6 قرارات اتخذها اتحاد الكرة الجزائري أثارت الجدل

6 قرارات اتخذها اتحاد الكرة الجزائري أثارت الجدل

06 ديسمبر 2017
اتحاد الكرة الجزائري اتخذ قرارات مثيرة للجدل (Getty)
+ الخط -

يعيش الاتحاد الجزائري لكرة القدم على وقع الأزمات والاضطرابات، منذ انتخاب القيادة الجديدة للاتحاد برئاسة خير الدين زطشي، في مارس/آذار الماضي، خلفا لمحمد روراوة، الذي قضى 12 سنة على رأس الاتحاد، على مرحلتين.

وأصدر اتحاد الكرة الجزائري العديد من القرارات التي أثارت الكثير من الجدل على مستوى المشهد الكروي في البلاد، ولعل أبرزها على الإطلاق، إعلان الاتحاد، على حسابه الرسمي في "تويتر"، يوم الأربعاء الماضي، عن قرار جديد يقيّد انضمام اللاعبين "مزدوجي الجنسية" إلى المنتخب الجزائري بكل فئاته.

ونرصد في هذا التقرير 6 قرارات أصدرها الاتحاد الجزائري للعبة تحت قيادة رئيسه خير الذين زطشي، لا تزال تداعياتها قائمة على الساحة الكروية الجزائرية.

1- اختيار المديرين الفنيين
قام رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، بعد شهر تقريبا من تبوّئه منصب الرئيس بالتعاقد مع المدير الفني الإسباني، لويس لوكاس ألكاراز، في شهر إبريل/نيسان الماضي، رفقة مواطنيه كابوس وكاناداس، اللذين اشتغلا بجانبه في الجهاز الفني. وأثار القرار الكثير من اللغط، سواء داخل المكتب التنفيذي للاتحاد، بعد انتشار أخبار عن أن الرئيس اتخذ قرار التعاقد مع الإسباني بدون استشارة أعضاء المكتب. كما انتقد الإعلام الجزائري والمختصون والمتتبعون خيار التعاقد مع ألكاراز، بسبب "تواضع" مسيرته كمدرب وتنقله بين الكثير من الأندية التي أشرف عليها، قبل أن يتم إنهاء العلاقة معه في شهر أكتوبر/تشرن الأول الماضي. كما تعاقد الاتحاد مع المدرب العام فضيل تيكانوين قبل انتداب ألكاراز، وأثار ذلك الأمر زوبعة أخرى من الانتقادات بسبب ابتعاد المدرب عن الميدان لمدة طويلة، فضلا عن تقدمه في السن. ووقع تيكانوين في مشاكل لا حصر لها، بداية بالمدير الفني السابق توفيق قريشي، حيث قام بتسجيل حديث دار بينهما في اجتماع رسمي عبر هاتفه الخلوي من دون علم قريشي، الذي استقال مباشرة بعد تلك الحادثة، قبل أن يعلن الاتحاد أيضا استقالة تيكانوين من منصبه كمدرب عام، إثر اتهامه "بهتاناً" أحد مساعديه، وهو الدولي السابق عبد القادر حر، بـ"سرقة" وثائق تابعة للمديرية الفنية.

كما لاقى قرار الاتحاد بتعيين النجم السابق رابح ماجر مديرا فنيا للمنتخب، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جدلا واسعا، سواء على مستوى الإعلام، أو لدى بعض اللاعبين السابقين والمديرين الفنيين، بسبب ابتعاد ماجر عن التدريب لمدة فاقت 12 سنة، وافتقاده الخبرة اللازمة، والشهادات المطلوبة لمزاولة مهنة التدريب.

2- الاستنجاد بالفرنسي بلاكار المتهم بـ"العنصرية"
كان الاتحاد الجزائري لكرة القدم على وشك التعاقد مع المدير الفني الفرنسي فرانسوا بلاكار، لمد يد المساعدة للنهوض بالكرة الجزائرية، حيث حضر الفرنسي إلى الجزائر في زيارة رسمية، قبل أن يصطدم الاتحاد بـ"تنديد" العديد من وسائل الإعلام في الجزائر التي رفضت الاستعانة بفرانسوا بلاكار، حيث تحدثت عن "ماضيه العنصري"، من خلال تورّطه فيما سمي بفضيحة "الحصص" عندما كان المدرب العام في الاتحاد الفرنسي للعبة، حيث اقترح مطلع عام 2011 تقليص عدد اللاعبين المنحدرين من أصول غير فرنسية في كل فئات المنتخبات الفرنسية، حتى لا تستفيد منهم منتخبات بلدانهم الأصلية، وتسببت هذه القضية في إحراج للاتحاد الجزائري الذي تراجع عن التعاقد مع المدير الفرنسي.

