الاحتجاجات تشلّ إنتاج الفوسفات بتونس وتهدّد الأسواق التصديرية

الاحتجاجات تشلّ إنتاج الفوسفات في تونس وتهدّد الأسواق التصديرية

07 فبراير 2018
إضرابات معامل الفوسفات تهدد صادراتها (فتحي بليد/ فرانس برس)
+ الخط -
قال المسؤول الإعلامي في شركة فوسفات فقصة علي الهوشاتي، إن وضع القطاع بات ينذر بالخطر، محذراً من خسارة تونس أسواقاً تصديرية مهمة في الأيام القليلة المقبلة بسبب التوقف التام لمغاسل إنتاج الفوسفات، إثر الاحتجاجات المندلعة منذ أواخر الشهر الماضي.

يأتي هذا التصريح بعدما دخل المجمع الكيميائي التونسي (يحوّل 95% من إنتاج الفوسفات) في مرحلة العطالة التامة منذ أكثر من 96 ساعة، بسبب نفاد كميات الفوسفات التي يتم تحويلها بالمجمع.

وأضاف المسؤول في شركة فوسفات فقصة في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن كميات الفوسفات في المجمع الكيميائي نفدت منذ 3 أيام، فيما لا يزال النشاط معطلا في كافة المغاسل التابعة للشركة، بسبب الاحتجاج الذي ينفذه عاطلون من العمل منذ 20 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأضاف الهوشاتي أن الشركة بصدد بحث حلول لإنهاء الاعتصام وإعادة تشغيل المغاسل في محافظة فقصة، لافتا إلى أن توقف الإنتاج يؤثر كثيرا في نسق الصادرات بعد أن تمكنت تونس من إبرام عقود مهمة مع تركيا والهند.

ولفت علي الهوشاتي إلى أن شركة فوسفات فقصة تتحمل أعباء تشغيلية كبيرة بسبب غياب مؤسسات أخرى في المنطقة، وهو ما يفسر تكرر الاحتجاج الاجتماعي، مع الإعلان عن نتائج كل مناظرة توظيف.

ولم تحقّق شركة فوسفات قفصة منذ بداية العام الجاري لغاية 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، سوى إنتاج 160 ألف طنّ، مقابل إنتاج 500 ألف طنّ في الفترة ذاتها من سنة 2017.


ويرجع هذا التدهور في الإنتاج المسجّل منذ بداية العام إلى شلل أنشطة منشآت قطاع الفوسفات في معتمديات المتلوي والرديف والمظيلة وأم العرائس، بعدما اندلعت فيها احتجاجات واسعة النطاق مباشرة إثر الإعلان يوم 20 يناير/ كانون الثاني الماضي عن القسط الرابع من نتائج مناظرة انتداب 1700 عون تنفيذ للعمل في مختلف الأقاليم.


وبسبب تواصل الاعتصام أعلنت وزارة الطاقة والمناجم فتح باب الاعتراض على نتائج المناظرة، غير أن حلول الوزارة لم ترض المعتصمين الذين واصلوا نصب خيمهم أمام منافذ المناجم والسكة الحديدية.

وتراجع تبعاً لذلك الترتيب العالمي لهذه المؤسسة من المرتبة الخامسة سنة 2010 إلى المرتبة التاسعة سنة 2014.

وحتى عام 2010، كانت عائدات صادرات الفوسفات تناهز 10% من جملة صادرات البلاد، بمعدل إنتاج يبلغ 8 ملايين طن سنوياً.

ويؤثر توقف نشاط الفوسفات في الصادارات التونسية وعائدات البلاد من العملة الصعبة بشكل مباشر، حيث نزل احتياطي البنك المركزي من العملة الصعبة، يوم الثلاثاء، إلى معدل قياسي جديد بلغ 84 يوم توريد، مقابل 89 يوماً قبل أسبوع، وهو أدنى المعدلات التي تشهدها البلاد منذ عام 2003.

وكشفت البيانات أن الاحتياطي بلغ 11.88 مليار دينار (4.98 مليارات دولار) في 5 فبراير/ شباط، بما يكفي لتلبية واردات 84 يوما مقارنة مع 101 يوم في الفترة ذاتها من العام الماضي.

المساهمون