مخاوف إيران تدفع أسعار النفط الأميركي لأعلى مستوى

مخاوف اختفاء النفط الإيراني تدفع أسعار الخام الأميركي لأعلى مستوى

29 يونيو 2018
محطة وقود في ميامي (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار النفط الأميركي اليوم الخميس، إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أعوام ونصف العام مدعومة بمخاوف بشأن المعروض جراء العقوبات الأميركية التي قد تؤدي إلى تراجع حاد في صادرات الخام من إيران. وكانت أميركا قد ذكرت أنها لن تعفي أية دولة من الحظر على إيران، في خطوة تشير إلى تشدد يفوق كثيراً الحظر السابق على طهران.

وحسب رويترز، زادت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 69 سنتاً بما يعادل نحو واحد في المائة ليتحدد سعر التسوية عند 73.45 دولاراً للبرميل. وبلغ السعر 74.03 دولاراً في وقت سابق من الجلسة وهو أعلى مستوى له منذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2014. وصعدت عقود خام برنت 23 سنتاً لتسجل 77.85 دولاراً للبرميل عند التسوية.

وكانت الولايات المتحدة طالبت هذا الأسبوع الدول بوقف وارداتها من النفط الإيراني اعتباراً من نوفمبر/تشرين الثاني في موقف متشدد تأمل إدارة ترامب أن يقطع التمويل عن طهران.

وقال مسؤولون أميركيون اليوم الخميس، إنهم سيعملون مع الدول على أساس حالة بحالة. ولم تلتزم الصين، أكبر مستورد للنفط الإيراني، بالموقف الأميركي.

وقال مارك واتكنز محلل الاستثمار الإقليمي لدى مصرف "يو.إس بنك ويلث مانجمنت"، لرويترز، "تحاول العقوبات عزل إيران أكثر، وهو ما قد يقطع مزيداً من النفط عن السوق العالمية عموماً". وأضاف "إذا حجبت نفط إيران عن السوق فسيحدث نقص في المعروض وهو ما سيدفع بكل تأكيد سعر النفط لمزيد من الارتفاع".

تأتي مطالب الولايات المتحدة بعد قرار منظمة البلدان المصدرة للبترول الأسبوع الماضي زيادة الإنتاج لمحاولة تهدئة أسعار النفط التي صعدت أكثر من 40% على مدى العام المنصرم.

وصعدت أسعار النفط معظم عام 2018 بفعل شح المعروض جراء طلب قياسي مرتفع وتخفيضات معروض طوعية بقيادة "أوبك" ومنتجين آخرين مثل روسيا. وتدعمت الأسعار أيضاً بتعطيلات مفاجئة في الإمدادات القادمة من كندا وليبيا وفنزويلا.

وكانت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هيلي، قد حثت الهند  اليوم الخميس إلى إعادة التفكير في علاقاتها مع إيران، أحد مورديها الرئيسيين بالنفط، مع اقتراب فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على مشتري النفط الايراني.

وصعدت واشنطن ضغوطها على كبار مشتري النفط الإيراني، محذرة من أنه لن يتم استثناء أي شريك تجاري من العقوبات الاقتصادية الجديدة عندما تبدأ في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

وتستورد الهند الغالبية العظمى من احتياجاتها النفطية، وتُعتبر إيران ثالث أكبر مورّد بالطاقة للبلد البالغ عدد سكانه 1.25 مليار نسمة.




وقالت هيلي إنها تفهم أن الهند "لا يمكنها أن تغير علاقتها مع إيران خلال يوم"، إلا أنها قالت إنها استغلت لقاءها مع رئيس الوزراء نارندرا مودي في نيودلهي لحثها على إعادة دراسة الوضع.

وأضافت هيلي لتلفزيون "إن دي تي في" بعد كلمة في نيودلهي "أعتقد كذلك أنه من أجل مستقبل الهند، ولكي تكون قادرة على الحصول على موارد.. فإنني أشجعهم على إعادة التفكير في علاقاتهم مع إيران".

وقال مسؤولون أميركيون إن واشنطن ستطلب من كبار مشتري النفط الإيراني خفض وارداتهم إلى الصفر، محذرين من أنه لن يتم استثناء أحد من العقوبات عند فرضها. وقبل الاتفاق النووي في 2015 بين إيران والقوى الست الكبرى، حصل العديد من مشتري النفط الإيراني من بينهم الهند على إعفاءات من العقوبات الأميركية. إلا أن وزارة الخارجية الهندية قالت الخميس إن إيران "شريك تقليدي جداً .. يتمتع بعلاقات تاريخية وحضارية" مع الهند.

وقال المتحدث باسم الوزارة رافيش كومال إن هيلي "لها آراؤها، وآراؤنا نحن بشأن إيران واضحة جدا". وأكد "سنتخذ جميع الخطوات الضرورية بما فيها الحوار مع الجهات المعنية لضمان أمننا للطاقة".