الخبير السياسي لقنوات مصرية يعمل طباخاً في نيويورك

الخبير السياسي لقنوات مصرية يعمل طباخاً في نيويورك

16 سبتمبر 2017
الاستوديو التلفزيوني الخاص بالرجل هو حمام في مؤخرة المحل(يوتيوب)
+ الخط -

كل بضعة أيام يظهر المصري حاتم الجمسي الذي يعيش في نيويورك، أمام جمهور نشرات الأخبار في مصر، حيث يلقي الضوء على السياسة الأميركية، عبر شاشات التلفزيونات المصرية، وعندما ينتهي البث، ينزع الجمسي سماعات الأذن، ويفتح الباب من الاستوديو المؤقت الخاص به ليعود إلى وظيفته اليومية: "هل تريد الكاتشب على ذلك؟".. هكذا قال للزبون في صباح أحد الأيام. حيث رد الزبون "أضف الكاتشب كالمعتاد".

يمتلك الجمسي حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، محلًا اسمه "لوتس ديلي" في ريدجوود كوينز، وهو مكان معروف للسندويشات التي تقدم مع البيرة المختارة بشكل احترافي، لكن قلة من زبائنه - ومن المرجح أن لا أحد من مشاهديه في مصر- يعرفون أن الرجل الذي يصنع ساندويشات البيض هو نفسه الذي يظهر على البرامج التلفزيونية المصرية الشعبية، التي ناقشت مواضيع مثل سياسة الهجرة، وأزمة كوريا الشمالية.

ولا يعرف، كثيرون أن الاستوديو التلفزيوني الخاص بالرجل هو في الواقع حمام في مؤخرة المحل.

بدأ الجمسي مهنة الظهور التلفزيوني، العام الماضي، بعد وقت قصير من كتابة مقال رأي لمؤسسة إخبارية مصرية توقع خلاله فوز دونالد ترامب بالانتخابات في نوفمبر/ تشرين ثاني، وكان قد كتب كتابات على مر السنين معظمهما كهواية.

لكن المقال الذي تنبأ فيه بانتصار ترامب لفت انتباه شخص ما في إذاعة الدولة المصرية، تلفزيون النيل، الذي كان يتطلع إلى مقابلة مصري أميركي حول الانتخابات.

وسارت المقابلة بشكل جيد. ثم بدأ هاتف الجمسي يرن مع المزيد من الطلبات، وتقول "نيويورك تايمز" إن لكل واحد من المتصلين سمعته الصحافية في بلد معروف باحتجاز الصحافيين.

وقال محمد المحمدى، وهو منتج لـ"أون تي في"، في مقابلة من القاهرة "إن الجمسي موهوب للغاية، وهو يعرف الحياة السياسية والأخبار السياسية في أميركا". مضيفاً "إنه يمكن أن يتحدث عن مجموعة متنوعة من المواضيع السياسية"، من حسابات الرئيس على "تويتر" إلى الأعاصير، وإنه مستعد بشكل عميق لكل بث.

وأضاف المحمدي "إذا قلت إنني بحاجة إلى شيء محدد، سيقول "لا، انتظر، يتعين علي التحقق من ذلك". "وإذا كان لا يعرف، يقول ذلك".

وقد انتقل الجمسي، وهو مدرس سابق في اللغة الإنكليزية من محافظة المنوفية في شمال مصر، إلى بروكلين في عام 1999 لدراسة اللغة الإنكليزية كلغة ثانية في جامعة سانت جونز. لدعم نفسه..".

وفي صباح الخميس، رن جرس الجمسي. وقد أراد منتج من "أون تي في"، الذي يعتبر نفسه شبكة تلفزيونية مصرية مستقلة سياسياً، معرفة ما إذا كان الجمسي متوفراً. وفي تحول سريع أزال الجمسى القفازات البلاستيكية، وضبط شعره باستخدام صينية، ورفع "المريلة" التي تحمي له القمصان من بقع المقلاة، ثم ارتدى سترة بدلة، وركض إلى الاستوديو في الغرفة الخلفية للمحل، والتي قام بتزيين جدرانها بخريطة للولايات المتحدة، مما أعطى خلفية أكاديمية تلائم ظهوره التليفزيوني.

المساهمون