سبعة فائزين بجوائز أمير قطر لمكافحة الفساد

سبعة فائزين بجوائز أمير قطر لمكافحة الفساد

09 ديسمبر 2016
الفائزون في صورة تذكاريّة (العربي الجديد)
+ الخط -
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، استضافت العاصمة النمساوية فيينا اليوم الجمعة، حفل توزيع "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميّز في مكافحة الفساد" في نسختها الأولى. وقد شمل التكريم مؤسسات وأفراداً ومجموعات من أوروبا وآسيا وأميركا الوسطى وأميركا الجنوبية وأفريقيا، فوزّع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجوائز على الفائزين.


هنّأ الأمين العام للأمم المتحدة الفائزين بالجائزة على شجاعتهم، شاكراً أمير قطر والحكومة القطرية لدعمهما الجهود العالمية لمكافحة الفساد والجرائم وبسط سيادة القانون من خلال تنفيذ "إعلان الدوحة" الذي اعتمد العام الماضي خلال "مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية". وقال إنّ "الفساد داء فتاك يتغلغل في عمق المجتمعات ليطفئ جذوة الأمل ويقمع الفرص، متيحاً لعصبة من الفاسدين الإثراء على حساب الملايين الذين تضيع فرصهم هباءً منثوراً. وكلّ المجتمعات معرّضة لهذه الآفة الخطيرة".


في هذا الإطار، أعلنت اللجنة العليا للجائزة - استناداً إلى توصيات اللجنة الاستشارية للتقييم - عن سبعة فائزين ضمن الفئات الأربع: "الابتكار في مكافحة الفساد"، و"البحث الأكاديمي في مكافحة الفساد"، و"جائزة إبداع الشباب"، و"جائزة إنجاز العمر في مكافحة الفساد".


عن فئة الابتكار في مكافحة الفساد كانت فائزتان. الأولى هي الفلسطينية حنان خندقجي التي عملت بصورة سريّة كمتطوّعة لتقصّي حقيقة سوء معاملة المرضى الصغار في المؤسسات الأردنية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. يُذكر أنّ خندقجي اكتشفت أنّ مقدّمي الرعاية وطاقم التمريض يسيئون معاملة الأطفال خلال تقديم الخدمات إليهم. وساهم عملها المعمّق في إغلاق مرافق عدّة وتشكيل لجنة رسمية أعدّت تقريراً حول سوء المعاملة هناك. أمّا الفائزة الثانية عن فئة الابتكار فهي المبادرة الفنية الأفغانية "آرت لوردس". فقد نجحت هذه المجموعة في رفع مستوى الوعي إزاء قضية مكافحة الفساد في العاصمة كابول، وحثّ المجتمع على عدم التهاون في موضوع الفساد من خلال فنون الشارع، بما فيها رسم عيون على الجدران، من ضمن إطار سلسلة من الأعمال الفنية تحمل عنوان "أراك".


وعن فئة "البحث الأكاديمي في مكافحة الفساد"، تَشارك الجائزة كلّ من أستاذ القانون الجنائي ميودراج لابوفيك من كندا و"مجموعة البحث في قضايا الفساد والديمقراطية" من فرنسا. كُرّم لابوفيك تقديراً لجهوده في اعتقال رئيس الوزراء المقدوني السابق فلادو بوكوفسكي الذي حُكم عليه بالسجن لمدّة ثلاث سنوات، فضلاً عن رصيده الغني من المنشورات التي تدور حول الإصلاحات الوطنية الهيكلية في النظم السياسية والقانونية. أمّا تكريم "مجموعة البحث في قضايا الفساد والديمقراطية" فجاء على خلفيّة مشروعها البحثي الذي حظي بأصداء إيجابية واسعة، إذ تناول المشاكل السياسية والاقتصادية التي تقوّض التطبيق الأمثل للديمقراطية في المجتمعات المعاصرة، الأمر الذي يتسبب في انعدام ثقة المواطنين في هذه المجتمعات.


