محكمة الاحتلال ترفض تحويل جثامين الشهداء المحتجزة لمقابر الأرقام

محكمة الاحتلال ترفض تحويل جثامين الشهداء المحتجزة لمقابر الأرقام

رام الله

سامي الشامي

avata
سامي الشامي
22 مارس 2017
+ الخط -
أصدرت المحكمة العليا للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، قرارا احترازيا بعدم تحويل جثامين الشهداء المحتجزة في الثلاجات إلى مقابر الأرقام، وأمهلت حكومة الاحتلال 45 يوما لتوضيح أسباب احتجاز الجثامين وعدم تسليمها لعائلاتهم.

وقال مدير عام مركز القدس للمساعدات القانونية، المحامي عصام العاروري لـ"العربي الجديد": "رفضت المحكمة تحويل الشهداء إلى مقابر الأرقام، إذ كنا نخشى نقلهم إلى المقابر، وكنا أيضا نتوقع أن يكون قرار المحكمة اليوم نهائيا بخصوص الجثامين، لكن الاحتلال يماطل في إصدار القرار بهدف زيادة معاناة أهالي الشهداء".

وأضاف: "كان على المحكمة أن تصدر قرارا نهائيا، كونها ليست الجلسة الأولى بل سبقها جلسات عدة، قدمت خلالها التماسات تطالب بالإفراج عن الجثامين وتسليمها لعائلاتها كي يتم تشييعها بالطريقة اللائقة، عدا عن المراسلات القانونية للمحكمة، لكن الاحتلال يماطل بتأجيل البت في القضية ويعقد جلسات متباعدة، ما يؤكد أن هناك قرارا سياسيا إسرائيليا يتحكم بإصدار قرارات المحكمة".

وأشار العاروري إلى أن المحكمة أمهلت حكومة الاحتلال والنيابة العسكرية 45 يوما، لتوضيح سبب احتجاز الجثامين وإبقائها داخل ثلاجات الاحتلال، ورفض تسليمها لعائلات الشهداء.

وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع انعقاد المحكمة، مسيرة تطالب بتسليم جثامين الشهداء، بعد وقفة نُظمت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم إلى الجنوب من الضفة الغربية المحتلة.


مقابر الأرقام تحتجز جثامين لشهداء فلسطينيين منذ  1967(مناحيم كاهانا/فرانس برس) 




وعند وصول المسيرة إلى المدخل الشمالي للمدينة، باشر جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين فيها، فأصيب عدد منهم بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز، في حين قدمت طواقم الإسعاف المتواجدة العلاج لهم.

وشارك في الوقفة عدد من أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والمؤسسات، وناشطون وحقوقيون فلسطينيون، كما رفع المشاركون صور الشهداء ولافتات كتب عليها عبارات تطالب بتسليم الجثامين لعائلات الشهداء.

جرائم الاحتلال (فيسبوك)  


وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع: "إن وقفتنا اليوم تأتي للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء التي تحتجزها سلطات الاحتلال، منتهكة بذلك كافة القوانين الدولية، التي تنفذ من خلالها جريمة كبرى لا يمكن تحملها، وجريمة أخرى بطريقة احتجازهم التعسفية والانتقامية".

وناشد قراقع كافة الجهات الحقوقية والدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة بالتدخل العاجل من أجل وضع حد لتمادي سلطات الاحتلال الواضح في هذه القضية، مشيرا إلى أن احتجاز الجثامين موضوع هام لا يمكن السكوت عنه، واصفا إياه بالمتفجر في الشارع الفلسطيني في حال استمر الاحتلال الإسرائيلي بسياسة احتجاز جثامين الشهداء.

مماطلة الاحتلال بتسليم الجثامين سياسة متعمدة لقهر الفلسطينيين (Getty) 


ولفت قراقع إلى أن قوات الاحتلال تحتجز في ثلاجاتها سبعة شهداء هم: عبد الحميد أبو سرور، ومصباح أبو صبيح، ورامي عورتاني، ومحمد الفقيه ومحمد الطرايرة، وفادي قنبر، وإبراهيم مطر، الذين استشهدوا منذ بداية الهبة الشعبية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015. كما تحتجز سلطات الاحتلال أكثر من 252 جثمان شهيد في مقابر الأرقام منذ عام 1967، عدا عن المفقودين.


ذات صلة

الصورة
جثث شهداء فلسطينيين في رفح كان الاحتلال يحتجزها (فاطمة شبير/ أسوشييتد برس)

مجتمع

اتّهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل بسرقة أعضاء من جثث تعود إلى شهداء فلسطينيين من شمالي القطاع، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في هذا الشأن.
الصورة
لا تتوفر قبور لدفن الشهداء في غزة (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)

مجتمع

يعجز الغزيون عن نقل جثامين ذويهم إلى المقابر، فبعضهم محاصرون، والباقون يخشون أن يقصفهم الاحتلال خلال النقل أو مراسم الدفن.
الصورة

سياسة

تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، عن أن عدداً من السياسيين والضباط في جيش الاحتلال والناشطين ساهموا في انتشار قصص غير صحيحة حول أحداث 7 أكتوبر.
الصورة
تشيع جثمان الشهيد الفلسطيني بلال قدح (العربي الجديد)

مجتمع

لم تخل كلمات الفلسطيني إبراهيم قدح من التعبير عن مشاعر الفرحة، خلال وداع أهالي قريته شقبا، غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، جثمان ابنه الشهيد بلال قدح (33 عاماً) داخل مسجد شقبا الكبير.