شركات السياحة تنافس سيارات الأجرة في مصر

شركات السياحة تنافس سيارات الأجرة في مصر

05 مايو 2015
سيارات نقل في مصر (أرشيف،getty)
+ الخط -

لم يكن محمود إسماعيل، الذي يمتلك سيارة أجرة لنقل الركاب بين محافظات صعيد مصر جنوب البلاد والعاصمة القاهرة، يتوقع أنه سيأتي يوم، تدخل فيه شركات النقل السياحي، التي تمتلك مركبات فارهة، في منافسة شرسة معه ومع أقرانه من أصحاب السيارات المتواضعة لاقتناص الركاب، بعد أن ضرب الركود قطاع السياحة في المقاصد الجنوبية على ضفاف النيل لأكثر من 4 أعوام.

ومع تزايد حالة الركود السياحي خلال 2014، بدأت شركات النقل السياحي فى تشغيل أسطولها من الحافلات في نقل المسافرين بين المحافظات المصرية المختلفة، خاصة من القاهرة إلى الصعيد والعكس.

ويقول إسماعيل البالغ من العمر 27 عاماً، إن أسعار الأجرة التى تقدمها الحافلات السياحية للفرد من محافظة سوهاج إلى القاهرة تترواح بين 45 إلى 55 جنيهاً (5.9 ـ 7.2 دولارات)، في حين تتراوح قيمة الأجرة على السيارات المملوكة لأشخاص بين 70 و80 جنيهاً للفرد (9.2 و10.5 دولارات)، مما يدفع الكثير من المسافرين لتفضيل الحافلة السياحية، التى يتوافر بها أيضاً أجهزة تكييف ورفاهية أكثر للمسافرين.

ويعمل إسماعيل سائق أجرة في محافظة سوهاج الواقعة على بعد 450 كيلومتراً من العاصمة المصرية، منذ أكثر من 10 سنوات، عقب حصوله على دبلوم الثانوية الصناعي.

ويشير في مقابلة مع مراسل "العربي الجديد" إلى أن الإقبال على ركوب سيارات الأجرة تناقص خلال الفترة الأخيرة مع دخول الحافلات السياحية فى المنافسة.

ويبلغ عدد الحافلات السياحية، التى تمتلكها شركات السياحة المصرية نحو 24 ألف حافلة وسيارة لموزين، تمثل الحافلات أكثر من 70% وفقاً لغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة.

وتستوعب سيارة إسماعيل نحو 13 راكباً، من بلدته فى مدينة طهطا جنوب أسيوط والتي تبعد

عن القاهرة أكثر من 400 كيلو متر، مشيراً إلى أن أغلب الحافلات السياحية تستوعب أكثر من 3 أضعاف هذا العدد.

اقرأ أيضاً: 118 مليون دولار ديون مستثمري السياحة في مصر

ويقول إن سيارة الأجرة التي اشتراها بالقسط مناصفة مع أخيه، تمثل مصدر دخل رئيس لأسرتيهما حيث يتبادلان قيادة السيارة.

وبحسب ماهر نصيف، رئيس لجنة النقل السياحي في غرفة شركات السياحة ووكالات السفر، فإن شركات النقل السياحي مدينة بأقساط نظير شراء السيارات المملوكة لها، ولا يوجد سوى العمل في نقل الركاب حالياً بين المحافظات لسداد هذه المستحقات حيث أن عمر الحافلة فى مصر لا يزيد عن 10 سنوات على الأكثر.

وأضاف نصيف لـ "العربي الجديد"، أن القطاع السياحي يعاني ركوداً منذ أكثر من 4 أعوام، وبالتالي تراجع الاعتماد على شركات النقل السياحي.

ودفعت المنافسة المحتدمة مع شركات النقل السياحي، إسماعيل إلى تكوين تكتل مع عدد من السائقين وتأسيس مكتب سفريات، يقوم هذا المكتب بالاتفاق مع الأشخاص الذي يقومون برحلات دورية بين محافظاتهم الجنوبية والقاهرة، فضلاً عن الركاب الذين يسعون إلى السفر دون معاناة حجز أماكن خلال فترات المواسم والأعياد والذين كثيراً ما تشهد مشاكل كثيرة تتعلق بعدم وجود أماكن في القطارات أو سيارات الأجرة العاملة في هذه المناسبات.

ويقول "مكتب الحجز يوفر الكثير من الجهد، حيث يحجز الراغبون في السفر في المكتب، ويتم توزيع السفريات بالنسبة للسيارات".

وعلى الرغم من المنافسة المحتدمة بين الحافلات السياحية وسيارات الأجرة، إلا أنه يبدو أن الطرفين قد استفادا من هجرة شرائح من الركاب في المحافظات الجنوبية لمصر للقطارات، بعد سلسلة الحواث المتكررة خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن سوء الخدمات من جانب هيئة السكك الحديدية.

وبحسب مسؤول فى وزارة النقل في تصريح لـ "العربي الجديد"، فإن تدني الاستثمارات في السكك الحديدية هو المسؤول عن تدني كفاءة القطارات.

ويوضح المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن مخصصات السكك الحديدية تراجعت لتبلغ 3.8 مليارات جنيه ( 498 مليون دولار) خلال العام المالي الحالي الذي ينتهي في يونيو/حزيران المقبل، مقابل 5.7 مليار جنيه (748 مليون دولار) العام الماضي، بانخفاض بلغت نسبته 33%.

ويقول "رغم تراجع المخصصات بشكل كبير، إلا أنه لم يتم صرف ما تم رصده في الميزانية، فالمبالغ المخصصة على الورق فقط ولم نحصل حتى الآن سوى على نحو 2.5 مليار جنيه (328 مليون دولار)".

وتشير البيانات الحكومية إلى تناقص مخصصات قطاع النقل في مصر بشكل عام فى موازنة العام المالي الجاري 2014/2015 إلى 11 مليار جنيه (1.44 مليار دولار)، مقابل 15 مليار جنيه (1.96 مليار دولار) خلال العام المالي الماضي، بانخفاض نسبته 26.6%.


اقرأ أيضاً: مصر تستهدف زيادة إيرادات السياحة إلى 26 مليار دولار

المساهمون