العيد ينعش مهناً موسمية في الجزائر

العيد ينعش مهناً موسمية في الجزائر

31 اغسطس 2017
انتعاش مهن تسمين الأضاحي وبيع الأعلاف قبل العيد (Getty)
+ الخط -
مع قدوم عيد الأضحى من كل عام، تزدهر بالجزائر مهن مؤقتة تدوم أياماً قبل حلول هذه المناسبة، حيث تسيطر أنشطة موسمية على شوارع وأزقة مختلف أحياء المدن، بعدما أصبحت الأضحية محركاً لاقتصاديات العيد.
ويحرص آلاف الشباب والأطفال في مختلف المدن بالجزائر على الانخراط في هذه المهن المختلفة، من أجل كسب بضعة آلاف من الدنانير يعيلون بها عائلاتهم، ومنهم من يوفرها لشراء أضحية العيد.
"القراسة"، هي إحدى المهن التي تنتعش قبل عيد الأضحى في الجزائر، ويحترفها الشباب في المحافظات الداخلية، ويبدأ العمل بها قبل 30 يوماً من عيد الأضحى في الغالب.
و"القراسة" هو مصطلح جزائري يعني " التسمين" في قاموس مربي الماشية، يتم فيه عزل الماشية المراد بيعها عن باقي القطيع وتزويدها بالأعلاف والكلأ الجيد، بالإضافة إلى الشعير قصد زيادة وزنها في أقل وقت ممكن.
يقول الشاب محمد، الذي يشتغل "قراسا" قبل عيد الأضحى، إنه "يحصل على حوالي 50 ألف دينار (454 دولارا) من وراء هذه المهنة الموسمية"، مشيرا إلى أنه يستيقظ يومياً في وقت مبكر ويلتحق بالإسطبلات (مزارع صغيرة لتربية الماشية) لتحضير الأكل والماء للماشية ورعايتها.
نشاط آخر ينتعش مع قدوم عيد الأضحى ويصبح بين ليلة وضحاها مصدر كسب مالٍ للكثير من الشباب، خاصة في العاصمة الجزائرية والمدن الكبرى وهو "بيع الأعلاف والكلأ"، إذ لا يكاد يخلو شارع من مشهد الطاولات المملوءة بالأعلاف من مختلف الأنواع.
جمال الدين سعيدي، شاب يتخذ من خدمة توفير الكلأ تجارة يربح منها مبلغا مالياً قد يسمح له بشراء أضحية لعيد هذه السنة، حسب قوله.
ويكشف جمال الدين، لـ"العربي الجديد"، أنه يربح في اللفة الواحدة من العلف بين 400 دينار إلى 500 دينار (بين 3.63 دولارات و4.54 دولارات)، وحوالي 40 دينارا (0.35 دولار) في الكيلوغرام الواحد من الشعير، وهو هامش ربحٍ يكفيه لتحصيل جزءٍ من أموال شراء الأضحية.
غير بعيد عن الشاب جمال الدين، توجد طاولة الشاب لمين نقاش، التي يضع فوقها أنواعا مختلفة من السكاكين والأدوات المستعملة في عمليات الذبح، تفنن الشاب لمين في ترتيبها، بينما لا يجد أي حرج أو خوف من عرض هذه الأدوات المصنفة ضمن "الأسلحة البيضاء" الممنوع بيعها أو حملها في القانون الجزائري، إلا وفق ضوابط، متوقعا أن تبلغ إيراداته من تجارته حوالي 40 ألف دينار (363 دولارا).
غير أن أسعار السكاكين يجدها الكثير من المواطنين مرتفعة، مقارنة بطبيعة استعمالها الموسمي، وبالتالي يفضلون إعادة شحذ السكاكين القديمة، ما يعيد الروح إلى مهنة "شحذ السكاكين" المنقرضة في المجتمع الجزائري.
ويبلغ سعر شحذ السكين الواحد 50 دينارا (0.45 دولار)، حسب الشاب بلال، الذي يضع طاولة لشحذ السكاكين أسفل منزله في حي "العافية" الشعبي في ضواحي العاصمة الجزائرية.
ويرى بلال في هذه التجارة الموسمية فرصة لجمع بعض المال، يعيل به عائلته على اقتناء مستلزمات العيد من مواد غذائية وغيرها.
وإذا كانت المهن السابقة مقتصرة على فترة ما قبل عيد الأضحى، فهناك مهن مرتبطة زمنيا أيضا بيوم عيد الأضحى، منها "تنقية رأس الأضحية"، التي يتفنن فيها شباب أمام المذابح والمسالخ، ويعفون بذلك النساء من مشقة حرق رأس وأطراف الأضحية لإعداد أكلة "البوزلوف" المشهورة في الجزائر ودول المغرب العربي. وتبلغ عملية تنقية الرأس الواحد نحو 200 دينار (1.81 دولار)، حسب بعض الشباب.
وكانت دراسة نقابية ميدانية حول القدرة الشرائية للجزائريين قد كشفت أن الأجر الأدنى الضروري لمعيشة عائلة مكونة من خمسة أفراد في الجزائر، يجب ألّا يقل عن 60 ألف دينار شهريا (550 دولارا)، مع العلم أن هذا الرّقم يتضمن فقط الحاجات الأساسية والضرورية للأسرة، دون احتساب ما تحوّل لدى الجزائريين إلى كماليات مختلفة.

المساهمون