يمنيون عالقون في الأردن بعد إغلاق كل المنافذ

يمنيون عالقون في الأردن بعد إغلاق كل المنافذ

09 ابريل 2015
المنافذ أغلقت في وجه اليمنيين(GETTY)
+ الخط -

في إحدى الساحات العامة في العاصمة الأردنية عمّان، جلست مجموعة من المواطنين اليمنيين، يتبادلون بقلق الحديث عن مجريات الأحداث التي تعيشها بلادهم، بعد أن أصبحوا عاجزين عن العودة إليها، بسبب تعليق شركات الطيران رحلاتها إلى اليمن، وأغلقت أمامهم منافذ عودتهم عبر الطرق البرية.

جميع أفراد المجموعة جاؤوا إلى الأردن بهدف العلاج، ضمن موازنة مالية محدودة أنفقها أغلبهم، في حين لم يبق لدى بعضهم سوى القليل من المال، ليجدوا أنفسهم في مواجهة أوضاع صعبة قد تصل إلى طردهم من الشقق والفنادق المقيمين فيها.

الأربعيني محمد سعيد عبدالله، وصل إلى الأردن مطلع مارس/آذار الماضي، لتلقي العلاج في أحد المستشفيات الخاصة، من أعراض جلطة أصابته، وكان قد رصد لرحلته العلاجية 4 آلاف دولار، وحسب قوله "لم يبق منها سوى ما يكفي لأيام قليلة".

أما محمد عبدالله، فقد كان مقرراً أن يسافر قبل أسبوع إلى صنعاء، بعد أن أنهى علاجه كاملاً، لكنه لم يتمكن من ذلك، ويقول: "عندما راجعت شركة الطيران قالت لي لا يوجد رحلات إلى صنعاء"، هو اليوم يخشى أن تطول مدة إقامته في الأردن، ويصبح عاجزاً عن تسديد أجر الشقة الفندقية التي يقيم فيها والبالغ 35 ديناراً يومياً، قرابة (49 دولارا أميركيا)، ويسأل "هل سأبقى حتى يتم طردي وأنام في الشارع ولا أجد المال لشراء الطعام".


لا يبدو الخمسيني شوعي زيد أفضل حالاً من مواطنه، وقد تزامن موعد الطائرة التي كانت ستقله عائداً إلى صنعاء، مع انطلاق عمليات "عاصفة الحزم"، ليجد نفسه عالقاً في الأردن، بعد أن أنهى علاجه في مستشفى خاص.

شوعي أنفق، خلال وجوده لمدة شهر ونصف الشهر في الأردن، 6 آلاف دولار، تكاليف عملية سحب الماء الأبيض من العين وزراعة قوقعة في الأذن، إضافة إلى تكاليف إقامته، وهو لا يملك اليوم سوى بضعه دنانير، يؤكد "أريد العودة إلى البلاد، أنا في وضع صعب، لا يوجد عندي فلوس، وخائف على عائلتي"، ويتابع "حتى في اليمن، لو مات الواحد يموت مع أهله، أفضل من أن يبقى قلقاً عليهم".

ويبلغ عدد اليمنيين الذين قدموا للعلاج في الأردن، خلال الشهرين الماضيين، وأنهوا علاجهم، 1500 شخص، حسب مسؤول الملف الصحي في السفارة اليمنية بالعاصمة الأردنية، الدكتور عبدالوهاب العلفي، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "جميعهم أصبحوا عالقين لا يستطيعون العودة إلى اليمن".

وقال العلفي: "اليمنيون الذين يأتون للعلاج في الأردن، يجلبون معهم ما يكفيهم للعلاج والإقامة التي لا تتجاوز، في أغلب الأوقات، الشهر الواحد، وجميعهم اليوم يعانون أوضاعاً صعبة، بعد أن نفدت أموالهم أو شارفت على النفاد، دون القدرة على العودة".

وأوضح أن متوسط أعداد اليمنيين الذين يأتون إلى الأردن لتلقي العلاج سنوياً، يبلغ قرابة 30 ألف يمني.

وفي محاولة لحلّ مشكلة العالقين، أشار العلفي إلى أنه يجري التواصل مع عدد من المستثمرين اليمنيين في الأردن، ممن يملكون شققاً فندقية لاستضافة إخوانهم العالقين، ومساعدتهم مالياً، مؤكداً أن هذا التوجه لن يساهم في حلّ المشكلة بالكامل، مناشداً المنظمات الدولية للعمل على إعادة من أنهوا علاجهم إلى بلادهم.

اقرأ أيضاً:عمال على الرصيف