"الإنترنت الصباحي" يثير سخرية العراقيين: الحكومة تتخوف من الظلام؟

خدمة "الإنترنت الصباحي" مثار سخرية العراقيين: الحكومة تتخوف من "حلول الظلام"

10 أكتوبر 2019
تخشى الحكومة عودة تنظيم التظاهرات (مرتضى سوداني/الأناضول)
+ الخط -
بعد نحو 10 أيام على موجة التظاهرات الشعبية الغاضبة التي اجتاحت العراق، وما رافقها من قطع لخدمة الإنترنت عن جميع المدن العراقية، تحاول الحكومة إيجاد صيغة لإعادتها، بحيث لا يكون لها أثر في إعادة تنظيم التظاهرات من جديد.

وبعد إعادتها ليوم واحد، ومن ثم قطعها، قررت الحكومة أخيراً إعادتها من الصباح إلى ما بعد الظهر، وقطعها طوال فترة "حلول الظلام" حتى صباح اليوم التالي، الأمر الذي أثار سخرية العراقيين من "خشية الحكومة من وقت الظلام واعتباره وقتاً لخروج التظاهرات".

وبحسب مسؤول في وزارة الاتصالات العراقية، فإنّ "التوجيهات الحكومية بشأن خدمة الإنترنت غير ثابتة، بل إن الحكومة تصدر قراراً وتعود تنقضه باتصال هاتفي مع الجهات المسؤولة في الوزارة". وبيّن لـ"العربي الجديد" أن "الحكومة في بداية التظاهرات وجهت بقطع الخدمة بشكل عام حتى إشعار آخر، بعد خمسة أيام عادت ووجهت بإعادتها مع حجب مواقع التواصل، وبعد عدة ساعات عادت ووجهت بقطعها بشكل عام، ومن ثم عادت لتطلقها في اليوم التالي، وأخيراً قررت أن تعيدها خلال الفترة الصباحية فقط وتقطعها في فترة المساء".

وأكد أن "قرار قطع الخدمة قرار سياسي وليس فنياً، وأنه يصدر وفقاً لما يراه المكتب الخاص لرئيس الحكومة، ووفقاً لمعطيات التظاهرات والمخاوف منها".

التخوف الحكومي من خدمة الإنترنت، الذي سلب المواطنين حقاً من حقوقهم، قوبل باستياء واستهزاء من قبلهم، حيث عدّ مواطنون أن خشية الحكومة تزداد مع "حلول الظلام".

وقال أبو مناف، وهو أحد أهالي بغداد، إن "خدمة الإنترنت الحالية وضعت الحكومة بموقف مضحك، حيث إنها لا تستطيع أن تثبت على رأي يجعلها بمأمن من الخوف من صوت الشعب"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "هذا التقلب الحكومي والحيرة بخصوص الإنترنت يثبت لنا عدم قدرة الحكومة على إدارة الظرف الراهن الذي تمرّ به، فهل من المعقول أن حكومة تخشى من حلول الظلام فتقطع الإنترنت، وتعيده صباحاً؟".

ودعا الحكومة إلى أن "تضيء شوارع البلاد ليلاً حتى تستطيع أن تخرج من هواجس الخوف، عسى أن تستطيع بعد ذلك أن تعيد الإنترنت طوال اليوم".

ويؤكد أصحاب مكاتب توزيع الإنترنت أن قرار الحكومة الأخير بشأن قطع الخدمة مع حلول الظلام، منحهم وقتاً كافياً للراحة.

وقال محمد عبد الله، وهو صاحب مكتب لتوزيع الإنترنت، إن "قطع خدمة الإنترنت خلال المساء جاء لمصلحتنا، حيث حصلنا على أوقات للراحة والنوم، ولا أحد من المشتركين يتصل بنا"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "الحكومة أخيراً أصدرت قراراً لمصلحتنا ولراحتنا من عناء توزيع خدمة الإنترنت".

وأشار إلى أن "الحكومة لا تستطيع اتخاذ قرارات خدمية، لكنها في الوقت نفسه تتمتع بقدرة متميزة بقطع الخدمات لكي يرتاح الشعب منها".



المساهمون