النزوح الداخلي يفاقم أزمات الليبيين المعيشية

النزوح الداخلي يفاقم أزمات الليبيين المعيشية

04 فبراير 2015
تمدد العنف في ليبيا يهدد الاقتصاد (أرشيف/getty)
+ الخط -

أدى تصاعد الصراع المسلح في ليبيا الفترة الأخيرة إلى زيادة أعداد النازحين في ليبيا، ما فاقم الأزمات المعيشية للمواطنين، فزادت أزمات الخبز وغاز الطهي والوقود، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي، وتأخر صرف المرتبات ونقص الأدوية بمختلف أنواعها.

وتشهد ليبيا نزاعاً بين قوات "فجر ليبيا" التي يشكّلها المؤتمر الوطني والثوار، والقوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، على أحقية إدارة البلاد، في ظل صراع مسلح احتدم خلال الشهور الأخيرة، وامتد إلى الحقول النفطية، في محاولة للسيطرة عليها.

وأشار مواطنون لـ "العربي الجديد"، إلى أن التدهور طال جميع القطاعات، موضحين أن عددا كبيرا من الليبيين اضطر إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمناً، ما زاد من الأزمات المعيشية.

وفي ظل الاضطرابات الأمنية يتعرض الليبيون لمعاناة يومية لتلبية احتياجاتهم، فالمحال التجارية معظمها مغلق في معظم المناطق المنكوبة، ومنها، مدينة العزيزية (جنوب غربي طرابلس) وككله (غرب) وبن جواد وسط البلاد، بالإضافة إلى استمرار غلق معظم الجمعيات الاستهلاكية، وتعليق العمل في محطات الوقود بسبب نقص الوقود والإمدادات في ظل قطع الطرق في البلاد.

وكانت منظّمات تابعة للأمم المتحدة أطلقت تقريرا عن الوضع الإنساني في ست مدن ليبية، "طرابلس والعجيلات والزاوية وإجدابيا والمرج وسبها"، خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2014، أوضحت فيه أنَّ نحو 400 ألف شخص نزحوا داخليًّا، وأنّ غالبية مَن عادوا يعانون نقص الدخل وارتفاع الأسعار، ورصد التقرير ارتفاع بعض الأسعار بنسبة 40% عن فترة ما قبل الصراع.

وقال رئيس فرع جمعية الهلال الأحمر الليبي في مدينة غات، منصور والي عبد الوهاب، إن مدينته وضواحيها استقبلت أكثر من 3 آلاف نازح من أوباري، (يشكلون 375 أسرة) يعيشون أوضاعًا إنسانية صعبة.

وأضاف " يعاني النازحون نقصاً في الأدوية، والمواد الغذائية وحليب الأطفال"، مؤكدًا أن الارتفاع الشديد في الأسعار حال دون تقديم المساعدات بشكل عاجل لهذه الأسر، كما أن الأوضاع الأمنية، تُعرقل وصول قوافل الإغاثة إلى غات بعض الأحيان.

وتشهد مدينة بنغازي صراعاً مسلحاً منذ ما يقرب من ستة أشهر، نتج عنه نقص في الغذاء والدواء وتوقف الميناء التجاري والمطار، وزد على ذلك انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة الشرقية في البلاد، لنقص الغاز القادم من منطقة الهلال النفطي التي تعاني هي الأخرى من نيران الفرقاء.

ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة منذ ثلاث سنوات حول الأسر الفقيرة، إلا أن الدولة رصدت 120 ألف أسرة "محرومة من الثروة"، تتم مساعدتها عبر صندوق الإنماء الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني من التعثّر منذ نحو سبعة أشهر، نتيجة عدم وجود سيولة، بسبب الأزمة المالية والاقتصادية المتفاقمة.

وساهم تدني دخل إيرادات النفط من 1.5 مليون برميل يومياً إلى 350 ألف برميل، نتيجة الانقسامات السياسية بعد الثورة منذ أربعة أعوام، في ارتفاع معدل الفقر بشكل كبير في ليبيا الغنية بالنفط.

وفي السياق نفسه، قال عميد كلية الاقتصاد في جامعة طرابلس أحمد أبو لسين، لـ "العربي الجديد" إن المواطن صاحب الدخل المحدود هو من يدفع فاتورة المعاناة، وسط الصراع المسلح في البلاد، مؤكداً أن الأوضاع المعيشية تزداد سوءاً في حالة عدم وجود استقرار سياسي في البلاد، فضلاً عن موجة ارتفاع الأسعار بعد الربع الأول من العام، نتيجة انخفاض الإيرادات النفطية في البلاد، وانخفاض قيمة العملة المحلية في سوق السوداء إلى دينارين للدولار الواحد.

دلالات

المساهمون