ارتفاع العنف ضد النساء بنسبة 54% في كردستان
ولفت تقرير أعدته مديرية مكافحة العنف ضد النساء التابعة لوزارة الداخلية بالإقليم، وحصل عليه "العربي الجديد"، إلى أن حالات قتل النساء لوحدها سجلت زيادة بنسبة 54 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأوضح أن 31 امرأة قتلن لأسباب مختلفة في إقليم كردستان خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، في وقت كانت الحالات المسجلة للفترة نفسها من العام الماضي 17 حالة. وحلت محافظة أربيل بالمرتبة الأولى في تسجيل حالات القتل البالغة 12 حالة.
وبحسب التقرير أيضاً، تم تقسيم أعمال العنف ضد النساء على النحو التالي: القتل العمد 31 حالة، الانتحار 38 حالة، الاحتراق نتيجة حوادث أو بفعل أشخاص آخرين 117 حالة، حرق النفس عمداً 63 حالة، اعتداءات ضرب واعتداءات جنسية 70 حالة، الشكاوى المقدمة من النساء 3646 شكوى.
وأوضح التقرير أن معظم حالات انتحار النساء تخفي وراءها أعمال عنف ضدهن، لكن تقارير الشرطة تظهر أن سبب الانتحار، استناداً إلى إفادات المقربين منهن، هو لأن الضحايا كن مريضات نفسياً، فيما يؤكد خبراء الصحة النفسية وفي متابعة للموضوع أن المشاكل الاجتماعية التي تواجهها النساء تسبب المرض النفسي، الذي يؤدي في حالات عدة الى الانتحار.
اقرأ أيضاً: التعذيب يتربّص بنساء كردستان
وأشار التقرير إلى أن عدد النساء اللواتي انتحرن خلال النصف الأول من العام الماضي كان 20 امرأة، ليرتفع العدد في النصف الأول من العام الحالي إلى 38 حالة، ومعدل الزيادة المسجلة هو 52 في المائة. وعن حالات الاحتراق لأسبابها المتعددة، أوضح التقرير أن الأعداد المسجلة ارتفعت هذا العام إلى 167 حالة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي والبالغة 173 حالة.
وارتفعت أعداد شكاوى النساء الناتجة عن العنف والمسجلة في مديرية مكافحة العنف ضد النساء في وزارة الداخلية في كردستان من 3181 شكوى في النصف الأول من العام الماضي إلى 3646 في النصف الأول من 2015. وكشف التقرير تراجعاً في الاعتداءات المسجلة ضد النساء، فقد تم تسجيل 75 اعتداءً خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي الذي سجل 75 حالة، لينخفض العدد إلى 70 حالة العام الحالي.
ونقل التقرير عن مديرة التخطيط، المشرفة على قسم الإحصاء والدراسات والبحوث في مديرية مكافحة العنف ضد النساء، أمل كاكائي، أن هناك "عدة أسباب لارتفاع معدلات العنف ضد النساء، بينها زيادة الأمراض النفسية، والجسدية، والعقلية، أو الإدمان على المخدرات، يقابله ضعف اجتماعي على مواجهة تلك الأسباب، كذلك عدم السيطرة على النفس أثناء نوبات الغضب".
اقرأ أيضاً: العراقيات لا يبحن بتعرضهنّ للتحرّش
وتفيد تقارير تداولتها وسائل الإعلام المحلية بأن المصاعب الاقتصادية التي يواجهها الإقليم منذ بداية العام الماضي 2014، بعدما أوقفت الحكومة الاتحادية العراقية صرف موازنة إقليم كردستان، ثم قامت بوقف صرف رواتب الموظفين الحكوميين والمتقاعدين، سبب مشاكل للمواطنين، ولشريحة واسعة من السكان تعتمد في دخلها على الراتب الذي تتقاضاه من الحكومة.
بهذا الخصوص سجلت زيادات واضحة في معدلات التفريق بين الأزواج بسبب المشاكل الاقتصادية، حيث كثرت الشكاوى المحالة إلى القضاء، وسببها الديون والعجز عن السداد وتعثر عمليات تجارية بين السكان. ومن التطورات الغريبة المتصلة بالموضوع ما أورده اتحاد المقاولين بأن العديد من المقاولين وأصحاب الشركات انتحروا بسبب إفلاس أعمالهم ومشاريعهم.
اقرأ أيضاً: الرجال يشكون عنف نساء كردستان
