ريفالدو.. هذه نقطة التحول من "فاشل" إلى نجم

ريفالدو.. هذه نقطة التحول من "فاشل" إلى نجم

31 يناير 2020
ريفالدو نجم منتخب البرازيل سابقاً (Getty)
+ الخط -
في صيف عام 1996 كان ريفالدو واحداً من اللاعبين المغضوب عليهم في البرازيل، بعد كارثة الأولمبياد والفشل في تحقيق اللقب.

لم تُظهر البرازيل يومها عظمتها الحقيقية، على الرغم من التوقعات التي كانت تحيط بها، إذ جاءت الخسارة أمام نيجيريا في نصف النهائي كارثية.

كانت الميدالية الذهبية الأولمبية حلم الشعب البرازيلي (تحققت لاحقاً في ريو 2016)، خاصة أن منتخب السامبا حصد العديد من البطولات في تاريخه، فقد توج تحت قيادة كارلوس ألبرتو بيريرا قبل ذلك التاريخ بكأس العالم 1994 وكذلك كوبا أميركا.

بعد أن تم اختياره في فريق الدوري البرازيلي لمدة عامين على التوالي، ومن ثم تسجيل هدف في أول ظهور له على المستوى الدولي، أثار ريفالدو المخاوف حول قدرته الإبداعية في خط المقدمة مع منتخب السامبا.

في تلك الفترة لم يكن المدرب يثق في ريفالدو باعتباره شديد الأنانية، ومع تفضيل بيريرا الأسلوب الدفاعي كان على ريفالدو الاقتناع بعدم اللعب، وهذا الأمر بالتالي أخرجه من حسابات مونديال 1994. مع خروج بيريرا ووصول زاغالو، عاد اللاعب للظهور في خط المقدمة إلى جانب رونالدو تحديداً في الألعاب الأولمبية التي تحدثنا عنها.

بدا ريفالدو في تلك الفترة فاقداً للثقة والروح التي أظهرها من قبل، على الرغم من وصول البرازيل إلى نصف النهائي، فشل اللاعب في هزّ الشباك، ليتحمل عاقبة الكابوس أمام نيجيريا ومواهبها الشابة أمثال كانو وفيكتور اكبيبا.

تحوّل ريفالدو بعد الأولمبياد إلى كبش فداء، بعدما تسبب في إهدار أكثر من فرصة أمام المرمى.

بيكهام البرازيل

كان تقييم بيريرا لريفالدو أنه لاعب أناني ولا يمكن الوثوق به، وهذا الأمر دفعه ليصبح شخصية مكروهة في أمّة تتنفس كرة القدم.

عاد إلى البرازيل كشخصٍ غير مرغوب فيه، وأعلنت الصحف أنه كان مهندس استسلام البرازيل، بالطريقة التي عانى منها دافيد بيكهام من قبل الصحافة الإنكليزية، عقب خروج منتخب إنكلترا من كأس العالم 1998.

عن تلك الفترة، قال ريفالدو، في إحدى المناسبات: "لقد احتفظت بتلك الذكرى المريرة، لكن ذلك سمح لي بالعثور على الدافع لإظهار أن الانتقادات تجاهي كانت غير عادلة"، تحولت تلك الحادثة إلى حافز للنجم البرازيلي، من خلال تحقيق القفزة النوعية بالانتقال إلى القارة الأوروبية، مع العلم أن الطريق لم تكن مفروشة بالورود.

قبل الأولمبياد، كان ريفالدو قريباً من نادي بارما الإيطالي، الذي ذهب إلى حدّ الإعلان عن توقيعه مع اللاعب، لكن الأمور توقفت تماماً بعد انتهاء المنافسات، هذا الأمر كان بمثابة الخطأ الفادح، إذ كان ديبورتيفو لاكورونا الكاسب الأكبر.

كان ريفالدو يومها أمام مفترق طرق، إما التحول إلى نجمٍ كبير أو البقاء لاعبا عاديا غير مقنع يلعب في الفرق المتوسطة؛ في الوقت عينه كان ديبورتيفو يعيش فراغاً جراء رحيل نجمه بيبيتو (131 مباراة و86 هدفاً)، وبالتالي كان إيجاد بديل له أمراً صعباً للغاية.

حاول رئيس نادي ديبورتيفو، أغوستو سيزار ليندويرو، يائساً، الحفاظ على الزخم الذي شكّله وجود بيبيتو في المدرجات، من خلال جلب نجم جديد من قارة أميركا الجنوبية.

فشل الرئيس في ضمّ أمارال الذي رحل إلى بنفيكا، وكذلك سافيو الذي بقي في البرازيل، قبل أن ينتقل لاحقاً إلى ريال مدريد، وهذا الأمر انطبق على جيوفاني الذي وقّع لنادي برشلونة.

حوّل ليندويرو أنظاره إلى ريفالدو، ووقّع مع اللاعب القادم من بالميراس مقابل مبلغ ضخم ناهز عشرة ملايين جنيه إسترليني، وتوجّه بعدها الرئيس للتأكيد أمام الجماهير أن نجم الفريق الجديد أفضل من جيوفاني الذي رحل إلى برشلونة.

بدوره، رفض ريفالدو الانتقال إلى نادي بروسيا دورتموند الذي كان واحداً من الأندية المميزة على الساحة الأوروبية وفي ألمانيا، وقال حينها: "تحدثت مع بيبيتو وكذلك ماورو سيلفا، كان النقاش إيجابياً في ما يخصّ المدينة والمشجعين هناك، وكنت أتطلع للعب مع الديبور"، حصل اللاعب البرازيلي على أجرٍ جيد قيمته مليون دولار، لكن الأمر الذي كان يقلق البعض إمكانية انغماسه في حياة الليل والسهر، على غرار ما كان يفعله روماريو قبله في برشلونة، إلا أن ذلك تبدد لاحقاً.

"حين وصلت إلى إسبانيا ظن الناس أنني سأعود إلى البرازيل بعد العطلة، وأنني سأبقى مستيقظاً طوال الليل ولن يكون لدي أي انضباط، قد يكون ذلك صحيحاً بالنسبة للاعبين آخرين، لكن ذلك لم يكن طريقي، أنت لن تراني مع نساء جميلات حين أغادر، أفضل أن أكون مع عائلتي، يعرف الجميع الآن من هو ريفالدو وأنني أفي بالتزاماتي".


الموسم الخرافي

انطلق ريفالدو كالسهم مع نادي ديبورتيفو، من خلال أسلوبه الساحر وغير المألوف ومرونته، كان من الصعب على دفاع الخصم أن يتفوق عليه، مع تلك القدم اليسرى التي كانت تجمع بين القوة والدقة كانت معاناة الحراس تزداد مباراة بعد أخرى، إضافة للمهارة في تنفيذ الضربات الحرة.


استطاع ديبورتيفو إنهاء ذلك الموسم في المركز الثالث خلف ريال مدريد الأول وبرشلونة الوصيف، وكان اللاعب البرازيلي قد سجل 21 هدفاً في 41 مباراة احتلّ من خلالها المركز الرابع في ترتيب الهدافين، خلف مواطنه رونالدو (34 هدفاً) وألفونسو لاعب ريال بيتيس (25)، ولاعب ريال مدريد دافور سوكر (24).

ذلك الموسم إذاً كان النقطة التي بدّلت مسيرة ريفالدو من لاعب مكروه في البرازيل وفاشل في نظر البعض إلى نجم من الصف الأول، بعدما رحل إلى برشلونة مقابل 26 مليون دولار عام 1997، وتحول بعدها إلى أحد أفضل لاعبي البرازيل.

المساهمون