طيران "ساس" يشطب تايوان وهونغ كونغ رضوخاً لإملاءات الصين

طيران "ساس" يشطب تايوان وهونغ كونغ رضوخاً لإملاءات الصين

09 مايو 2018
الشركة كانت عُرضة لخسائر لو تجاهلت طلب الصين (Getty)
+ الخط -


على رغم أن شركة طيران إكسندنافيا "ساس" SAS، رفضت على مدى شهر الرضوخ لمطالب الصين بوضع تايوان وهونغ كونغ وماكاو، كأجزاء من الصين، إلا أنها رضخت أخيراً لضغوط بكين كي لا تخسر وجهاتها الكبيرة نحو ذلك البلد. 

وكانت ساس، إلى جانب 36 شركة طيران أخرى، تلقت طلباً صينياً رسمياً بشطب تايوان وهونغ كونغ كمناطق مستقلة من على خرائطها في المواقع الإلكترونية وعروضها التسويقية للسفر.

وكانت الحكومة الصينية منحت في إبريل/نيسان الماضي، الشركات 30 يوماً للاستجابة أو تحمل عواقب المنع والتأثر السلبي في وجهاتها الصينية.

وبحسب ما يظهر اليوم الأربعاء، فإن شركة الطيران الإسكندنافية، ساس، اضطرت لتغيير عروضها الترويجية على المحركات بحيث تبدو تايوان جزءا من الصين.



هذا الإجراء، الذي يستجيب للضغوط الصينية، يعني تقنياً أن الباحث عن رحلة على متن ساس سيحجز إلى تايوان كمنطقة فرعية في الصين، ولم تفلح محاولات ساس السابقة في تجنب الضغوط الصينية بوضع اسم العاصمة "تايبه" في محرك البحث عن تذاكر. 

وعلى رغم ما أثاره القرار من غضب تايوان التي تعتبر نفسها مستقلة عن الصين، إلا أن شركة ساس حاولت تعليل التغيير الذي أدخلته على موقعها بأنه "تقني".

ومع أن ساس لا تسيّر طيرانا مباشراً إلى تايوان، بل تتيح شراء التذاكر عبر موقعها متعاونة مع شركاء في شركات أخرى، إلا أن السوق الصيني بالنسبة لها يعتبر مهما جدا.

وعليه تعلل مسؤولة المكتب الصحافي لدى الشركة في كوبنهاغن، مريم سكوفود، بأن ساس وجدت نفسها على المستوى ذاته مع شركات طيران أخرى في ما يتعلق بتايوان".

وأثناء تفحص محرك ساس يتبين بأن حجز تذكرة إلى تايوان لم يعد ممكنا بشكل مستقل، بل تظهر تايوان، بعدد من مطاراتها، كعناوين فرعية للصين.

وتتعرض شركات طيران إسكندنافيا منذ نحو 40 سنة لوقف التعامل مع تايوان كدولة مستقلة، ويظهر الصينيون غضبا شديدا على النرويج والسويد لوجود مكتب تمثيلي لتايوان في أوسلو واستوكهولم.



وعادة ما رفض القائمون على ساس الضغوط الصينية، إلا أن تنامي السوق الصيني، واستثمارات بكين في الشمال، يلعبان دورا كبيرا في الاستجابة لضغوط بكين التجارية.

وتأتي مطالب بكين لشركات طيران عالمية، بما فيها الأميركية، ليزيد الاحتقان القائم بفعل سياسة تجارية أشبه بحرب بين واشنطن وبكين.

وإذا كانت واشنطن تدخلت في الرسالة الصينية الموجهة لشركات الطيران على الأراضي الأميركية بوصفها "هراء من الحزب الشيوعي الصيني للتأثير التجاري على الشركات والأفراد الأميركيين"، بحسب بيان صحافي في نهاية الأسبوع، فإن المستوى السياسي الإسكندنافي، لتعقيدات تشابك المصالح، لم يصدر عنه أي موقف يدعم شركة ساس للطيران.

المساهمون