الحرب التجارية ترفع جاذبية الفرنك السويسري

الحرب التجارية ترفع جاذبية الفرنك السويسري

12 اغسطس 2019
زيورخ عاصمة المصارف السويسرية (Getty)
+ الخط -
ترفع الحرب التجارية المشتعلة بين واشنطن وبكين من جاذبية الفرنك السويسري رغم نسبة الفائدة السلبية عليه، لأنه أحد عملات الملاذ الآمن في فترة الاضطرابات الجيوسياسية. وقال تحليل في صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن الفرنك السويسري ارتفع مقابل اليورو إلى أعلى مستوى له منذ عامين، بعد خفض الصين لعملتها اليوان، وهو ما حدا بعض الخبراء بتوقع أن يتدخل البنك المركزي السويسري في سوق الصرف لخفض قيمة الفرنك. 

ويذكر أن أوروبا التي تتأرجح اقتصادياتها مقتربة من الركود من بين الكتل الاقتصادية الأكثر تأثراً بالحروب التجارية، بسبب اعتماد اقتصادها على التبادلات التجارية مع كل من الصين والولايات المتحدة.

ويتمثل أحد الآثار المباشرة للحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، في أن الفرنك السويسري أصبح أكثر جاذبية للمستثمرين، وهو ما يُشكل ضغطاً على المصرف الوطني السويسري للدفاع عن عملة بلده التي تُوصف عادة بـ "الملاذ الآمن".
وحسب بيانات بلومبيرغ، فإنه خلال معظم شهر يوليو/ تموز 2019، كان اليورو يشترى بما لا يقل عن 1.10 فرنك، ولكن قيمة الفرنك السويسري تعززت خلال الشهر الماضي، حيث تم تداوله عند مستوى 1.09 فرنك مقابل العملة الأوروبية الموحدة.

ويعتقد الاقتصادي يانفيلام أكيت من مصرف يوليوس بار، أن الأسواق المالية قد أصابها الفزع من تصاعد النزاع التجاري الصيني الأميركي. وفي يوم الاثنين الماضي حينما ارتفعت حدة التوتر بعد إقدام الصين على تخفيض قيمة اليوان مقابل الدولار الأميركي، ارتفعت قيمة الفرنك السويسري وسط هجمة من الأثرياء وبنوك الاستثمار لشراء الفرنك السويسري تحسباً للأسوأ في حرب العملات.

وتتخوف الشركات السويسرية المصدرة لأوروبا من ارتفاع الفرنك وتأثيره السالب على تنافسية صادراتها، كما تتخوف كذلك شركات السياحة من الفرنك القوي في موسم الصيف الجاري، حيث يقود الفرنك السويسري السياح إلى اختيار وجهات بديلة لسويسرا.

ولاحظ اقتصاديون أن قطاع التصنيع السويسري قد دخل بالفعل مرحلة الركود، وهو السيناريو الذي دفع المصرف الوطني السويسري في الماضي إلى التدخل في أسواق العملات، حيث قام ببيع الفرنك من أجل شراء العملات والسندات والاستثمارات الأخرى.

وكانت سويسرا قد اضطرت إبان أزمة اليورو لفك ارتباط الفرنك بهامش ذبذبة ثابت مقابل اليورو بعد التدفق الكبير لرؤوس الأموال الأوروبية للبنوك السويسرية.


(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون