المصريون ينصرفون عن شراء الأضاحي والسبب "ضعف القدرة الشرائية"

المصريون ينصرفون عن شراء الأضاحي والسبب "ضعف القدرة الشرائية"

31 اغسطس 2017
+ الخط -

"كثير من الأضاحي وقليل من المشترين"، هكذا بدت أسواق الماشية في مصر قبل أيام من قدوم عيد الأضحى.

وتعكس هذه الصورة حقيقة الوضع المعيشي في البلاد، في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، بعد تحرير سعر الجنيه المصري، وارتفاع مستويات التضخم بشكل كبير.

في سوقي الماشية بالسيدة زينب (وسط القاهرة)، و"دمنهور الدولي" في محافظة البحيرة (شمال مصر)، يتراص في شكل منظم التجار والفلاحون وأمامهم عشرات الماشية يتنافسون في عرضها لجذب الزبائن ومواجهة ركود هذا العام.

ويقول مسؤولون وتجار لـ"الأناضول"، إن أسواق الماشية تشهد موجة غلاء كبيرة لم تشهدها مصر منذ سنوات عدة، تضررت معها الطبقة المتوسطة ومحدودو الدخل رغم المحاولات الحكومية لتخفيف وطأتها.

ويؤكد ياسر حسن، تاجر للماشية في السيدة زينب (مصري)، أن "تربية الماشية خلال هذا العام واجهت صعوبات عدة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف التي يعتمدون عليها للتغذية لأكثر من الضعف، ما تسبب في هامش ربح لا يتساوى مع حجم معاناة المهنة".

ويضيف حسن، أنّ "إردب الذرة (140 كيلوغراما) أصبح بـ160 جنيها (حوالي 10 دولارات)، ومنذ شهرين ارتفع إلى 250 جنيها (حوالي 15 دولارا) بعدما كان بـ80 جنيها (حوالي 5 دولارات) في الأعوام الماضية".

ويوضح أنّه كان يشتري 35 كيلو من الردة (قشور الحبوب مثل القمح) بـ70 جنيها (حوالي 4 دولارات)، لكنها ارتفعت إلى 170 جنيها (أكثر من 10 دولارات)، وبالتالي زاد سعر اللحوم إلى الضعف مرة ونصف المرة.

ويشير ياسر حسن، إلى أن لحوم العجول زادت بما يقرب من 25 جنيها (1.5 دولار) في الكيلو الواحد عن العام الماضي، أما الخراف فزادت قرابة 30 جنيها (أقل من 2 دولار).

كما يوضح أنّ سعر الكيلو من العجول البلدي الحية، قبل الذبح بلغ 62 جنيها (4 دولارات)، بعدما كانت بـ38 جنيها (2.25 دولار) العام الماضي، موضحا أنّ سعر العجل الصالح للذبح يبدأ من 8 آلاف (457 دولارا) ويصل حتى 40 ألف جنيه (2286 دولارا).

شكاوى مربي الماشية من غلاء أسعار الأعلاف، يأتي بعد أن سجلت أسعار بعض السلع منها أعلاف المواشي مستويات قياسية منذ قرار تعويم الجنيه.

على جانب آخر، يقف أحمد ممدوح عارضا بعض الخراف والعجول للبيع، مُستنكرًا كثرة المعروض للبيع، وقلة المُشترين بسبب ارتفاع الأسعار، قائلاً "كنت أبيع 10 رؤوس ماشية في الأسبوع، العام الماضي، أما اليوم لا تتخطى الثلاثة".

ويضيف أنّ زيادة أسعار الأعلاف وعدم إقبال المواطنين على شراء الأضاحي خلال العيد، جعلاه يُفكر في عدم تربية الماشية والخراف مرة أخرى.

ووفقًا لشُعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، فإن أسعار الأضاحي ارتفعت خلال موسم عيد الأضحى هذا العام بنسب تتجاوز 60% مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفع سعر كيلو الخراف الحية من 40 إلى 65 جنيها، وسعر كيلو الأبقار الحية من 38 إلى 62 جنيها للكيلو غرام، ما أفضى إلى ركود خرج على إثره نحو 20% من القصابين (الجزارين) من السوق خلال الأشهر الأخيرة، خاصة مع تدخل الجيش في تجارة اللحوم وبيعها عبر سيارات متنقلة في جميع المحافظات.

وفي السياق، يقول محمد شرف، نائب رئيس شعبة القصابين (الجزارين) باتحاد الغرف التجارية، إن "الإقبال على الشراء أقل من المتوسط، والتراجع بسبب قرب العام الدراسي الجديد (منتصف سبتمبر/أيلول المقبل) ومصروفاته الكثيرة، لذلك شراء اللحوم يأتي في أولوية متأخرة لدى المواطنين.

ويضيف، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن ما قد يمثل انفراجة لدى الطبقة المتوسطة في مصر، وهي الأكثر تضررا من الأسعار، هو لجوء الحكومة إلى توفير الأضاحي واللحوم المذبوحة والمجمدة بأسعار منخفضة إلى حد ما في كثير من أنحاء مصر، عبر منافذ تتبع وزارة التموين.

(الأناضول، العربي الجديد)

ذات صلة

الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.

المساهمون