3-إقصاء محرز وبن طالب وسليماني وقديورة
أعلن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خير الدين زطشي، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عن قرار يقضي باستبعاد بعض اللاعبين من صفوف المنتخب الجزائري، بعد الهزيمة من زامبيا مرتين في تصفيات مونديال روسيا 2018 والإقصاء من المشاركة فيه. وبالفعل، غاب عن المباراة التالية أمام الكاميرون، مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول، أربعة لاعبين، هم رياض محرز، وإسلام سليماني، ونبيل بن طالب، بالإضافة إلى عدلان قديورة، وأثار القرار استياء اللاعبين المذكورين، فضلا عن المتتبعين ووسائل الإعلام، خاصة أن أخبارا كثيرة ترددت عن اتخاذ الرئيس هذا القرار من دون العودة إلى المدير الفني السابق، لوكاس ألكاراز.

4-أزمة محرز وغلام
منح الاتحاد الجزائري لكرة القدم ترخيصا لنجم ليستر سيتي الإنكليزي، رياض محرز، بمغادرة معسكر المنتخب الجزائري، في آخر أيام الميركاتو الصيفي الماضي، للبحث عن فريق آخر يتعاقد معه، رغم أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم تمنع ذلك. وتسبب قرار الاتحاد في حدوث مشكلة بينه وبين النادي الإنكليزي، الذي لم يكن يعلم الخطوة التي اتخذها محرز. كما تسبب الاتحاد أيضا في مشكلة مع نادي نابولي الإيطالي، مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على خلفية إعلان النادي الإيطالي عدم جهوزية لاعبه الجزائري، فوزي غلام، لخوض موقعة الكاميرون في تصفيات المونديال، بسبب معاناته من المرض، قبل أن يخرج الاتحاد الجزائري ببيان رسمي تحدث فيه عن عدم حضور غلام المعسكر التحضيري في الجزائر، كما وصف إعلان نادي نابولي مرض غلام وعدم قدرته على السفر إلى الجزائر بـ"المزاعم والادعاءات"، خلال البيان، وأرسل الاتحاد طبيبا إلى نابولي لإخضاع غلام للفحوصات الطبية التي أثبتت فعلا معاناته من المرض، بتأكيد من الاتحاد عبر بيان آخر.

5-ورطة ألكاراز
قام الاتحاد الجزائري مرغما بإقالة الإسباني لوكاس ألكاراز من تدريب المنتخب، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب الضغط الرهيب الذي تعرّض له على خلفية الإقصاء من مونديال روسيا، عقب النتائج السلبية المسجلة في التصفيات. لكن إقالة الإسباني لم تمر من دون أن تفرز الكثير من التداعيات السلبية، وأبرزها مطالب المدير الفني بالحصول على راتبه لمدة 21 شهرا، علما أنه كان يتقاضى 60 ألف يورو شهريا، فضلا عن 5 آلاف يورو شهريا لكل من معاونيه الإسبانيين، كون العقد المبرم بين الاتحاد والجهاز الفني الإسباني يمتد إلى نهاية بطولة كأس أمم أفريقيا 2019، في شهر يوليو من نفس العام.

ولم تتسرب، لحد الساعة، أي معلومات عن القيمة المالية التي نالها المدير الفني الإسباني كتعويض عن فسخ عقده، فيما تحدثت الكثير من المصادر عن نيله مبلغا لا يقل عن المليون يورو.

6-أزمة اللاعبين مزدوجي الجنسية
تسبب قرار اتحاد الكرة الجزائري بفرض قيود على اللاعبين "مزدوجي الجنسية" قبل ضمهم لصفوف المنتخب، في جدل كبير بالجزائر وصدمة للجماهير. وكشف الاتحاد، في تغريدة على "تويتر"، الأربعاء الماضي، خلال الاجتماع الشهري لمكتبه التنفيذي، أنه سيفرض شرطين أساسيين قبل ضم أي لاعب يحمل الجنسية المزدوجة، لتدعيم مختلف المنتخبات الوطنية، وهما: التزام وولاء اللاعب غير المشروط للجزائر، فضلا عن تفوقه من الناحية الفنية على اللاعبين الناشطين في الدوري الجزائري. واختلفت ردود الفعل التي صاحبت صدور هذا القرار، لكن أغلبها شجبه وبقوة، بل وتم وصفه بالقرار "العنصري"، كونه يشكك في وفاء وولاء أبناء الجزائر المغتربين لبلدهم، وفي وطنيتهم. وما يثير الدهشة أن الاتحاد الجزائري لم يصدر أي رد فعل إزاء الجدل الدائر، بل إنه لم ينشر على غير العادة البيان المتعلق باجتماع مكتبه التنفيذي، رغم أنه أقيم يوم الأربعاء الماضي.



المساهمون