الشرقاط مأساة عراقية أخرى ومصدر موت جديد

الشرقاط مأساة عراقية أخرى ومصدر موت جديد

بغداد

آدم محمود

avata
آدم محمود
24 يوليو 2016
+ الخط -
أطلق أهالي قضاء الشرقاط، في محافظة صلاح الدين (شمال العراق)، وناشطون عراقيون، نداءات استغاثة لمساعدة أهالي القضاء، بتوفير الغذاء والدواء لهم، كونهم يعانون حصاراً قاتلاً، بسبب العمليات العسكرية التي تشنها القوات العراقية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

يأتي ذلك إثر الحملة العسكرية التي أطلقتها الحكومة العراقية أخيراً، وتهدف إلى استعادة السيطرة على البلدات والقرى التي تقع تحت حكم "داعش"، وأهمها الشرقاط التي سيطر عليها التنظيم منتصف عام 2014.

واستجابة لنداءات أهالي المدينة دشن ناشطون حملات إغاثية على مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع لأجل توفير مساعدات للأهالي.

وأكد علي الحمداني، وهو ناشط إغاثي، أن سكان الشرقاط يتعرضون لما سماها "كارثة إنسانية"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "العوائل تواصل الهروب لكنها تواجه أخطاراً أخرى في هروبها".

وبيّن الحمداني إن "العوائل تتجه عبر الصحراء إلى إقليم كردستان، لكن المسافة تصل إلى عشرات الكيلو مترات، ما يعرضهم للعديد من المخاطر".

وأضاف "العوائل تهرب تحت درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية أحياناً، ويسير الهاربون دون ماء أو غذاء".

غادروا الشرقاط هرباً من الموت (أحمد الجبيلي)




وأشار الحمداني إلى أن "دوريات لعناصر داعش يصادف وجودها في طريق الهاربين، فيعمدون إلى قتل العوائل الهاربة" مؤكداً أن حالات الهروب شهدت موت أطفال.

ويسكن الشرقاط ونواحيها حالياً نحو 150 ألف شخص، ويتعرض القضاء لقصف مدفعي شديد وغارات متواصلة تنفذها طائرات التحالف الدولي والجيش العراقي. وأدت عمليات القصف إلى مقتل عشرات المدنيين ولا تزال أعدادهم مجهولة حتى الآن، وفق مصادر أمنية في محافظة صلاح الدين تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق.

بدوره ناشد مدير منظمة غوث الإنسانية، أحمد الآغا، عبر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي، لمساعدة أهالي قضاء الشرقاط. وأكد أن أهم ما يجب توفيره لهم هو الماء.

يهربون سيراً على الأقدام تحت لهيب الحرارة (أحمد الجبيلي)

ولفت الآغا إلى أن المئات يغادرون يومياً نحو منطقة "ديبكة" في كردستان، رغم الصعوبة في طريق المسير، لجهة المسافة ودرجات الحرارة المرتفعة، مع مخاطر وجود عناصر "داعش" الذين يعمدون إلى قتل النازحين، محذراً من "كوارث" في حال لم يتم تدارك الموقف.

وبسبب انعدام الخدمات والعجز الحكومي والأممي أمام قضية النازحين من الموصل، وعدم قدرة المخيمات المقامة على استيعاب العدد المتزايد للنازحين من بلدات الشرقاط والقيار (جنوب الموصل)، دعا قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري أهالي القيارة والشرقاط، في وقت سابق، للبقاء في منازلهم وعدم مغادرة مدنهم.

وعلّل الجبوري طلبه هذا بقوله "ابقوا في منازلكم أفضل لكم، لأن الوضع في المخيمات مأساوي ولا يسركم"، مضيفا "أن العوائل والأطفال في المخيمات يعانون بشكل كبير"، واعداً المدنيين في الشرقاط والقيارة بضمان سلامتهم.

عند نقطة العبور هرباً من القصف والحصار (أحمد الجبيلي)

ورغم وعود قيادة عمليات نينوى والحكومة المحلية بضمان سلامة النازحين والمحاصرين في مناطق القتال، إلا أن موجات النزوح ما تزال مستمرة باتجاه مناطق ديبكة ومخمور جنوب الموصل.

وكانت الحكومة العراقية أعلنت عن قرب حسم معركة السيطرة على بلدات الشرقاط والقيارة مع اكتمال المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي أسفرت عن السيطرة على قاعدة القيارة الجوية والعديد من القرى والنواحي المحيطة بها.

واعتبرت الحكومة العراقية أن السيطرة على بلدات الشرقاط والقيارة بمثابة البوابة التي ستمكن القوات العراقية لاحقاً من السيطرة على مدينة الموصل.