إلى ذلك، ذهبت جائزة "إبداع الشباب في مكافحة الفساد" لمجموعتَين مرشّحتَين. الأولى هي "شباب اليونان لمكافحة الفساد"، وهي شبكة تضمّ ألف شاب وشابة يهدفون إلى دفع عجلة التغيير في اليونان وأوروبا والعالم. وهؤلاء لا يتلقّون أيّ تمويل حكومي، بل يسعون إلى إحداث تغييرات إيجابية في حياة الشباب الآخرين. أمّا الثانية فهي مجموعة "تي إم" من تنزانيا، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 2004 وتضمّ عدداً من الشباب الذين يستخدمون الغناء لرفع مستوى الوعي وإيصال رسالة قوية حول مكافحة الفساد. وقد ألّف الفنانون ألبومهم الغنائي تحت عنوان "ويب أوت كورابشن" بهدف دعم مساعي الحكومة التنزانية في هذا الخصوص.


أمّا جائزة فئة "إنجاز العمر في مكافحة الفساد"، فقد نالتها النائب العام في غواتيمالا ثيلما ألدانا، تكريماً لمسيرتها المهنية في النيابة العامة التي كللتها بتوجيه اتهامات للرئيس الغواتيمالي أعقبها إعفاؤه من منصبه بتهمة الاحتيال وإقامة ارتباطات غير مشروعة، بالإضافة إلى قضايا فساد متعلقة بمجموعة الاحتيال الجمركي التي تقدّم للشركات تخفيضات على الرسوم الجمركية للواردات في مقابل الحصول على عمولات غير مشروعة.


واحتفاءً بالنسخة الأولى من الجائزة واليوم العالمي لمكافحة الفساد، كشف عن منحوتة من إبداع النحات والفنان العراقي أحمد البحراني في مكتب الأمم المتحدة في فيينا. ويتجاوز ارتفاع المنحوتة ثلاثة أمتار، وهي كناية عن عمل تركيبي فولاذي على شكل يد مرفوعة ترمز إلى الجهود التي تبذلها المجتمعات الدولية لمكافحة الفساد، والقوة والعزيمة اللتين لا تلينان للمشاركين حالياً في هذه الحرب. كذلك تمثّل الخطوط المترابطة في المنحوتة عالماً موحّداً يجمعه هدف مشترك في مكافحة الفساد، فيما تشير التركيبة الشفافة إلى أهمية عامل الشفافية في هذا الشأن.


تجدر الإشارة إلى أنّ "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز في مكافحة الفساد" أطلقت من قبل "مركز حكم القانون ومكافحة الفساد" الذي يترأس مجلس أمنائه الدكتور علي بن فطيس المري. وقد أعلن المري عن الجائزة خلال المؤتمر السنوي الثامن للجمعية الدولية لهيئات مكافحة الفساد الذي استضافته مدينة سان بطرسبرغ الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.


في هذا السياق، قال المدير التنفيذي لـ"مركز حكم القانون ومكافحة الفساد" الدكتور إبراهيم الجازي: "لقد أذهلنا حجم الإقبال الكبير الذي شهدناه من المجتمع الدولي، وكان عدد ونوعية الفائزين خير دليل على قوّة الحراك العالمي لمكافحة الفساد. وقد عكس ذلك ضرورة تسليط الضوء على الشخصيات الفاعلة في هذا الحراك، وكذلك الأعداد التي لا تحصى للجنود المجهولين الذين يناضلون يومياً لإحداث فرق في حياة مجتمعاتهم والقضاء على الفساد بمختلف أشكاله".


وخلال الحفل، قال المدير التنفيذي لـمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يوري فيدوتوف: "لقد أعطت الأجندة الجديدة للتنمية المستدامة حتى عام 2030 دفعاً قوياً جديداً للحرب على الفساد، عبر إقرارها بأنّ جهود مكافحة الفساد تشكّل قوة أساسية للقضاء على الفقر، وتوفير تعليم عالي الجودة، وتأمين فرص عمل لائقة، وتعزيز النمو الاقتصادي، وحماية الموارد الطبيعية".