جانب قاتم لحياة الليل في اليابان

جانب قاتم لحياة الليل في اليابان

20 ديسمبر 2019
خلف الاحتفالات مشاكل (Getty)
+ الخط -
ربما تمثل حياة الليل متعة ومهرباً لكثيرين، خصوصاً مع الإجهاد الكبير الذي يختبرونه في اقتصاد قائم على المنافسة وعصر أساسه السرعة في كلّ شيء، فلا يكاد المرء يلتقط أنفاسه حتى، لكنّ لحياة الليل هذه جانبها القاتم في اليابان، بحسب تقرير من موقع "جابان توداي". هناك، خلف كلّ الألوان والموسيقى والاستمتاع، فوضى ناشطة، تمثلها الجريمة والانتحار والاحتيال والبغاء غير المشروع. تزداد هذه النشاطات مع اجتذابها السائحين الأجانب من أماكن بعيدة حول العالم، مثل إسبانيا وكينيا.

ولا يقتصر الأمر على اجتذاب "الزبائن" لممارسة الأعمال غير الشرعية، بل يقع هؤلاء أيضاً ضحية احتيال بأشكال عدة، خصوصاً إذا ما ارتبط الأمر بترويج العملات المزيفة. والغريب أنّ هؤلاء الناشطين في مهن الليل غير القانونية، يتمكنون من الإفلات من العقاب عادة، إذ يعيشون في ما يمكن وصفه بـ"المنطقة الرمادية"، أي تلك التي لا تظهر للعيان، لكنّ الشرطة غير قادرة على التعامل معها. في مدينة شينجوكو الواقعة في قلب العاصمة اليابانية طوكيو، تكثر الملاهي الليلية، وتقدم خدمات كثيرة متنوعة، لكنّ تلك الأماكن باتت معروفة بأنّها مقصد المنتحرين، فنادٍ ليلي مثل "تومويا كوكورونو" شهد في الفترة الأخيرة، ما بين حادثتي انتحار وثلاث حوادث كمعدل شهري، وغالباً ما تكون الطريقة هي القفز من أعلى مبانيه المرتفعة. وفي شهر مايو/ أيار الماضي، تلقى أحد الموظفين في النادي طعنة، غير قاتلة، من أحد الزبائن المستائين من الخدمة.




في دورها، تعتبر مدينة أوساكا "موطن الملهى الليلي الأكثر ربحاً في اليابان"، أي نادي "كيتا شينشي". يستقبل النادي زبائن في عمر العشرينيات في الغالب، من الجنسين. وهؤلاء غالباً ما يكونون من حديثي الثراء بفضل برامج استثمارية مختلفة، فينفقون هناك كثيراً من المال على ملذاتهم لكنّهم فجأة ومن دون أيّ مقدمات يختفون. هذا ما لاحظه الموظفون في المكان، إذ ينتظم الزبائن فترة طويلة إلى وقت محدد ثم يتلاشون كأنّهم لم يكونوا هنا يوماً. ويرجح كثيرون أنّ ما يحصل للزبائن أمر من اثنين: إما أنّهم محتالون وقعوا في قبضة الشرطة، أو هم ضحايا حوادث احتيال، ببساطة.