المصارف السورية تحجز على الأموات لاسترداد القروض

المصارف السورية تحجز على الأموات لاسترداد القروض

17 مارس 2015
مصارف سورية (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
فجر إنذار إخلاء منزل إدارياً، وجهه المصرف العقاري - فرع مدينة طرطوس الساحلية بحق رامي عدنان أحمد، المتوفى منذ أكثر من عام، قضية سعي المصارف السورية المحموم، لاسترجاع القروض المعدومة والمشكوك في تحصيلها، بعد توقف المقترضين عن التسديد وهروب معظمهم من سورية، بعد حالات الاعتقال والموت اليومي الذي يعانيه السوريون، ما دفع المصارف للحجز على الضمانات العقارية، وكذا على رواتب وممتلكات الكفلاء بحسب ما أكد المحلل المالي السوري علي الشامي. 

وأضاف الشامي لـ"العربي الجديد": "تحاول المصارف السورية استعادة أموال القروض التي منحتها قبل وأثناء الثورة، بعد وصول الديون المتعثرة "الميتة" لأكثر من 100 مليار ليرة بحسب مصادر مصرفية، حيث بلغت قروض المصرف الصناعي المتعثرة وحده، أكثر من 20 مليار ليرة طبقا لبيانات المصرف مطلع العام الجاري، وعدد الدعاوى القضائية بحق الملاحقين قضائيا لسداد قروض المصرف الصناعي المتعثرة، نحو 11 ألف دعوة". 

كما اعتمد المصرف سياسة الملاحقات القضائية والحجز على الضمانات منهجاً له، بعد فقدان الأمل من جدولة الديون وإعفاء المقترضين من الغرامات التي نص عليها القانون 30، ومددها الأسد بمرسوم تشريعي العام الماضي. 

وحسب الشامي، فإن المصرف العقاري بدأ أيضاً تحويل جميع الدعاوى إلى المحاكم المصرفية، بعد صدور قانون استحداث هذه المحاكم، حيث بلغت القضايا المحالة إليها نحو 385 قضية، وهذا العدد قابل للزيادة بحيث تتم تغطية كافة الدعاوى في المصرف، وحتى الآن تم اتخاذ إجراء منع سفر بحق 23 مقترضاً، كما يقوم المصرف بالدراسة اللازمة للمقترضين، من حيث جدوى إجراء منع السفر بحجة تحصيل المال العام. 

وكانت المصارف الحكومية السورية الخمسة قد نشرت بيانات مطلع 2015، تؤكد زيادة سيولتها والأموال الجاهزة لديها، حيث وصلت نسبة السيولة لدى مصرف التسليف الشعبي إلى 72%، ولدى مصرف التوفير 55%، والمصرف العقاري 34%، في حين وصلت بالمصرف التجاري السوري إلى 34%. 

وهو ما شكك به الاقتصادي علي الشامي، متسائلاً: "كيف تزداد الإيداعات وسيولة المصارف إن كان أعلى سعر فائدة لا يتجاوز 15%، وتضخم الليرة زاد عن 200%، هل المودعون من هواة الخسارة مثلاً". 

وختم الشامي أن ما تعلنه المصارف من زيادة الايداعات يأتي ضمن حملة "سورية بخير" التي يقودها النظام، بدليل توقف القروض في جميع المصارف عدا مصرف التوفير ولقروض محدودة جداً، وبضمانات تفوق قيمة القرض مرات عدة.

اقرأ أيضاً: "فيسبوك" وسيلة لتصريف العملات في سورية

المساهمون