خمسة أسباب لغرق المهاجرين السوريين في البحر

خمسة أسباب لغرق المهاجرين السوريين في البحر

22 يوليو 2015
الحمولة الزائدة أحد أسباب غرق المراكب (GETTY)
+ الخط -
تزداد يومياً أعداد المهاجرين السوريين الذين يركبون البحر سعياً للوصول إلى الدول الأوروبية، وتزيد بالتبعية أعداد حوادث الغرق والإنقاذ في عرض البحر، يرعى هذه الرحلات البحرية غير الشرعية "مهربون" همهم الأول هو المال، وتفاصيل الرحلة تنطوي على أمور قد تبدو بسيطة لكنها مفصلية في تقرير مصير المهاجر.

وتتلخص عوامل الخطر الرئيسية التي تسهم في غرق السفن أو القوارب المطاطية التي يركبها المهاجرون تبعاً لاستطلاع أجراه "العربي الجديد" مع عدد من الناجين في عدد من العوامل:

أجمع عدد كبير من المهاجرين على أن الأعداد الكبيرة للمهاجرين والتي تنتج حمولة زائدة على القوارب المطاطية أو السفن الخشبية، تشكل عامل الخطر الأكبر على حياة المهاجرين، إذ تزيد الحمولة الزائدة من احتمال أن ينقلب القارب أو تتسرب إليه المياه، وفي الغالب لا يعرف المهاجرون العدد الكلي لمن معهم على القارب حتى اللحظة الأخيرة.

يقول هيثم: "تحمل معظم قوارب المهاجرين 3 أضعاف قدرة تحملها، يطمع المهربون في المزيد من المال ويحاولون زج أكبر عدد من المهاجرين على القارب نفسه، حتى يكاد الركاب لا يستطيعون الحركة، دون أية مراعاة لخطر الغرق. معظم المهاجرين لا يجرؤون على التراجع لحظة الانطلاق، كونهم دفعوا المال، وفي الغالب يكون رعاة الرحلة من المهربين مسلحين ويمارسون العنف ضد أي احتجاج، دفع هذا عدداً من المهاجرين لتشكيل تكتلات ضد المهرب لمنعه من وضع أعداد كبيرة على قاربهم".

وتضاعف الأمواج العالية والرياح الشديدة من احتمال غرق القوارب، يقول أحمد علي "التوقيت الخاطئ، وعدم مراعاة حركة الأمواج أو الرياح أسهم بغرق الكثيرين خلال الفترة الماضية. مع أن تطبيقاً بسيطاً على الهواتف الذكية يزود بهذه المعلومات".

وغالباً ما يستعمل المهربون سفناً خشبية قديمة، ولا يراعون صيانة المحركات أو الأعطال، يقول عبد الرحمن "توقف القارب في منتصف المسافة، لم نعرف إن كان المحرك قد تعطل أو نفدت كمية البنزين، سادت حالة من الذعر بيننا، وبات الركاب يتحركون بشكل عشوائي وانقلب القارب خلال دقائق".

وسجل عدد من حوادث الغرق تأخراً في استجابة خفر السواحل والبدء بعمليات الإنقاذ، يقول عماد "تتباين استجابة خفر السواحل اليوناني بين عدة دقائق أو ساعات، كلما طالت مدة وصولهم زاد عدد الغارقين، تتعدد الأسباب بين صعوبات الاتصال وعدم الاستجابة وصعوبة تحديد الموقع، بعض طلبات النجاة الكاذبة تسهم أيضاً في تأخر استجابة خفر السواحل لنداءات النجاة".

وأشار عدد من المهاجرين إلى أن الثقة بكلام المهرب، التي تكون في غير محلها، تسهم بتعريض حياتهم للخطر، قال عدنان "وعدنا المهرب أن يشتري لنا سترة النجاة وجمع ثمنها منا على هذا الأساس، بعد أن صعدنا إلى السفينة لم يكن هناك أي سترة نجاة رغم أن معظمنا لا يستطيع السباحة، التحقق من كل شيء وعدم الوثوق بالمهرب أمر مهم" على حد قوله.

في المقابل أشار المهاجرون إلى وجود عدد من الاحتياطات والعوامل التي تساعد على النجاة في حال غرق القارب، حيث تسهم سترات النجاة والقدرة على السباحة في حماية المهاجرين من الغرق ريثما تصل فرق الإنقاذ، إلا أن السترات تطفو بجسد المهاجر لعدة ساعات فقط. يقول عيسى "السباحة في عرض البحر صعبة، الأمواج عالية. حتى من يستطيع السباحة لن يستطيع الصمود طويلاً".

ووجود الهواتف الذكية وخطوط الهاتف الدولية يساعد المهاجرين على طلب الإنقاذ في حال غرق القارب، إضافة إلى توفر بيانات الاتصال كأرقام خفر السواحل الإيطالي أو اليوناني أو التركي، يقول عماد "من المهم وجود أكثر من هاتف وأكثر من خط دولي كهاتف الثريا والإنترنت والخط التركي الذي يحتوي على رصيد دولي. يساعد الهاتف الذكي على تحديد إحداثيات المكان لإرساله لفرق الإنقاذ، الأمر الذي يسهل وصولها في أقرب وقت. التواصل عبر الإنترنت وطلب المساعدة من الأصدقاء من خلال وسائل التواصل أسهم بمساعدة الكثيرين مؤخراً".

كما يساعد وجود متحدثين باللغة الإنجليزية على التفاهم مع خفر السواحل بشكل أسهل، والمساعدة في تحديد موقع وجود المهاجرين في البحر، يقول عاطف "لم يكن بيننا إلا واحد يتحدث الإنجليزية. لا يمكن لخفر السواحل أن يفهوا اللغة العربية، التأكد من وجود من يتكلم الإنجليزية، ولو بدرجة متوسطة، مهم".

ومثّلت الناشطة المغربية نوال خلال الفترة الماضية أبرز الشخصيات التي ساعدت في إنقاذ المهاجرين السوريين في البحر، تنذر نوال ساعات طويلة من يومها في استقبال اتصالات المهاجرين من عرض البحر طلباً للإنقاذ، وتشكل نوال التي تتحدث العربية وسيلة الوصل بينهم وبين خفر السواحل، حيث تطالبهم بإرسال قوات الإنقاذ، يقول عثمان "لا يصعد مهاجر إلى البحر إلا وفي هاتفه رقم نوال، تشكل خط أمان بالنسبة للكثيرين خاصة الذين لا يتحدثون الإنجليزية".

وأشار عدد من المهاجرين إلى ضرورة وجود معدات ضوئية وليزرية وصفارات للفت النظر إلى مكانهم خلال عمليات البحث عنهم، لاسيما في الليل.