فساد كرة أميركا (6)....المعاينة الطبية المُرعبة

في الجزء السادس من تحقيق "فساد كرة أميركا" تكشف العربي الجديد وقائع المعاينة الطبية المرعبة التي كشفت أمورا خطرة في دماغ مايك ويبستير، والتي بسببها أصبح الـ "NFL" تحت مرمى نيران الصحافة التي طالبت بتحقيقات فورية لمعرفة إذا ما كانت ضربات الرأس ستؤدي إلى تلف أدمغة لاعبين في المستقبل.

رجل سبعيني وليس خمسينيا. جسد مهترئ. انتفاخ في القدمين بطريقة مرعبة. الجسد ليس طبيعيا، والأهم في النظرة الطبية الأولى جبهة رأس ويبستير التي لفتت أنظار أومولو الذي بدا مذهولاً بالحالة التي أمامه. وكانت قدما ويبستير مدمرتين بشكل كامل، ولا يمكن معرفة الأسباب بالمعاينة الخارجية.

الحلقة السادسة: المعاينة الطبية المُرعبة
بدأ أومولو دراسته لويبستير من القدمين، وبدأ يصعد تدريجياً لمعرفة ما الذي حصل داخل جسد لاعب كرة أميركية مشهور، لم يتعرض في حياته لأي عارض صحي مؤثر أو خطير. لكن التحاليل الطبية بعد معاينة الجثة لم تكن عادية أو طبيعية، لأن قلب ويبستير كان يتضخم مع الوقت، أسنانه تسقط الواحد تلو الأخر بحسب وصف زوجته باميلا التي عبرت عن خوفها المسبق من حالة ويبستير الغامضة. في المقابل الأمر الأخطر أن مايك ويبستير كان يُخفي هذه الآثار ويرفض الحديث عنها، إذ إنه كان يقوم بلصق أسنانه بمعجون لاصق لعدم سقوط أي سن مرة جديدة.

القضية الأهم جبهة رأس ويبستير غير الطبيعية والمتضخمة بشكل مخيف حتى أن الكدمات الناتجة عن ضربات الرأس في المباريات بدت واضحة وليست مخفية، وكأن ويبستير عانى كثيراً من هذه الضربات، لكنه أخفى هذا السر لسنوات طويلة قبل وفاته بشكل مفاجئ. ليلجأ الطبيب أومولو إلى شهادة الوفاة التي جعلت الطبيب النيجيري يرجح أن ويبستير كان يعاني من ضرر في دماغه أثر بشكل سلبي وخطر على كامل جسده، نظراً لارتباطه بالجهاز العصبي في كل أعضاء الجسد.

وعندما شرّح أومولو دماغ ويبستير، كان يعتقد أنه سيجد دماغاً متضرراً وغير صالح أو حتى متسخ، لكنه على العكس وجد دماغاً سليماً من الخارج، لكنه عندما قرر الدخول في العمق وتشريح ما بين الخلايا، اكتشف أومولو أن دماغ ويبستير ليس سليماً بل يعاني من مرض دماغي خطير معروف بـ "Chronic traumatic encephalopathy" وهو التهاب الدماغ المُزمن الذي ينتج عن كثرة الصدمات على الرأس وتكرارها بشكل متتال.

لتبدأ بعدها التحقيقات الصحافية والإضاءة الإعلامية على هذه القضية التي تُهدد رياضة الـ "NFL" وكبار مسؤوليها، وهو التحقيق الذي سيتابعه "العربي الجديد" لكشف أسرار الوصول إلى حالة مايك ويبستير منذ نشأة هذه الرياضة حتى اليوم، لأن ضربات الرأس والعنف في هذه الرياضة لم يبدأ في عام 2014 أو 2015، بل هو موجود منذ انطلاق هذه الرياضة قبل زمن بعيد.

وبالتالي لا يمكن معرفة كيف حصل ذلك مع ويبستير من دون الكشف عن كل العوامل النفسية والحياتية التي جعلت ضربات الرأس مصدر خطر وفي نفس الوقت مصدر سعادة للجماهير الحاضرة في المدرجات، لأن العنف أصبح جزءاً لا يتجزأ من هذه الرياضة التي تملك شعبية كبيرة في أميركا. لكن الأهم أن هذه الجماهير لم تكن تعرف ماذا يحصل مع هؤلاء اللاعبين على أرض الملعب وما هي المضاعفات بعد الاعتزال، إلا بعد أن تحولت قضية مايك ويبستير إلى قضية رأي عام يضغط على قيادة الـ "NFL" التحرك قبل فوات الأوان.

اقرأ أيضاً: فساد كرة أميركا (5)...اكتشاف المرض والمريض "صفر"