا المجال. ويبقى حلم العمور "إدارة استوديو تحليل رياضي في إحدى القنوات الرياضية، وخصوصاً في خلال مباريات المنتخب الفلسطيني الوطني".

اقرأ أيضاً: نساء غزّة يسعين إلى المساواة مع الرجل

المساهمون