أنور خان... يعمل ليل نهار ليتزوّج

أنور خان... يعمل ليل نهار ليتزوّج

04 أكتوبر 2018
كان جيداً في الدراسة (العربي الجديد)
+ الخط -
كنت جيداً في الدراسة ولكن المشكلة الأساسية كانت في الحياة. فإخوتي كانوا صغاراً ولا يمكنهم أن يساعدوا الوالد

لا الحرّ يمنع أنور خان من العمل ولا البرد. يخرج مع أذان الفجر ويبقى حتى أذان المغرب في السوق، لأنه يريد أن يجمع المال كي يتزوج ويؤسس أسرة. الوالد كريم خان غير قادر على مساعدته في موضوع الزواج، لأنه يعيل الأسرة ويوفر لها ما تحتاج إليه، ويصرف عليها ما يكسبه يومياً.

ولد أنور خان (26 عاماً)، في أحد مخيمات اللاجئين الأفغان في شمال غرب باكستان. أرسله والده مرات عديدة إلى المدارس المختلفة وجلّها حكومية أو تلك التي أنشئت للاجئين، غير أن عدم رغبته من جهة وهشاشة الوضع المعيشي للأسرة من جهة ثانية حالا دون مواصلة أنور لتعليمه.

بعدما أنهى الصف السابع ترك الدراسة نهائياً ولم يعد إليها رغم محاولات والده كريم خان (65 عاماً). وبينما يرى الوالد أن سبب حرمانه من التعليم هو عدم رغبته الشخصية، يرى أنور أن الوضع المعيشي كان العائق الأساسي لذلك.

يشرح أنور: "كنت جيداً في الدراسة، ولكن المشكلة الأساسية كانت في الحياة. فإخوتي كانوا صغاراً ولا يمكنهم أن يساعدوا الوالد وأنا كنت أكبر الإخوة والأخوات، بالتالي كانت على عاتقي مسؤوليات كثيرة". يضيف: "كلما كنت أرى والدي وهو يعمل ويكد ويتعب وليس هناك من يساعده كنت أتضايق كثيراً. من هنا قررت أن أترك المدرسة نهائياً وبدأت أساعد الوالد في العمل".



يوضح الشاب أن أباه كان يفرح جداً عندما كان يساعده، مع ذلك ظلّ الوالد يحثه على استئناف التعليم والدراسة. يضيف: "الوالد دائما كان يذكرني بالخير". لا يوافق الوالد على ما يقوله الشاب ويؤكد أن حرمانه من التعليم كان بسببه هو لا بسبب الوضع المعيشي، لأن الوضع المعيشي كان يتعلق به وحده، فهو المسؤول عن كل ما تحتاح إليه أسرته، كما يصرّ على أنه لم يطلب منه في يوم من الأيام أن يساعده ويترك الدراسة. أما عن مسألة التشجيع على العمل، فيقول الوالد إن "من حق كل طفل وشاب أن ينال التشجيع على ما يقوم به. وفعلاً كان أنور متفوقاً في جميع أمور الحياة وكانت مساعدته تريحني كثيراً. من هنا كنت دائماً أذكره بالخير".

يعمل الوالد والابن اليوم لهدفين مختلفين. يعمل الوالد ليعيل أسرته رغم ضعفه، ويساعده في ذلك ابناه الصغيران واصل خان وعطاء خان، وهذان الآخران لا يدرسان، أما أنور فيعمل ليجمع المال كي يتزوّج ويؤسس أسرة. يجني يومياً ما بين 500 روبية (أربعة دولارات تقريباً) وألف روبية (ثمانية دولارات تقريباً)، يدخرها مع والدته، وهي تبحث له عن الفتاة للزواج منها. تبقى المعضلة الأساسية أنهم يعيشون في ديار الغربة ومعظم أقاربهم في أفغانستان، من هنا لا بد أن يتزوج من هناك.

المساهمون