الحرارة تكبّد زراعة الجزائر خسائر باهظة

الحرارة تكبّد زراعة الجزائر خسائر باهظة

30 يوليو 2018
أضرار بالغة تلحق بزراعة الجزائر (بلال بن سالم/ Getty)
+ الخط -
كبّدت موجة الحرارة التي تعيشها الجزائر، منذ منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، المزارعين خسائر كبيرة، خاصة في محاصيل الفواكه الموسمية. ويطالب المزارعون بتدخل الحكومة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أن التوقعات تُشير إلى تواصل موجة الحر حتى نهاية شهر أغسطس/ آب المقبل، في وقت ينتقد فيه خبراء بالقطاع غياب ثقافة التأمين عند المزارعين.
وتعيش الجزائر صيفاً حاراً غير مسبوق، سجّلت فيه درجة حرارة قياسية في القارة الأفريقية بلغت 51.3 درجة بمحافظة ورقلة (جنوب شرق الجزائر).
المزارع مقران شعبان واحد من الذين خسروا محاصيلهم من جراء ارتفاع درجات الحرارة، إذ يقول إنه "خسر قرابة 5 هكتارات من أشجار العنب، كلها جفت وتعرضت للتلف بسبب تواصل ارتفاع درجات الحرارة منذ قرابة شهر". وأضاف نفس المتحدث لـ "العربي الجديد" أن "الخسائر تفوق 7 ملايين دينار (61 ألف دولار) من دون احتساب تكاليف العلاج التي تعد من الأشجار الحساسة التي تحتاج إلى عناية كبيرة".
وكانت محاصيل العنب والبطيخ والخوخ وبعض الحمضيات كالليمون، أكثر المحاصيل تضرراً بارتفاع درجات الحرارة، في وقت كان فيه المزارعون يستبشرون بموسمٍ وافر بسبب كميات الأمطار المتساقطة هذه السنة التي استمرت حتى بداية شهر يونيو/ حزيران.
ومثل باقي المزارعين يطالب المزارع مقران رضوان المنحدر من محافظة تيزي وزو (100 كم شرق العاصمة) الحكومة بالتدخل وإمداد المزارعين بوسائل الري لإنقاذ المحاصيل التي لم تتلف بعد، إذ يقول إن "معدات الري باهظة الثمن وشراء الماء أيضاً مكلف للمزارعين، وبالتالي يجب على وزارة الزراعة التدخل من جهة لمساعدة المزارعين، وتعويض المتضررين".
ولم يكن المزارعون وحدهم من ضحايا المناخ الحار الذي تعيشه الجزائر، فقد تكبّد مربو الطيور، كالدواجن والديك الرومي، خسائر لا تقل عن تلك التي سجلها المزارعون، بعد نفوق عشرات الآلاف منها.



والى ذلك، يقول مربي الدواجن من ولاية المسيلة (280 كم جنوب العاصمة الجزائرية) رفيق بودلة، إنه "فوجئ بهلاك أكثر من 3 آلاف دجاجة في ليلة واحدة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي أثرت على سير مكيفات الهواء المخصصة لتهوية المستودع".
وحسب مربي الدواجن فإن الخسارة تفوق 3 ملايين دينار (21 ألف دولار) من دون احتساب أجهزة التهوية، مضيفاً: "ولا أدري هل سيتم تعويضي أم سأتحمل الخسارة وحدي؟".
وأعادت هذه الخسائر التي سجلها مزارعو الجزائر فتح ملف "ثقافة التأمين" الغائبة تماماً عند المزارعين، الذين تعودوا على تدخل الحكومة في كل مرة لتعويض الخسائر التي يتكبدونها، يضاف إلى ذلك عدم طرح شركات التأمين عروضاً مغرية للمزارعين.
وفي هذا السياق، كشف الأمين العام للاتحاد العام للمزارعين الجزائريين، محمد عليوي، أن "عدد المزارعين المؤمنين لا يتعدى 75 ألف مزارع في سوق ينشط فيها قرابة 900 ألف مزارع، وهو رقم ضعيف". وحسب قول عليوي لـ"العربي الجديد" فإن "أسعار التأمين تعدّ مرتفعة، لذلك نطلب من الصندوق الجزائري لدعم المزارعين دعم أسعار هذه الخدمات لتكون في متناول كل مزارع، إذ تبلغ مثلاً أقساط التأمين متعدد الأخطار للإنتاج النباتي حسب نوع المحصول بين ستة وثمانية آلاف دينار (53 و70 دولاراً) للهكتار الواحد سنوياً، وهو مبلغ لا يستطيع كل المزارعين دفعه".
ويتخوّف مزارعون من مشكلة أخرى قد تزيد خسائرهم وهي اندلاع سلسلة من الحرائق كما حدث العام الماضي، إذ أهلكت الحرائق آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة من دون الحصول على تعويضات، إذ إن أكثر من 90% من المزارعين لا يقومون بتأمين مزروعاتهم بسبب ارتفاع التكلفة.

المساهمون