سوق "بورت دو مُونتْروي" لفقراء فرنسا

سوق "بورت دو مُونتْروي" لفقراء فرنسا

20 يوليو 2015
في هذا السوق تباع السلع بأسعار رخيصة (العربي الجديد)
+ الخط -

يعدّ "بورت دو مونتروي" أحد أسواق البالة المعروفة في باريس. تخطت شهرته حدود موقعه الجغرافي، حتى إن عدداً كبيراً من السياح يسألون عن مكانه. هذه فرصتهم لابتياع ما يحتاجون إليه بأسعار رخيصة. على قاصده أن يكون صبوراً فقط، حتى يجد كل ما يبحث عنه من ملابس وكتب وأوانٍ منزلية وهواتف ذكية وغيرها. يمكن إيجاد كل شيء في هذا السوق، علماً أن معظم العاملين فيه من المهاجرين العرب.

يقصد العرب والأفارقة السوق للاستفادة من أسعاره الرخيصة، بالمقارنة مع تلك المرتفعة في العاصمة. وإن كنت من الذين يجيدون لغة التفاوض، يمكنك شراء السلع بثمن أرخص مما هي عليه. يعرف كل من يقصد السوق هذا الأمر، حتى السياح.

وفي كثير من الأحيان، تجد نفسك محاصراً من البائع، الذي يلح عليك أن تشتري من محله. حتى إنه لا يتردد في خفض أسعار السلع لتشجيع الزبون على شرائها. وكنتيجة، يستسلم كثيرون في ظل إلحاح الباعة فيشترون منهم.

تقول سارة، وهي مغربية، إنها تنوي السفر إلى بلادها. إلا أن ظروفها المادية لا تسمح لها بشراء الملابس من متاجر أخرى. وتوضح أنها لا تشتري الثياب فقط، بل العطور أيضاً، لافتة إلى أن الأسعار مغرية جداً. على سبيل المثال، يمكن شراء قرص مدمج بنحو دولار واحد فقط، فيما قد لا تتجاوز أسعار الأحذية والقبعات نحو عشرة دولارات.

ولأن العرب كثيراً ما يرتادون السوق، عمد التجار إلى فتح محال لبيع اللحوم "الحلال". أيضاً، يعمد أفارقة إلى جمع تبرعات لبناء مسجد حتى يتمكن المسلمون من الصلاة فيه. في السوق، تجد الكثير من البضائع الصينية، ما يُفسّر إلى حد ما أسعارها الرخيصة. هناك أيضاً بضائع مزورة، ما يدفع الشرطة إلى الحضور دائماً إلى السوق للتحقق من سير العمل، ومعاقبة من يعمد إلى بيع تلك المزورة.

وإذا كان كثيرون يأتون إلى السوق لشراء الملابس والأحذية، فإن السياح يبحثون فيه عن الأشياء القديمة، من تحف فنية ولوحات وسجاد، بالإضافة إلى الصور القديمة. في السياق، يقول سائح إيطالي لـ "العربي الجديد" إن هذا السوق يشبه أحد أسواق شمال أفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن العرب والأفارقة الذين عانوا من الأزمة الاقتصادية أكثر من غيرهم، يلجؤون إلى هذا السوق وغيره، حيث يجدون كل ما يحتاجون إليه من دون أن يضطروا إلى دفع مال كثير.

اقرأ أيضاً: رمضان فرنسا على إيقاع الحياة الغربية