حرب قناة "سما" ضد الشعب السوري... في رمضان أيضاً

حرب قناة "سما" ضد الشعب السوري... في رمضان أيضاً

05 يوليو 2016
بروباغندا الأسد في المسلسلات أيضاً (من مسلسل "أحمر"/فيسبوك)
+ الخط -
"ليس هناك إعلام محايد"، ولا يمكن أن نتوقَّع وجود وسيلة إعلاميّة، أو قناة تلفزيونيَّة بدون موقف سياسي، ولكن المشكلة في بعض القنوات العربيَّة عموماً، والسورية خصوصاً، أنها تسخّر كل الوسائل والبرامج الممكنة وغير الممكنة لاستعراض موقفها السياسي. وذلك بالضبط ما تفعله قناة "سما" الفضائية، التي تقدم برامج متنوعة على مدار العام، وفي رمضان، بهدف استعراض موقفها السياسي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد، مما تسبب في موسم رمضاني هزيل، يمكن استخلاصه في العديد من النقاط. 
ويبدو إفلاس قناة "الدنيا" واضحاً في البرامج الحوارية بوجهٍ خاص، حيث إنَّ نجوم الغناء العربي والدراما السورية ترفَّعوا عن المشاركة في برنامج "سما بتجمعنا"، الذي يُعرَض في وقت مميَّز بعد الإفطار، واضطر مُقدّما البرنامج ورد سباغ وإيفلين حداد، اللذان يقدمان معظم برامج القناة، إلى أن يستضيفا نجوماً من الدرجة الثالثة أو الرابعة، وأسماء غير معروفة أبداً، لتبدو استضافة أحد الأطفال المشاركين في برنامج "ذا فويس كيدز"، بمثابة الحدث في البرنامج، نظراً للشهرة التي يتمتَّعون بها مقارنةً بباقي الضيوف. ولكن ما هو الحديث الذي من الممكن أن يختاره المقدمون ليناسب النجوم الأطفال؟ السياسة طبعاً!
جرت العادة أن تقدم على الشاشات العربية في رمضان، برامج واقعية، كالكاميرا الخفية، التي تقوم على الخدعة والخفة. وفي حين نجد أن برامج المقالب تطورت بشكل غريب في الوطن العربي في الآونة الأخيرة، لتبتكر أساليب مشوقة وقادرة على منافسة الأعمال الدرامية، مثل سلسلة برامج رامز جلال، التي تعرض على قناة "إم بي سي"، وآخرها برنامج "رامز بيلعب بالنار"، أو لتنحو منحى إنسانيا وتوثيقيا، مثل برنامج "الصدمة". ولكن في قناة "سما" ستجد أن هذا النوع من البرامج تراجع أكثر من أي وقتٍ مضى، حيث ينتجون هذا العام الموسم الثالث من برنامج "لو فرضنا جدلاً"، البرنامج الذي يبدو، رغم قصر مدته، ثقيلاً وغير مبتكر، حيث يباغت المقدم أدونيس شدود، الناس في الشارع بسؤال في غاية البساطة والإزعاج، وفي حال كانت الإجابة خاطئة، يكتفي شدود بكلمة "مرقت عليك"، دون أن يعمل على التصعيد الدرامي، أو على عمليّة إضحاك الناس أو استفزازهم.
وتشتهر قناة "سما" ببرامجها العجائبية، التي يؤطرها موقع القناة الرسمي على الإنترنت باسم "برامج الحرب الإعلامية"، وهذه البرامج "هادفة للغاية"، وتخلط النمط التوثيقي بالتهكُّمي، الماضي بالحاضر، والمأساة بالملهاة. ففي برنامج "وحش الشاشة"، مثلاً، يبرهنون على أن ما يحدث في سورية هو ليس أكثر من "خدعة" و"مؤامرة"، استناداً إلى شائعة شعبيّة تضخمت في اسكتلندا عن وجود وحش في بحيرة، صدَّقهَا الناس، وذعروا بسببها. بالإضافة إلى البرامج التي تؤكد دور "المؤامرة الكونية" بما حدث في "سورية الأسد". بالإضافة إلى الفقرات القصيرة التي تُحذِّر الناس من الحياة خارج سورية. وهذه الأهداف الثلاثة، هي نفسها الرسائل التي توصلها المسلسلات التي تعرض على قناة "سما" هذا العام، كمسلسل "أحمر" ومسلسل "عابرو الضباب"، فتبدو المسلسلات جزءًا لا يتجزأ من حرب قناة "سما" الإعلامية ضد الشعب السوري، في تحقير قيم الحرية والكرامة، التي خرج من أجلها السوريون.
وبالإضافة لذلك، فإن إدارة القناة لا تولي اهتماماً لبرنامجها، بقدر اهتمامها بالأخبار السياسيَّة، الأمر الذي تسبب في قطع مسلسل "أحمر" في إحدى حلقاته، لتبثَّ القناة فجَأة خبراً عاجلاً شديد الأهمية، تقارب مدته العشرين دقيقة. والخبر أكَّد من خلال الوثائق، أن الرئيس السوري بشار الأسد، تناول الطعام مع جنوده المخلصين. ولم تعرض القناة ما تبقى من حلقة المسلسل، وإنما انتقلت ببساطة لعرض المسلسل التالي.


المساهمون