مخاوف اندلاع حرب تجارية تهيمن على اجتماعات صندوق النقد

مخاوف اندلاع حرب تجارية تهيمن على اجتماعات صندوق النقد

21 ابريل 2018
تأكيدات بأن الحرب التجارية ستؤثر في جميع الدول(فرانس برس)
+ الخط -
استمر التباعد في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وحلفائها حول موضوع التجارة؛ فانقسم المشاركون في اجتماعات الربيع لصندوق النقد بواشنطن بين من يعتبر الممارسات "غير النزيهة" بمثابة تهديد للنمو العالمي، ومن يندد بحرب تجارية تلوح بوادرها بين الولايات المتحدة والصين.

وهيمنت المخاوف من تطور الخلافات التجارية الحالية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين إلى حرب تجارية على الاجتماعات التي ينظمها صندوق النقد والبنك الدوليان وتنتهي أعمالها في العاصمة الأميركية واشنطن غداً الأحد.

وفي خطاب ألقاه بمناسبة اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن، أعرب وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، أمس الجمعة، عن قناعته "القوية بأن الممارسات التجارية غير النزيهة في العالم تعيق نمو الاقتصاد العالمي واقتصاد الولايات المتحدة.

وحض منوتشين صندوق النقد الدولي على "الحديث بصوت أعلى وأشد حول مسألة الخلل في موازين التجارة الخارجية"، موجهاً انتقاداته أيضاً إلى الدول التي تملك فائضاً تجارياً مثل ألمانيا.

وقال الاقتصادي الفرنسي برونو لومير: "إننا نشاطر الأميركيين تشخيصهم"، مضيفاً: "نواجه صعوبات في ما يتعلق بالقدرات الإنتاجية الفائضة للفولاذ، ولدينا مشكلة مع حماية وسائلنا التكنولوجية، لا نريد أن تتعرض التكنولوجيا الفرنسية للنهب". غير أنه رفض، في المقابل، "الدخول في معركة مع الصين" ستكون برأيه "عديمة الجدوى وغير مفيدة"، داعياً إلى حض الصين على الدخول في حوار بناء.

وأضاف أن فرنسا تبذل كل ما في وسعها لتفادي حرب تجارية، وتؤيد قواعد المعاملة بالمثل، وهي القواعد "الوحيدة القادرة على الاستمرار". ولفت إلى أن الدول الأوروبية تقف صفاً واحداً بهذا الصدد، مؤكداً بذلك كلاماً صدر عن نظيره الألماني أولاف شولتز.

وصرح رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي، بأن اقتصاد منطقة اليورو يحتاج إلى نمو عالمي قوي وتجارة مفتوحة إذا كان ممكناً له أن يواصل الازدهار.

وأبلغ دراغي المشاركين في اجتماعات أمس، أن "التجارة المفتوحة والاستثمارات والتدفقات المالية المستدامة تلعب دوراً رئيسياً في انتشار التكنولوجيا الجديدة عبر الحدود والتي تساهم بقوة في تحسين الكفاءة".

كما أكد وزير المالية البرازيلي إدواردو ريفينيتي أن "الخطر الأكبر هو تصاعد الخلافات التجارية"، معتبراً أن الانطواء على الذات ليس "الطريقة المفيدة" للتصدي للخلل في الموازين التجارية، في انتقاد مبطن للولايات المتحدة.

تحذيرات الصندوق

واقترحت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، إنشاء "منصة حوار" من أجل تفادي قيام حرب تجارية ستضر بالاقتصاد العالمي بأكمله.

وصرحت لاغارد: "يجب على الدول العمل معاً لتسوية خلافاتها من دون اللجوء إلى تدابير استثنائية"، داعية إلى إقامة "منصة للحوار ولتعاون أفضل".

ورأت لاغارد أن من مصلحة الدول الـ189 الأعضاء في صندوق النقد الدولي أن تكون التجارة ناشطة بشكل جيد.

ونبهت إلى أن "الاستثمارات والتجارة محركان أساسيان يعاودان النهوض".

وشددت على أن حرباً تجارية "لن تكون مضرة للبلدين فقط"، أي الولايات المتحدة والصين "بل ستؤثر في جميع الدول".

وكان المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، روبرتو أزفيدو، قد حذر، في وقت سابق، من أن "القطيعة في العلاقات التجارية بين القوى الاقتصادية الرئيسية قد تحبط الانتعاش الاقتصادي المسجل في السنوات الأخيرة، وتهدد النمو الاقتصادي والكثير من الوظائف".


(العربي الجديد، فرانس برس)

المساهمون