قناة "الحوار التونسي"... احتكار النجوم والجمهور

قناة "الحوار التونسي"... احتكار النجوم والجمهور

07 يونيو 2018
أعلى نسب مشاهدة تحصدها أربع قنوات (ماري تورنر/Getty)
+ الخط -
يشهد شهر رمضان منافسة كبيرة بين القنوات التلفزيونية التونسية التي يبلغ عددها 15 قناة. لكنّ المنافسة تقتصر على أربع قنوات فقط، ثلاث منها خاصة هي "الحوار التونسي"، "نسمة تي في"، "التاسعة"، وواحدة رسمية هي "الوطنية الأولى". فشهر رمضان تعتبر عائداته من المداخيل التجارية المحدد الرئيسي لنجاح قناة أو فشلها، ومدى قدرتها على المنافسة، خصوصاً إذا علمنا أن 70 بالمائة تقريباً من الحقيبة المالية المخصصة للإعلانات التلفزيونية والتي بلغت في تونس سنة 2017 ما يناهز 159.4 مليون دينار (حوالي 66.5 مليون دولار أميركي) يتم صرفها في شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعاً في نسب مشاهدة القنوات التلفزيونية. 

ويرفع النجاح في كسب الرهان المالي والاستفادة من الإعلانات التجارية الرمضانية، من حدة المنافسة بين القنوات التلفزيونية التي تسعى كلّ منها إلى رفع نسب المشاهدة، وبالتالي إقناع المعلنين بأهمية إدراج إعلاناتهم التجارية في هذه القناة أو تلك. واستعدّت جميع القنوات التونسية، لكنّ التميّز كان لقناة "الحوار التونسي" التي تُحقّق أعلى نسب مشاهدة حتى الآن (20 من رمضان) وذلك من خلال اعتماد سياسة احتكار النجوم بهدف احتكار الجمهور، وبالتالي الفوز بالنصيب الأكبر من الإعلانات التجارية.

سياسة احتكار النجوم برزت من خلال الأعمال الدرامية التي أعدتها القناة لشهر رمضان 2018. فقد أعدّت ثلاثة أعمال دراميّة هي مسلسل "تاج الحاضرة" الذي جمع أبرز نجوم الدراما التونسيين، منهم أحمد الأندلسي وياسين بن قمرة والشاذلي العرفاوي ونجلاء بن عبد الله ووحيدة الدريدي وريم بن مسعود ونجيب بلقاضي وعزيز باي. وهؤلاء يعتبرون من النجوم الذين نجحوا في أعمال درامية أخرى فى المواسم الماضية أرادت إدارة "الحوار التونسي" توظيف نجاحاتهم في عملها الدرامي الذي كلفها الكثير خصوصاً في ديكوراته وملابسه، باعتباره يتحدث عن حقبة تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر.



وواصلت قناة "الحوار التونسي" سياسة الاعتماد على نجوم من خلال السلسلة الفكاهية "دنيا أخرى" والتي جمعت أبرز نجوم الكوميديا في تونس، من أمثال ميغالو والصادق حلواس وكريم الغربي. وراهنت القناة على النجاح السلسلة للسنة الثالثة على التوالي، لكنّها أصيبت بخيبة، خصوصاً أمام الكم الهائل من النقد الذي وجّه لها. إذ اعتبر الكثير من النقاد أن العمل ضعيف لا يرتقي إلى مستوى اختيارات القناة الأخرى، وهي اختيارات جعلتها تحتل المرتبة الأولى في نسب المشاهدة في تونس.

إدارة القناة دافعت عن العمل، لتعلن عن بثها لعمل جديد بعنوان "إلي ليك ليك" (من هو معك فلن يخذلك) لتعويض سلسلة "دنيا أخرى". وجمع العمل الجديد أبرز الممثلين التونسيين الذين كان لهم تاريخ كبير في المسرح التونسي ونجاحات تاريخية في أعمال درامية وسينمائية ومسرحية، ومن أهمهم نجم الكوميديا الأول في تونس الأمين النهدي، والمسرحي كمال التواتي والمسرحي الصاعد والكوميدي جعفر القاسمي، وأضافت إليهم مطربة الاستعراضات وواحدة من أكثر المطربات متابعة من قبل الشباب التونسي هي منال عمارة. وتحقق السلسلة نجاحاً ووصلت لنسب مشاهدة عالية وإقبال كبير من قبل المعلنين التجاريين، خصوصاً أنّ الأسماء التي جمعها العمل لم يسبق لها أن اجتمعت في عمل تلفزيوني آخر، وتعتبر من أبرز النجوم في تونس الآن.

وجعل احتكار قناة "الحوار التونسي" لنجوم التمثيل في تونس، القنوات التلفزيونية الأخرى، تجد صعوبةً في إشراكهم في أعمالها الدرامية، لذلك راهنت على وجوه شابة جديدة ومنحتها فرصة العمل علّها تحقق المفاجأة، مثلما حصل مع الممثلين الشبان زياد التواتي وليلى بن خليفة ومعز القديري الذين تميزوا في مسلسل "شورب" الذي تبثه قناة "التاسعة" المنافس الأول لقناة "الحوار التونسي" في رمضان 2018.

المساهمون