" قائمة تمنيات" في مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين

" قائمة تمنيات" في مفاوضات التجارة بين واشنطن وبكين

05 مايو 2018
الطريق طويل أمام التفاهم بين الرئيسين ترامب وشي (Getty)
+ الخط -
أبدى الجانبان الأميركي والصيني مواقف متشددة في المفاوضات التجارية التي جرت في بكين، يومي الخميس والجمعة، لحل الخلاف التجاري بينهما، حول الرسوم الجمركية وقضايا الملكية الفكرية والعجز التجاري. وحسب وكالة بلومبيرغ، فإن الوفد الأميركي الذي يقوده وزير الخزانة ستيفن منوتشين، ومستشار البيت الأبيض للشؤون الاقتصادية لاري كودلو، قدم 8 مطالب للحكومة الصينية.

في المقابل، دعت الصين، الولايات المتحدة، إلى التخلي عن موقفها المعارض في منظمة التجارة العالمية، بمنح الصين "معاملة اقتصاد السوق"، وهو المطلب الذي حصلت عليه من بعض أعضاء المنظمة التجارية. كما دعتها إلى التخلي عن الكوابح التي وضعتها أمام صادرات التقنية الصينية، وكذلك رفع الحظر عن شركة الاتصالات "زد تي أي" والسماح لها بشراء قطع الغيار الأميركية. وحسب خبراء تجارة غربيين، بدت المحادثات بين الجانبين كأنها محاولة "تطبيع واستكشاف" أكثر منها محادثات جادة لحل النزاع التجاري.

ومن بين المطالب التي قدمها الوفد الأميركي، خفض الفائض التجاري للصين مع الولايات بنحو 200 مليار دولار، بحلول عام 2020، وعدم الاعتراض على إجراءات الرسوم الجمركية التي ينوي الرئيس ترامب تطبيقها، بحلول الأول من يونيو/حزيران المقبل، وكذلك عدم الرد عليها بفرض رسوم مماثلة على البضائع الأميركية. كما طلبت أميركا كذلك، توقف الصين عن دعم مشروع الصناعات التقنية المتقدمة، الذي يعد من ضمن استراتيجيات الرئيس الصيني شي جين بينغ "صنع في الصين 2025". وترى إدارة الرئيس ترامب أن هذا المشروع الذي يتضمن صناعة الروبوتات وأشباه الموصلات عالية التقنية والسفن، يهدد بنشوب حرب في المستقبل.
وحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، قالت الخبيرة التجارية الأميركية ويندي كتلار، التي قادت المحادثات التجارية مع الصين في عهد الرئيس السابق باراك أوباما "أعتقد أن القائمة التي قدمها الرئيس ترامب قائمة تمنيات أكثر منها قائمة واقعية لبدء مفاوضات جادة". 

من جانبه، يرى خبير مجلس العلاقات الخارجية ويلدر الدن، أن هذه القائمة ستخلق مشاكل، حتى بالنسبة للمتعصبين في أميركا ضد الصين، لأنها "تمزج بين المطالب المعقولة مثل خفض العجز التجاري وفتح الصين للاستثمار الأجنبي وخفض الدعم الحكومي والمطالب الأخرى".

وتبدو الصين مستعدة لتلبية بعض المطالب الرئيسية الخاصة بخفض العجز التجاري، ولكن ليس بالنسبة الضخمة التي تطالب بها الولايات المتحدة، وربما يكون تلبية هذا الطلب على حساب السعودية، إذ أن بكين اتخذت خطوات عملية لخفض استيراد النفط السعودي وزيادة واردات النفط الصخري الخفيف.

ويرى خبراء غربيون، أنه من غير المعقول تلبية مطلب خفض العجز التجاري البالغ 337 مليار دولار بنحو 200 مليار دولار في عامين، لأن ذلك سيضر بالشركات الأميركية.

ويذكر أن خطاب الرئيس الصيني شي، في يوم عيد العمال العالمي الذي مجّد فيه الفيلسوف كارل ماركس ونظرية الماركسية وتطبيقها، رد غير مباشر على الرئيس ترامب. وقال شي "هذا التحول الهائل في الصين يعد دليلاً قوياً على أنه من خلال الاشتراكية فقط، يمكننا إنقاذ الصين".

المساهمون