أسواق تركيا تتجاوز محاولة الانقلاب الفاشلة

أسواق تركيا تتجاوز محاولة الانقلاب الفاشلة

31 يوليو 2016
الاقتصاد التركي تمكن من امتصاص هزة الانقلاب الفاشل(Getty)
+ الخط -

تتواتر تصريحات المسؤولين في تركيا، منذ الأسبوع الماضي، بشأن استعادة الحياة الطبيعية للقطاع المالي والتجاري، بعد الهزة التي عاشتها البلاد قبل أسبوعين بفعل محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي المسؤول عن الملف الاقتصادي محمد شيمشك، إن الأسواق المحلية عادت إلى حركتها الطبيعية التي كانت عليها قبل محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي.

وأضاف شيمشك للصحافيين، بعد اجتماع عقده مع رجال أعمال وصناعيين أتراك في مدينة "غازي عنتاب" مساء أمس: "إنّ الحكومة تدرس تعزيز الاستثمارات وتأمين فرص العمل والوظائف بشكل أكثر للمواطنين".
وسبق تصريحات نائب رئيس الوزراء شيمشك، دعوة وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للمستثمرين بعد تعليق استثماراتهم لمواصلة عملهم في تركيا، مؤكداً أن الدولة لن توقف استثماراتها في البنية التحتية والخدمات، فيما وجّه دعوة للقطاع المالي بتخفيض الفوائد على قروض المستثمرين.

ويقول المحلل التركي أوكتاي يلماظ، إن الاقتصاد التركي تمكن فعليا من امتصاص هزة الانقلاب وطمأنة المستثمرين، "ولا سيما أن حالة الطوارئ لن تمس مصالح وأعمال أحد".
ولا ينكر المحلل التركي خلال تصريح لـ "العربي الجديد"، تخوف المستثمرين ورجال الأعمال، بمن فيهم الأتراك ليلة الانقلاب وما تلاها، لكن الاقتصاد التركي ومن خلال مؤشرات عدة، منها البورصة وسعر الليرة الذي تحسن أمس، يعزز من ثقة مجتمع الأعمال بأن تركيا تجاوزت جميع المخاطر واستعادت عافيتها.

وسجل الدولار في تعاملات أمس نحو 2.99 ليرة تركية، مقابل 3.05 ليرة الأسبوع الماضي.
ولفت يلماظ إلى أن الشعب التركي وقف إلى جانب اقتصاد بلاده، بعدما ضخ أكثر من 10 مليارات دولار بالسوق، كما تدخل المصرف المركزي بتحريك أسعار الفائدة وتزويد المصارف باحتياجاتها من السيولة.
وعبّر عبد الرحمن الزامل، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات الزامل السعودية، عن سعادته بفشل الانقلاب العسكري في تركيا، مؤكدا أن مقاومة تركيا لمثل هذه الأزمات تزيد من ثقة المستثمرين الخليجيين في الاستثمار بها.

وتوقع الزامل، الذي يدير استثمارات عقارية بنحو 500 مليون ليرة تركية، خلال تصريحات صحافية، أن يزيد حجم الاستثمار الخليجي في تركيا بعد فشل الانقلاب العسكري، وذلك لزيادة الثقة عند المستثمرين في إمكانية مقاومة تركيا للأزمات.
من جهته، يقول رجل الأعمال الكويتي، عبد الله العتيبي، أتيت بعد الانقلاب الفاشل مباشرة للاستثمار بتركيا لأني أثق باقتصاد هذا البلد الذي يحكمه القانون والديمقراطية، "ونقلت مشاهداتي للعديد من الأصدقاء والمستثمرين بالكويت ليستثمرو في تركيا.

ولم يخف العتيبي خلال تصريحاته لـ "العربي الجديد"، دهشته من قوة الاقتصاد ومتانة بنائه، التي تجلت في سرعة تعافي الأسواق التركية وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد الانقلاب الفاشل بأيام قليلة.
ويتوقع محللون أن تشهد الفترة القريبة، صدور قوانين تشجيع وتسهيلات للمستثمرين.
وستركز التسهيلات بحسب مراقبين، على رفع الضرائب عن العقارات المسجلة للاستثمار لمدة خمس سنوات، ومنح قروض بدون فائدة لشراء عقارات بهدف الاستثمار، فضلاً عن تخفيضات ضريبية واعفاءات خلال تأسيس الشركات.



المساهمون