طيران العراق بلا "أجنحة" أوروبية

طيران العراق بلا "أجنحة" أوروبية

16 ديسمبر 2015
منع الخطوط العراقية من تسيير رحلات إلى أوروبا(فرانس برس)
+ الخط -


أثار قرار الاتحاد الأوروبي منع الخطوط الجوية العراقية من تسيير رحلات إلى أوروبا، انتقادات واسعة في العراق، وسط اتهامات إلى وزارة النقل العراقية بالتخاذل في الاستجابة للتحذيرات الأوروبية المتعلقة بمعايير السلامة، بينما قال خبراء اقتصاد إن منع الناقل الرسمي من تسيير الرحلات، يصب في صالح شركة طيران خاصة محسوبة على أطراف مقربة من وزير النقل.

وبحسب بيان على موقع الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة الماضي، اطلع عليه "العربي الجديد"، تم إدراج الخطوط الجوية العراقية ضمن قائمة الخطوط الجوية الخاضعة لحظر تسيير رحلات إلى دول الاتحاد، بسبب "عدم التزام العراق بتنفيذ شروط السلامة المعتمدة لدى الاتحاد الأوروبي برحلات الطيران المدني".

وقال فؤاد العزاوي، خبير الاقتصاد في تصريح خاص إن "هناك جهة مستفيدة من تدهور سمعة الخطوط الجوية العراقية"، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي أكد إرساله تحذيرات عدة في أوقات سابقة إلى الخطوط الجوية العراقية، لكنها لم ترد على هذه التحذيرات، بحسب ما أعلنه الاتحاد، "وهذا يفسر وجود مستفيد من العقوبة التي لوح بها الاتحاد الأوروبي".

وأضاف العزاوي: "لو نظرنا إلى من سيعوض محل الخطوط الجوية العراقية، سنجد أن العراق سيلجأ إلى الشركات الخاصة، وإذا ما دققنا النظر في هذه الشركات، التي ظهرت بشكل سريع، ستظهر شركة خطوط فلاي بغداد".

وبحسب علي الحسيني، خبير الاقتصاد، فإن "فلاي بغداد" تعود وفق المعلومات لرئيس حزب المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الذي ينتمي إليه وزير النقل الحالي، باقر الزبيدي.

اقرأ أيضاً: شركة طيران خاصة تبدأ تسيير رحلات داخلية في العراق

لكن وزير النقل قال، يوم الإثنين الماضي، إن "مجموع المخالفات هي 223 مخالفة تمت قبل تسلمه الوزارة"، مشيراً إلى أن "الخطوط الجوية العراقية لم تكن تجيب على تلك المخالفات، وتتعامل معها بطريقة عجيبة".

ويفيد موقع الشركة على الإنترنت بأن مجموعة من رجال الأعمال العراقيين ذوي الخبرة في صناعة الطيران، هم الذين شكلوها، ولم يذكر الموقع أسماء أعضاء مجلس إدارتها.

واعتبر الحسيني أن "الأرباح التي كان من المفترض أن تعود لشركة الخطوط الجوية العراقية، ستذهب إلى نصيب فلاي بغداد، التي ستعوض الفراغ الناشىء من غياب الخطوط العراقية عن أجواء أوروبا".

غير أن البيانات المتداولة حول سير رحلات فلاي بغداد، تشير إلى أن وجهاتها تتركز في الرحلات الداخلية إلى "أربيل" و"السليمانية" شمال العراق و"البصرة" و"النجف" جنوب البلاد، وكذلك "طهران" و"مشهد" في إيران، وإسطنبول في تركيا والعاصمة البحرينية المنامة، بينما تغيب المدن الأوروبية عن قائمة وجهات الشركة.

ويبلغ أسطول طائرات شركة الخطوط الجوية العراقية، التي تأسست عام 1945، نحو 32 طائرة، بينما تفيد بيانات فلاي بغداد إلى امتلاكها نحو 6 طائرات.

 
اقرأ أيضاً:
فساد العقود الحكومية ينخر اقتصاد العرب
النفط الرخيص والحروب يفقران المنطقة العربية

المساهمون