البرد والمرض يلاحقان طلاب مدارس منبج السورية

البرد والمرض يلاحقان طلاب مدارس منبج السورية

26 نوفمبر 2018
ينقصهم الوقود للتدفئة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
يعاني طلاب مدارس منطقة منبج السورية من مشاكل كثيرة بظل سيطرة مليشيا "قسد" عليها، كونها لم تقدم عبر مجلس المدينة ووزارة التربية التابعين لها أية حلول لمواجهة البرد وضعف الخدمات وصيانة مرافق المدارس التالفة.

ويؤكد ابن مدينة منبج أحمد بكار، لـ"العربي الجديد"، أن "قسد" لم تزود المدارس بمادة المازوت حتى الآن، المستخدمة في المدافئ. ويقول: "منذ أربعة أيام وابني متغيب عن المدرسة، أصيب بنزلة صدرية بسبب البرد، وعلمت من المدرسين أن الكثير من الطلاب متغيبون عن المدارس لهذا السبب"، مضيفاً "الصغار مثل ابني بالمرحلة الابتدائية لا يحتملون البرد لخمس أو ست ساعات، سيمرضون حتما، نحن الكبار بالكاد نحتمله".

ويوضح يونس محمود (36 عاما)، أن "مديرية التربية أبلغت أولياء أمور الطلاب أن مدارس منبج ستزود في وقت لاحق بوقود التدفئة، كون توزيع المازوت بدأ على أحياء المدينة وبعض البلدات التابعة لها".

ويقول يونس لـ"العربي الجديد": "منذ سيطرة المليشيا على المدينة تلقينا وعودا بتطوير العملية التعليمية وصيانة المدارس وتأهيلها، لكن قسد لم تف سوى بالقليل من هذه الوعود، ولا تزال مدارس منبج منذ أعوام تعاني من خراب المرفقات فيها، ومن الإهمال الكبير، وهذا ينعكس سلبا على أولادنا".

وبحسب إحصائيات صادرة عن الإدارة المدنية التابعة لمليشيا "قسد" في منبج، قدرت أعداد الطلاب في المدينة وريفها بنحو 130 ألف طالب لعام 2018 مع توقعات بارتفاع أعدادهم لنحو 150 ألفاً في العام القادم. وتوجد في منطقة منبج وحدها 317 مدرسة، تدرس فيها اللغة الكردية كمادة أساسية إضافة لمادة الثقافة والأخلاق بجميع المراحل التدريسية.

ويشير المدرس سالم عامر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "سير العملية التعليمية جيد نوعا ما في منبج، رغم المضايقات والممارسات الاستفزازية من مليشيا قسد بحق الأهالي هنا، لكنها تحسنت عام 2017 وبدأت تسير بخط عادي خلال العام الجاري، كما تعاني من قلة المدرسين المتخصصين، ما دفع دوائر التعليم في مليشيا قسد لإنشاء معاهد إعداد مدرسين لتعويض النقص مع محاولتها استقطاب مدرسين من مناطق سيطرة النظام والجيش الحر أيضاً".

ويلفت إلى تجاوز الدفعة الأخيرة من المدرسين الذين خضعوا لدورات بمعاهد قسد 2500 مدرس.

ويشير عامر إلى أنه "رغم كل الإمكانات والدعم الذي تحصل عليه قسد في قطاع التعليم، إلا أنها تبتز المدرسين على الدوام لإبقائهم في مناطق سيطرتها، وتصرف المخصصات المالية لهم بوقت متأخر كثيرا عن الزمن المحدد لها، إذ صرفت قبل يومين رواتب العاملين بقطاع التعليم المخصصة لشهر سبتمر/أيلول الماضي، وكل المحاولات لتحسين العملية التعليمية يتم تقويضها بهذه الممارسات".

المساهمون