تهاوي الليرة السوريّة.. وترجيح انشقاق محافظ المصرف المركزي

تهاوي الليرة السوريّة.. وترجيح انشقاق محافظ المصرف المركزي

02 مارس 2015
تراجع سعر صرف الليرة السورية (أرشيف/getty)
+ الخط -


قالت مصادر سورية خاصة إن حاكم، (محافظ)، مصرف سورية المركزي، أديب ميالة، قد يكون هرب إلى فرنسا، لكنه لم يعلن انشقاقه علنياً حتى الآن، بعد أن حمّله نظام بشار الأسد مسؤولية تراجع سعر صرف الليرة لنحو 240 ليرة لكل دولار في السوق السوداء.

 وفي المقابل، أكدت مصادر من داخل المصرف المركزي أن ميالة غادر دمشق الأسبوع الماضي لحضور مؤتمر حول غسل الأموال وتمويل الإرهاب في باريس، لكنه لم يعد حتى أمس.

وأكدت أوساط صحافية أن ميالة تواصل مع شخصيات معارضة سورية في فرنسا التي يحمل جنسيتها منذ عام 1993، ما يرجح خبر انشقاقه عقب الحملة ضده من وسائل إعلام النظام وتحميله مسؤولية تهاوي سعر الليرة التي لم تزد عن 50 ليرة للدولار مطلع الثورة عام 2011، لكن مصادر رسمية لم تؤكد خبر الهروب.

وكانت مصادر خاصة أكدت أن أمن الدولة بدمشق "استدعت ميالة ووبخته"، نتيجة عدم نجاح طريقة التدخل المباشر وبيع الدولارات لشركات الصرافة في وقف تراجع الليرة، وعقب تصريحات حمّل فيها السوق اللبنانية مسؤولية تدهور سعر صرف الليرة.

وقالت المصادر إن إدارة الأمن توعّدت ميالة ومجلس النقد والتسليف إن لم يتم تحسين سعر صرف الليرة أمام الدولار خلال أسبوع، ما دفع بحاكم المصرف المركزي، قبل سفره لباريس، للتأكيد أمام اجتماع لقيادة حزب البعث بدمشق أن "الليرة تتعرض لمؤامرة" من مضاربين وتجار في سورية والدول المجاورة.

وأكدت مصادر، طلبت عدم ذكر اسمها، أن المسؤولين السوريين قدموا شرحاً مطولاً لـ"قيادة حزب البعث" حول ما سيقوم به المصرف المركزي ووزارة الاقتصاد على صعيد إجازات الاستيراد والتصدير وضخ كتل دولارية بالتنسيق مع شركات الصرافة، واعدين بكسر السعر لمستوى تسعيرة المركزي على الأقل.

وحدد مصرف سورية المركزي سعر الدولار بـ219.72 ليرة للمصارف و219.91 ليرة للصرافات.

ويقول المحلل الاقتصادي، علي الشامي، إن "تعليمات عليا" صدرت لوقف انهيار الليرة بعد أن تعدى سعرها الأسبوع الماضي 250 ليرة للدولار، وأن "الأوامر الصادرة عن القصر الرئاسي بدمشق" تنص على ملاحقة المضاربين وحماية الليرة "حتى ولو بطريقة أمنية"، بعدما ساد في الأسواق التخوّف جراء خبر انشقاق أديب ميالة.

وأضاف الشامي، لـ"العربي الجديد": توقفت معظم مكاتب الصرافة في منطقتي الحريقة والمرجة، وسط دمشق، عن العمل بسبب المراقبة الأمنية والاعتقالات التي طالت المتعاملين بالدولار، فضلاً عن "جنون الأسعار التي لم يعد من ضابط ومحددات لها، لأن العامل النفسي وخوف السوريين من انهيار عملتهم، دفعهم لتبديل حتى أجورهم الشهرية بالدولار".


اقرأ أيضاً: الليرة تفلت من قبضة النظام السوري