"تويتر" يوقف عشرات آلاف الحسابات المرتبطة بقضية تجسس سعودية

"تويتر" يوقف عشرات آلاف الحسابات المرتبطة بقضية تجسس سعودية على معارضين

21 ديسمبر 2019
السعودي أحمد الجبرين (فيسبوك)
+ الخط -
بعد أسابيع من توجيه السلطات الأميركية اتهامات بالتجسس لثلاثة مواطنين سعوديين لوصولهم إلى بيانات شخصية لمعارضين على موقع "تويتر"، علقت الشركة عشرات الآلاف من الحسابات المرتبطة على ما يبدو بشركة تابعة لأحد المشتبه بهم.

وأعلن "تويتر" أمس الجمعة تعليق الحسابات وقال إنها مرتبطة "بعملية معلوماتية كبيرة تدعمها الدولة" ومنشأها السعودية. وذكر أن مصدر النشاط شركة تسويق على وسائل التواصل الاجتماعي مقرها الرياض تدعى "سماءات" وتربطها علاقات بعدد من الشخصيات السعودية والمنافذ الإخبارية البارزة.

وشركة "سماءات" يديرها أحمد الجبرين وفقا لحسابه على موقع "لينكد إن" وملفات شخصية أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت الشكوى التي قدمها مكتب التحقيقات الاتحادي "إف.بي.آي" وأُعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني أن رجلاً يعرف بهذا الاسم أيضاً يسيطر على شركة تسويق سعودية على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم خدمات للأسرة المالكة.

وامتنع "تويتر" ووزارة العدل عن قول ما إذا كان الاسمان يشيران إلى نفس الشخص، لكن مصدراً مطلعاً من السلطات الاتحادية قال إن أجهزة إنفاذ القانون الأميركية تعتقد ذلك.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق من الجبرين المعروف أيضاً بأحمد المطيري. وتشير قضية التجسس إلى غضب علني غير مألوف تجاه السعودية، الحليف القوي للولايات المتحدة، كما تلقي بظلال على أساليب "تويتر" لحماية البيانات الشخصية للمستخدمين.
والجبرين متهم بالعمل كوسيط بين المسؤولين السعوديين وموظفين اثنين سابقين في "تويتر" استغلا عملهما للدخول إلى عناوين البريد الإلكتروني، وأرقام الهواتف، وعناوين بروتوكول الإنترنت لمنتقدي الحكومة.

وذكرت الدعوى الأميركية أن "تويتر" علم بأمر الدخول غير المصرح به على البيانات في أواخر عام 2015. وامتنع متحدث باسم "تويتر" يوم الجمعة عن التعليق على سبب عدم قيام الموقع بتعطيل عملية "سماءات" المعلوماتية مبكراً. وقال موقع التغريد الشهير في تدوينته يوم الجمعة إنها تم حذف حوالي 5929 من الحسابات التي استهدفت مناقشات عن السعودية وسعت لدعم المصالح السياسية للمملكة، لأنها انتهكت سياساتها.

وذكر "تويتر" أن تلك الحسابات تمثل "القسم الأساسي في شبكة أكبر تضم أكثر من 88 ألفاً من الحسابات" التي كانت "تضخم رسائل مؤيدة للسلطات السعودية" عن طريق المبالغة في الإعجاب بالتغريدات وإعادة نشرها والرد عليها.

وأوقف "تويتر" جميع الحسابات بشكل دائم، وكشف بيانات بشأن المجموعة الأساسية علاوة على عينة تمثيلية للشبكة الأكبر.
ولم يرد ممثلون للحكومة السعودية على طلب للتعليق يوم الجمعة. وقال "تويتر" إن تحقيقه اقتفى أثر النشاط الوهمي ليتوصل إلى أن منشأه هو "سماءات"، مضيفاً أنها تدير عدداً من الحسابات "لأفراد بارزين" وإدارات حكومية.

ويظهر من خلال موقع "سماءات" الذي لم يعد نشطا على الإنترنت، لكن يمكن الاطلاع عليه عبر أرشيف الإنترنت، أن من بين عملائه مبادرة "مستقبل الاستثمار" وهو مؤتمر سنوي ينظمه صندوق الثروة السيادي السعودي، في إطار سعي ولي العهد محمد بن سلمان لجذب الاستثمار الأجنبي.

ووفقا للموقع الإلكتروني نفذت "سماءات" أعمالاً لقمة الرياض، وهي سلسلة من الأحداث التي عقدت خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية في 2017. كما أدرج الموقع ضمن مشروعاته حسابين إخباريين باللغة العربية يلقيان رواجاً لدى الشبان السعوديين، وهما "هاش.كيه.إس.إيه" أو "هاشتاق السعودية" (10 ملايين متابع) و"ساودي نيوز 50" أو "أخبار السعودية" (12 مليون متابع). ولا يزال الحسابان نشطين على "تويتر". 

وينشر الحسابان مضموناً داعماً للسياسات السعودية. ولم يرد أي من الحسابين على طلبات بالتعليق.

وحتى أواخر 2018 كان موقع "سماءات" يعمل على ذات الخادم الذي يضم حساب "أخبار السعودية" وموقعا آخر هو "رؤية 2030.كوم"، والذي يحمل اسم خطة ولي العهد للإصلاح الاقتصادي. وكان هناك على ذات الخادم مواقع قليلة أخرى بما يعني في العادة أن ملكيته مشتركة.

وقال موقع "تويتر" في سبتمبر/أيلول إنه أوقف حساب مستشار الديوان الملكي السابق سعود القحطاني، وآخرين مرتبطين بأجهزة إعلامية تديرها الدولة في السعودية، إضافة لحسابات في الإمارات ومصر تبالغ بشكل مماثل في الرسائل المؤيدة للسعودية.

وأدار القحطاني، الذي كان مقرباً من ولي العهد، المركز الإعلامي للديوان الملكي، إضافة "لجيش إلكتروني" مهمته حماية صورة المملكة ومهاجمة من تعتبرهم أعداءها عبر الإنترنت. وجاءت عمليات الإيقاف الأخيرة بعد تحقيقات أجراها فريق السلامة في "تويتر".
وأضاف موقع التغريد في تدوينته أن أغلب المضمون المشار إليه كان باللغة العربية، إلا أن بعضه كان "مرتبطا بأحداث لها صلة بجمهور غربي"، ومن ذلك العقوبات على إيران وظهور مسؤولين حكوميين سعوديين في وسائل إعلام غربية.

(رويترز)