أسيرتان فلسطينيتان حرمهما الاحتلال من أبنائهما في عيد الأم

أسيرتان فلسطينيتان حرمهما الاحتلال من أبنائهما في عيد الأم

21 مارس 2015
الطفل نعيم يحمل صورة والدته الأسيرة سماهر (العربي الجديد)
+ الخط -

تتمنى الفتاة القاصر، لينا (16 عاماً)، ابنة الأسيرة سماهر سليمان عثمان، أن تعانق أمها وتقدم لها هدية في عيد الأم كما باقي الأبناء، إلا أن اعتقال الاحتلال لوالدتها منذ مايو/آيار من العام الماضي، حرمها وخمسة من أشقائها وشقيقاتها حضن والدتهم.

وفي عيد الأم، لم تكن لينا ككل الفتيات، فقد استيقظت منذ صباح هذه الذكرى، لتستمع لأغاني الأم وتتذكر والدتها ومتعة الحياة معها ومع والدها الأسير نادر زين الدين، حينما كانت تعود من المدرسة وتجد والدتها في انتظارها وبقية إخوتها تعد لهم طعام الغداء، وتشعرهم بالحنان الذي افتقدوه طيلة عشرة أشهر مضت، كما تقول لـ "العربي الجديد".

وتحاول لينا وأختها شيرين (18 عاماً)، بمساندة من الأقارب، القيام بواجبات المنزل ومساندة إخوانهن (أصغرهم نعيم أربع سنوات ونصف) على الاستمرار في الحياة في ظل عدم وجود الوالدين، إلا أن شيرين تجد صعوبة في ذلك لتقدمها إلى امتحان الثانوية العامة "التوجيهي".

وتعتقل سلطات الاحتلال الأسيرة سماهر (34 عاماً) من سكان قرية مجدل بني فاضل جنوب شرقي نابلس، وزوجها نادر وأشقاءها الثلاثة أحمد ونزيه وعبد الرحمن عثمان (يقضي حكماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة منذ عام 2006).

وتتهم سلطات الاحتلال سماهر وزوجها وشقيقيها أحمد ونزيه، بالمحاولة أو المساعدة في اختطاف جندي إسرائيلي، وهم ينتظرون جميعاً المحاكمة على خلفية تلك القضية، منذ اعتقالهم العام الماضي.

وتتمنّى الأسيرة سماهر زين الدين احتضان أبنائها قريباً، ولقاء والدتها، إذ أرسلت لوالدتها الحاجة أم أشرف (67 عاماً) هدية في يوم الأم مع إحدى الأسيرات المحررات، لتعبّر عن حبها لأمها التي تعاني هي الأخرى من اعتقال أبنائها.

ياسمين شعبان
معاناة سماهر وعائلتها تتكرر لدى الأسيرة ياسمين شعبان من سكان قرية الجلمة شمالي جنين بالضفة الغربية المحتلة، والمعتقلة منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، فقد حرمها الاحتلال من أطفالها الأربعة (أكبرهم 12 عاماً، وأصغرهم خمس سنوات).

فيما يؤكد زوجها حازم شعبان في حديثه إلى "العربي الجديد"، أنه يجد صعوبة كبيرة ومضاعفة بين تدبير أمور أبنائه بمساعدة أقاربه وتوفير لقمة العيش لهم، متمنياً الإفراج العاجل عن زوجته ياسمين، والتي تنتظر المحاكمة بتهمة مقاومة الاحتلال.

مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش بيّن لـ "العربي الجديد" أن حالات اعتقال الأسيرات الأمهات من أصعب الحالات، فهي معاناة مزدوجة، ما بين معاناة الأم ومعاناة الأبناء، لافتاً إلى أن الأسيرات في سجون الاحتلال يحاولن تبادل مشاعر الأمومة والبنات، كنوع من محاولة احتواء مشاعرهن.

وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجن "هشارون" 18 أسيرة فلسطينية، منهن أسيرتان أمهات (ياسمين شعبان، وسماهر زين الدين)، فضلا عن استمرار اعتقال القاصرة هالة أبو سل (16 عامًا) من الخليل.

اقرأ أيضاً:
عيد أمّ حزين في غزّة
عيد الأم.. "أم هشام" فلسطينية اعتقل الاحتلال أبناءها
أحن إلى خبز أمي

المساهمون