ثروة أوباما وثروات حكامنا

21 يناير 2017
ثورات الربيع العربي كشفت الثروات الحقيقية للمخلوعين
+ الخط -



يغادر الرئيس الأميركي باراك أوباما البيت الأبيض، بعد 8 سنوات في الحكم، وثروته لا تتجاوز 12 مليون دولار، وإذا ما أخذنا في الاعتبار التقرير المالي الصادر عن البيت الأبيض، والذي كشف أن ثروة أوباما عند تسلمه الرئاسة في 2008، تراوحت ما بين مليون و5.1 ملايين دولار، فإن هذا يعني أن ثروة الرجل زادت بأقل من 7 ملايين دولار فقط خلال توليه منصبه، ولم تزد 70 مليارا كما يحدث خلال فترة بعض الحكام في بلادنا.

ويغادر القذافي السلطة، بل يفارق الحياة كاملة، وفي حسابه المصرفي 200 مليار دولار مودعة في بنوك غربية، إضافة لمليارات أخرى مستثمرة في أصول وعقارات وبورصات ومعادن بأوروبا وجزر المحيط الهادي، وغيرها من دول العالم.

ويغادر أوباما الحكم والكل يعرف أنه كان يتقاضى سنوياً نحو 400 ألف دولار، إضافة لبعض البدلات والحوافز الصغيرة، ويغادر حكام عرب الحياة نهائيا ولا نعرف لهم راتباَ محدداَ أو مكافأة معلومة، ولا تعرف كذلك كم اغترفوا من مليارات الدولارات من ميزانية الدولة وثروات بلادهم، وكم حصلوا على مليارات أخرى من عمولات من الصفقات والسمسرة في بيع القطاع العام والخصخصة والسلاح والآثار وغسل الأموال.

يغادر رؤساء أميركا الحكم وهم لا يملكون سوى راتبهم ومعاشهم الذي قد يكفيهم بالكاد، ويغادر على عبد الله صالح الحكم بعد 32 سنة وبثورة شعبية وثروته تقدر بأكثر من 60 مليار دولار، حسب تقديرات الأمم المتحدة، رغم أنه كان يحكم واحداً من أكثر دول العالم فقراً.

والغريب أن الرئيس اليمني المخلوع كان يخرج علينا من حين لآخر محذرا دول العالم من نقص حاد بالطعام والدواء والوقود داخل بلاده ويهدد شعبه بالفناء، فتسارع دول مجاورة بتقديم مليارات الدولارات له ربما ظناَ منها أنها تساند شعبه الفقير.

يستثمر أوباما ثروته، المعروفة المصدر والقليلة القيمة مقارنة بثروات مليارديرات أميركا، في سندات الخزانة المملوكة للدولة والصادرة عن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، ويستثمر حكامنا أموالهم في المصارف السويسرية وجزر البهاما وعقارات لندن وباريس وبورصات أوروبا، ويودعون ما تبقى منها في سيتي بنك وجي بي مورغان وإتش إس بي سي وباركليز، وغيرها من المصارف العالمية المعروفة التي توفر الحماية والسرية المصرفية لهؤلاء.


يحكم جيمي كارتر أميركا في الفترة من 1977 -1981 والحصيلة ثروة لا تزد عن 5 ملايين دولار في نهاية حكمه، ويحكم حسني مبارك مصر لمدة 30 سنة (1981 - 2011 ) والنتيجة الفوز بثروة تتراوح ما بين 40 - 70 مليار دولار، حسب تقديرات مصادر غربية منها جريدة الغارديان البريطانية وتلفزيون بي بي سي.

يحكم جورج بوش الأب وجورج بوش الابن أميركا لمدة 8 سنوات، وثروات الأسرة لم تتجاوز 35 مليون دولار، رغم أن الأب كان رجل أعمال قبل توليه الرئاسة إذ كان جورج بوش أحد الملاك الرئيسيين لشركة الفواكه المتحدة الأميركية.

ويحكم زين العابدين بن علي تونس في الفترة من 1987 - 2011 وتكون حصيلة حكمه ثروة تزيد عن 5 مليارات دولار مودعة في بنوك عالمية وعربية كبرى وينعم بها حاليا بعد فراره من البلاد عقب قيام ثورة الياسمين.

يحكم بيل كلينتون أميركا 8 سنوات محققا إنجازات اقتصادية واجتماعية كبيرة لشعبه، وما إن تنتهي فترة حكمه ( 1993 - 2001 ) حتى يسارع بإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات وتأليف الكتب حتى يكون ثروة تساعده على مواجهة تكاليف الحياة وتستره فيما بقي من حياته.

يحكم نور المالكي العراق 9 سنوات تخسر فيها البلاد أكثر من 100 مليار دولار بسبب الفساد، ويدفع الرجل الاقتصاد إلى حافة الانهيار والافلاس، وتتحول العراق على يديه من دولة غنية بالنفط إلى دولة مقترضة يعيش على أرضها 10 ملايين فقير يمثلون 35% من عدد السكان، ورغم كل هذا ينعم المالكي حاليا بملياراته وثرواته التي سطا عليها وهربها للخارج خلال فترة حكمه، بل ولا يجرؤ أحد على محاكته رغم أن الجميع يعرفون أنه رأس الفساد.

هل عرفتم الفارق بين حكامنا وحكامهم؟