صندوق النقد: مفاوضات لبنان مُعقدة والانكماش الأميركي يفوق التوقعات

صندوق النقد: مفاوضات لبنان مُعقدة والانكماش الأميركي يفوق التوقعات

18 يونيو 2020
زحمة أمام شركات الصرافة في بيروت (فرانس برس)
+ الخط -
كشف متحدث باسم صندوق النقد الدولي أن النقاشات الجارية في لبنان معقدة وتتطلب تشخيصاً مشتركاً لمصدر الخسائر المالية وحجمها، مشيراً من جهة أُخرى، إلى انكماش أعمق من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من عام 2020.

المتحدث باسم الصندوق جيري رايس، قال، اليوم الخميس، إن الصندوق لا يزال يُجري نقاشات مع لبنان بشأن ترتيبات تمويل محتملة، مضيفاً أن من السابق لأوانه الحديث عن حجم أي برنامج، حسبما نقلت عنه رويترز.

وامتنع رايس عن الإدلاء بأي تفاصيل عن الإصلاحات التي يريدها الصندوق ليوافق على برنامج، لكنه قال إن الحكومة اللبنانية بحاجة إلى تطبيق إصلاحات شاملة ومنصفة في مجالات عديدة.

وأضاف أن لبنان بحاجة أيضاً إلى التوصل إلى فهم مشترك لمصدر الخسائر المالية التي يواجهها وحجمها.
وقال في إيجاز دوري عبر الإنترنت إن "النقاشات جارية. هذه مسائل معقدة تتطلب تشخيصا مشتركا لمصادر الخسائر وحجمها في النظام المالي، فضلا عن خيارات مجدية لمعالجتها على نحو فعال ومنصف".

وتعقدت الآمال في صفقة إنقاذ سريعة مع صندوق النقد، بسبب خلاف بين الحكومة و"مصرف لبنان" المركزي على حجم الخسائر في النظام المالي.

وأوضحت تصريحات رايس بجلاء أن صندوق النقد يتوقع أن يحل لبنان تلك المشاكل، وأن يمضي قدما في سلسلة من الإصلاحات الواسعة، حيث قال "ثمة حاجة إلى إصلاحات شاملة في مجالات عديدة، وهو ما يتطلب قبولا وتوافقا من المجتمع ككل".

الاقتصاد الأميركي

وعن الولايات المتحدة، قال رايس إن الإغلاقات الشاملة المفروضة في الولايات المتحدة طالت فعليا عن المتوقع رغم تخفيف بعض القيود على الحركة، مما يشير إلى انكماش أعمق من المتوقع للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من السنة، مشيراً إلى أن التفاصيل ستصدر عندما يعلن صندوق النقد توقعاته المحدثة للاقتصاد العالمي في 24 يونيو/حزيران.

وأضاف أنه في ضوء استمرار الإغلاقات، فإن وتيرة تعافي أكبر اقتصاد في العالم قد تكون أبطأ، لكنه لم يذكر توقعا محددا، مضيفا أن الاقتصاد الصيني يكسب زخما، إذ تظهر البيانات تعافيا أقوى من المتوقع في الاستثمار والخدمات على مدى مايو/أيار، لكنه أضاف أن المخاطر تظل قائمة.
وكانت مديرة صندوق النقد، كريستالينا جورجيفا، ومسؤولون كبار آخرون في المؤسسة رجحوا أن يخفض الصندوق توقعاته المتشائمة بالفعل لانكماش نسبته 3% في الناتج العالمي للعام 2020.
كان تصور المسار الأفضل الذي أصدره الصندوق في إبريل/نيسان يتضمن انكماش الاقتصاد الأميركي 5.9% في 2020 ثم نموه 4.7% في 2021.
وتوقع الصندوق آنذاك أن ينمو الاقتصاد الصيني 1.2% في 2020 و9.2% في 2021.
وقال رايس إن صندوق النقد يواصل تقديم التمويل للأعضاء عبر تسهيلات التمويل الطارئ وغيرها، موضحا أن 250 مليار دولار صُرفت حتى الآن من أصل طاقة إقراض تبلغ التريليون دولار.
وتابع أنه بحلول غد الجمعة، سيكون 70 بلدا قد تلقت نحو 25 مليار دولار تمويلا عاجلا معظمه من دون الشروط المعتادة للصندوق.
ومن ذلك الإجمالي، ذهبت نحو 10 مليارات دولار إلى 28 بلدا في أفريقيا جنوب الصحراء، وهو ما قال رايس إنه ينطوي على زيادة كبيرة عن متوسط الإقراض السنوي من الصندوق في المنطقة البالغ مليار دولار.

المساهمون