الليرة تفلت من قبضة النظام السوري

الليرة تفلت من قبضة النظام السوري

23 نوفمبر 2014
الليرة السورية تتهاوى أمام طبول الحرب (أرشيف/getty)
+ الخط -

تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار إلى 210 ليرات، بعد تثبيت قسري على عتبة 180 ليرة، استمر لنحو أسبوعين، ما برره رئيس مجلس الوزراء السوري، وائل الحلقي، "بوجود هجوم منظم داخلياً وخارجياً يستهدف سعر صرف الليرة".

وكان الحلقي قد وسّع دائرة الاتهام المتعلقة بأسعار صرف الليرة، لتخرج عن حيز المضاربات الداخلية، إلى "بعض مؤسسات الصرافة العالمية والمتلاعبين الدوليين الذين يستهدفون هز سعر صرف الليرة السورية"، وفق تصريحاته على هامش اجتماع الحكومة الثلاثاء الماضي.

وتدهورت قيمة الليرة السورية، منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011، بعدما فقدت سورية أكثر من 90% من إنتاج النفط الذي كان أحد أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد، فضلاً عن تراجع تحويلات السوريين المغتربين، ما أفقد الدولة ما يربو عن 90% من احتياطي النقد الأجنبي لديها، والذي سجل قرابة 18 مليار دولار قبل اندلاع الثورة.

وقال المحلل المالي، علي الشامي، إن الأسباب الحقيقية وراء قفز سعر الدولار لنحو 15% خلال الأسبوعين الماضيين، يرجع لعدم سيطرة نظام الأسد على أسواق الصرف، في ظل عجز المصرف المركزي عن تدبير النقد الأجنبي الذي يحتاجه السوق، رغم الحلول الأمنية وملاحقة شركات الصرافة، والتدخل المباشر من المصرف المركزي وضخ كتل دولارية في السوق السورية.

وأضاف الشامي لـ "العربي الجديد" لم يكن سعر 180 ليرة للدولار، خلال الفترة السابقة، سعراً حقيقياً بقدر ما هو "سعر أمني" ألزمت السلطات السورية شركات الصرافة المتعاملة معها به، بل واعتقل الأمن السوري أصحاب كبرى شركات الصرافة، لأنها خرجت على قرار المصرف المركزي وباعت واشترت بالسعر الرائج.

ووفق الشامي، كان "للعامل النفسي" الذي تعاظم بعد تصريحات وزارة المالية، الأخيرة، بعدم زيادة الرواتب والأجور، ودعوتها السوريين للتقشف لمواجهة الغلاء، دور مهم في زيادة عدم ثقة السوريين بعملتهم أو بوجود أموال في خزينة الدولة، أو حتى بحلول تتخذها الحكومة لتحسين واقعهم المعيشي أو حماية الليرة من التهاوي وربما الانهيار.

أما الباحث الاقتصادي، ع.ق، طلب عدم ذكر اسمه لضغوط أمنية، فتوقع تحسناً لسعر صرف الليرة خلال الأيام القليلة المقبلة، "لأن المصرف المركزي لن يترك السعر معوّماً، بل سيتدخل ويضارب. وهذا قرار سياسي".

وتساءل الباحث السوري، في مقابلة هاتفية مع "العربي الجديد"، "كم من الوقت يمكن أن يستمر التحسن عبر تدخلات المصرف المركزي، إذا لم يتم الاعتراف بأصل المشكلة وتتم معالجة الأسباب الاقتصادية التي أضعفت الليرة؟". ويقول المهندس محروس الخطيب، أحد المتعاملين في الصرف، إن الفوضى عمت أسعار صرف الليرة في غياب المحددات والرقابة وتعدد أسعار الصرف.

ففي الريحانية، القريبة من معبر "باب الهوى" على الحدود التركية، يتغير سعر صرف الليرة يومياً، إذ يتأرجح بين 205- 210 ليرات منذ أسبوع، في حين يستغل الصرافون الموزعون عند "باب الهوى"، العابرين من وإلى سورية، ويبيعون الدولار بنحو 213 ويشترونه بنحو 200 ليرة.

وأضاف الخطيب، الذي يتابع أسعار الصرف نتيجة عمله بتجارة السيارات، الغريب في تراجع أسعار صرف العملة السورية هذه الأيام، أن الأسعار في بعض المناطق المحررة أقل منها في دمشق العاصمة المحكومة بالسطوة الأمنية، ومرد هذا التفاوت - برأيه - يعود إلى عدم ثقة السوريين بالعملة السورية، وانتشار التعامل بعملات أخرى، أهمها الدولار والليرة التركية، في المناطق المحررة في ريفي حلب وإدلب شمالي البلاد، حيث لم يزد سعر الصرف على 200 ليرة منذ أكثر من شهر.

المساهمون