موجات الحر تفيد 9 قطاعات

موجات الحر تفيد 9 قطاعات

10 اغسطس 2015
موجة الحر تشكل تهديدا على قناة السويس (أرشيف/Getty)
+ الخط -

مضت نحو ثلاثة أسابيع على موجات الحر المتلاحقة في مصر والمنطقة، ويتطلع الجميع لأي بارقة أمل في تراجع درجات الحرارة، التي وصلت إلى 40 درجة في القاهرة.

ورغم الخسائر التي تلحقها موجة الحر بالإنتاج الزراعي في المنطقة العربية، فإنّ العديد من الشركات ترى في هذه التغيرات المناخية فرصة لزيادة أرباحها، بخاصة الشركات التي تعمل في مجالات النفط والشحن وحماية المدن الساحلية.

وحصر الباحثون 9 قطاعات تأمل شركاتها في تحقيق أرباح من ارتفاع درجة الحرارة، بل وتعول بعض شركات الشحن على ذوبان الجليد في القطب الشمالي لتجد مساراً مائياً يوفر عليها مئات الآلاف من الرسوم، التي تدفعها للعبور في قناة السويس.

وتقول خدمة "الترنت" في مقال بموقعها الإلكتروني إن 98% من خبراء المناخ يعتبرون أن مسؤولية الإنسان عن التغير المناخي حقيقة مؤكدة، لكنها في المقابل تكشف عن اعتقاد ربع الأميركيين تقريباً بأن علم المناخ ما هو إلا محض هراء، وأن ظاهرة الاحتباس الحراري خدعة كبيرة.

وقد دفعت شركات النفط الكبرى الكثير من المال لإذكاء هذا التشكيك في التغير المناخي، ففي حين تريد هذه الشركات أن يبقى الناس مخدوعين، فإنّ شركات رئيسية في المجال، مثل إكسون وشل، تفكر بطريقة أفضل.

وتحقق هذه الشركات أيضاً أرباحا أكبر من ارتفاع الحرارة، وهي ليست الوحيدة في هذا الصدد. ربما يكون التغير المناخي الذي سببه حرق الوقود الأحفوري، وما ينتج عنه من زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، في الجو كارثة لأغلب البشر وأيضا الكائنات الأخرى، لكن بالنسبة لمجموعة معينة من الشركات في مجالات بعينها، فإن الاحتباس الحراري يمثل فرصة أخرى لتحقيق المكاسب.

فيما يلي 9 مجالات تستفيد مادياً على حساب مصلحة الكوكب:

شركات النفط الكبرى

قدم ارتفاع حرارة الأرض لشركات النفط الكبرى طرقاً جديدة لجني المزيد من المال، فأقامت إكسون شراكة مع روسيا، للبحث عن أماكن أكثر للتنقيب عن النفط في القطب الشمالي.

ومع ذوبان الجليد في القطبين، بمعدل سريع أصبحت فترة الصيف أطول، وأصبح من الأسهل البحث عن المزيد من الوقود الأحفوري، في المناطق التي كانت متجمدة سابقاً.

ودفعت شل أكثر من 6 مليارات دولار في عمليات حفر في منطقة القطب الشمالي. ومع إمكانية استخراج 27 مليار برميل من النفط بشكل أسهل فجأة، أصبحت شركات النفط الكبرى تستفيد من ارتفاع حرارة الأرض، وهي الظاهرة التي كانت هذه الشركات جزءا من أسبابها.

وقال مسؤول سابق في شركة شل خلال مؤتمر تجاري "سأكون أحد هؤلاء الأشخاص الذين يهللون لوجود صيف دائم في ألاسكا".

التكنولوجيا الحيوية

البعوض من الكائنات التي لن تتأثر كثيراً من ارتفاع حرارة الكوكب. الجو الحار مناسب تماما للبعوض، وبالتالي فسوف تتكاثر وتنتشر الأمراض التي يحملها خلال العقود القادمة.

وفي منطقة فلوريدا كيز بالولايات المتحدة، أصبح هناك عدد متزايد من الأمراض الاستوائية، مثل حمى الضنك التي تتسبب في وفاة عشرات الآلاف، على مستوى العالم كل عام وفيروس تشيكونجونيا الذي يسبب ارتفاع حرارة الجسم وآلاما في المفاصل.

وتأمل شركات التكنولوجيا الحيوية مثل أوكسيتك الإنجليزية الاستفادة من هذه الأزمة التي يسببها المناخ.

وطورت أوكسيتك ذكر بَعوض معدلاً وراثيا ينتج عن تكاثره بَعوض صغير يتطلب مواد غذائية معينة ليست موجودة في الحياة البرية مما يؤدي إلى موت البعوض الصغير.

وفي حين أن القضاء على البعوض أو خفض عدده على الأقل هدف يستحق الإشادة، فإن الطريقة لا ترضي الكثير من النشطاء الذين يخشون من العواقب غير المقصودة لإطلاق ملايين من البعوض المعدل وراثيا.

المدن الساحلية والفيضانات

منذ سنوات وعلماء المناخ يحذرون من ارتفاع مستوى البحر وخطر ذلك على المدن الساحلية دون أن تلقى هذه التحذيرات أذنا صاغية. لكن مع إعصاري كاترينا في 2005 وساندي 2012 تغير كل ذلك.

اقرأ أيضا: موجة حر قاسية تضرب زراعة فلسطين

وتسبب إعصار كاترينا في إغراق 80% من نيوأورليانز تحت المياه، في حين أن الإعصار ساندي أغرق أحياء بكاملها في نيويورك فضلا عن مترو الأنفاق.

تسبب هذه الكوارث المناخية خسائر بمليارات الدولارات وبعد مضي سنوات على تلك الكوارث نجد أن المدن التي تأثرت لم تتعاف تماما بعد. وهنا تظهر صناعة "التكيف مع المناخ"، فنجد شركات مثل "فلود كنترول أميركا" التي تبني أسوارا غير مرئية من الصلب يمكن أن تقام حول المدن بسرعة مع اقتراب أخطار الأعاصير.

وقال برايان فريكلاند، وهو مسؤول تنفيذي في الشركة لموقع ذا فيرج "هناك الكثير من المال الذي يُستثمر في العقارات الساحلية سواء تجارية أو حكومية أو سكنية بحيث لا يمكن التخلي عن الممتلكات في حالة ارتفاع منسوب المياه."

يُقدر حجم صناعة التخطيط لكوارث الفيضانات حاليا بمليار دولار ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2020. كذلك فإن شركات هولندية مثل "داتش دوكلاندز" التي يوجد مقرها في بلد يقع تحت مستوى البحر ولها خبرة في الحماية من مياه الفيضان يسرها أن تتقاسم خبرتها وبمقابل بالطبع.

مكيفات الهواء

من البديهي أنه كلما زادت حرارة الأرض كلما حاول الإنسان أن يخفض حرارة جسمه. الفائز في هذه المعادلة هو صناعة مكيفات الهواء وشركات مثل "ديكين اندستريز" التي تصنع مكيفات هواء موفرة للطاقة.

في كثير من مناطق الولايات المتحدة مثل شمال كاليفورنيا ليست هناك حاجة كبيرة لمكيفات الهواء، لكن هذا الوضع لن يستمر طويلا مع ارتفاع حرارة الأرض بسبب ثاني أكسيد الكربون. ومع ارتفاع الحرارة في أجزاء من البلاد كانت باردة، فإن صناعة مكيفات الهواء سوف تجني أموالا طائلة.

شركات الزراعة الكبرى

اسم "مونسانتو" هو اسم مكروه لدى أغلب حماة البيئة، لكن هذا الوضع لم يمنعها أبدا من تحقيق أرباح خيالية وكذلك لن يمنعها التغير المناخي. فالجفاف يمثل أيضا فرصة لهذه الشركة الزراعية العملاقة. وباعتبار شركة "مونسانتو" من رواد صناعة المنتجات المعدلة وراثيا المثيرة للجدل فإنها تبذل جهدا كبيرا في إنتاج بذور معدلة وراثيا مقاومة للجفاف.

اقرأ أيضا: الجفاف يلتهم الأخضر في موريتانيا

ورغم أن هناك طرقا تقليدية أسفرت عن إنتاج بذور مقاومة للجفاف بنفس قدر البذور المعدلة وراثيا أو أكثر منها، فإن "مونسانتو" تعتزم تسويق منتجاتها في أفريقيا وغيرها من الأسواق المعرضة للجفاف بأرباح لا بأس بها.

ومع استمرار التغير المناخي ستكون هذه الشركات الزراعية الكبرى سعيدة للتكيف مع ارتفاع حرارة الأرض وزيادة الجفاف.

وول ستريت

لا تكترث بورصة وول ستريت كثيرا بوجود صعوبات اقتصادية أو إذا كان الرخاء هو السائد، فهي دائما قادرة على الوصول إلى سبل جديدة لجني المال من أي شيء تقريبا.

وهناك شركات تشتري حقوق استغلال المياه توقعا لنقص عالمي وتشتري محطات مياه.

وتنصح بنوك مثل "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" العملاء الأثرياء بشراء أراض زراعية لرهانها على أن ارتفاع حرارة الأرض سيتطلب إنتاجا غذائيا يعتمد عليه.

الشحن وقناة السويس

كانت شركات الشحن العملاقة مثل "بيلوجا" و"نورديك بلك كاريير" تضطر عادة للمرور عبر قناة السويس أو مسارات أطول لتوصيل البضائع، ولم يكن الممر الشمالي الشرقي الذي يدور حول أقصى شمال روسيا خيارا مطروحا في مجال الشحن نتيجة الجليد في القطب الشمالي.

ولم يكن ممكنا في السابق استخدام هذا المسار بدون كاسحات جليد تشق الطريق أمام سفينة الشحن لكن بفضل ظاهرة ارتفاع حرارة الأرض أصبح هذا المسار بحارا مفتوحة مع وجود مناطق جليدية محدودة يمكن تفاديها. ومع توفير 300 ألف دولار لكل سفينة أصبح بإمكان شركة بيلوجا زيادة أرباحها بملايين الدولارات سنويا.

تحلية المياه

يرى رجال أعمال فرصة سانحة فيما يراه البعض كارثة. في ظل انتشار منتجعات التزلج، ومع قلة الثلوج الطبيعية، تعمل شركات على توفير إمكانية التزلج رغم ارتفاع الحرارة. كما تقوم بعض الشركات بتحلية المياه وهي مسألة ضرورية في بعض المدن بسبب الجفاف.

التعدين

في عام 2012، ذاب 97% من الغطاء الجليدي في غرينلاند خلال شهور الصيف، وهي أول مرة منذ 123 عاما. كان هذا نذير شؤم بالنسبة لعلماء المناخ والعالم بصفة عامة لكنها كانت فرصة جيدة لشركات التعدين التي أصبح لديها فرصة الآن للتنقيب في المناطق التي كانت تغطيها الثلوج سابقا في القطب الشمالي بحثا عن موارد معدنية مثل الزنك وخام الحديد واليورانيوم والنحاس والذهب.

ورغم المخاوف البيئية بشأن التعدين وما ينتج عنه من تلوث، فتحت غرينلاند أبوابها لشركات التعدين حتى تجد فرص عمل لأبنائها. وفي الوقت ذاته تأمل شركة "الكوا" العملاقة للألمنيوم في بناء مصهر ضخم للألمنيوم هناك يتم تشغيله باستغلال المياه المتدفقة الناتجة عن ذوبان الثلوج.

اقرأ أيضا: دعوات لإلغاء عوائد شهادات قناة السويس

المساهمون