تدوينات اليمنيين في ذكرى مقتل صالح: أين جثته؟

تدوينات اليمنيين في ذكرى مقتل صالح: أين جثته؟

04 ديسمبر 2018
(محمد حمود/ الأناضول)
+ الخط -
عادت ذكرى مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، على يد حلفائه الحوثيين، إلى واجهة حسابات اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصادف الرابع من ديسمبر/ كانون الأول.

وعلى نطاق واسع بدأ المدوّنون بنشر تدوينات وتغريدات عن ذكرى مقتل صالح الذي يحيط الغموض بمصير جثته، فيما تتردد المعلومات عن دفنه في إحدى مقابر العاصمة صنعاء.

وأعلنت مليشيا الحوثيين مقتل صالح، في أثناء محاولته الفرار من صنعاء، إثر مواجهات استمرت لأيام في محيط منزله وسط صنعاء، بالرغم من نفي موالين له للرواية الحوثية، والقول بأنه قتل خلال المواجهات في المدينة.

ونشرت مليشيا الحوثيين على شبكة الإنترنت مقطعاً مصوراً حينها لجثة صالح وعليها آثار رصاص وجروح، وقد لفّت بلحاف داخل صندوق سيارة، وسط صرخات مقاتلين حوثيين في إحدى ضواحي صنعاء.

ولم تخل التدوينات من التذكير بالمصير الذي آل إليه صالح، بعد تحالفه مع مليشيا الحوثيين في اجتياح صنعاء والانقلاب على سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي، لكن الأمر لم يمر من دون دفاع مستميت من أنصاره.

وكتب سفير اليمن لدى المملكة المتحدة ياسين سعيد نعمان على فيسبوك "اختار علي عبد الله صالح نهايته، وصار في ذمة التاريخ، علي صالح، كجلاد وكضحية، هو جزء من تاريخ اليمن المعاصر".

وأضاف "دعوا الرجل ينام بهدوء، فقد كانت رحلته نحو النهاية شاقة، خاصة بعد أن تبين له في آخر لحظات حياته أن الحاكم بالنسبة لمعظم من يحيطون به هو مجرد مصلحة فقط، وبعد أن تحكمت به دوافع الانتقام، وأغلظت الحياة ردة فعلها عندما سلمته للقوة الغاشمة التي تحالف معها".

وثار جدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيديه ومعارضيه، حول الترحم على "صالح"، فيما هاجم أنصاره التدوينات التي ألقت مسؤولية الانقلاب والحرب عليه بعد تحالفه مع الحوثيين.

وقال العواضي محمد أحمد "تمجيد علي عفاش استفزاز لأهالي عشرات الآلاف من الشهداء، ونكء لجراح مئات الآلاف من الجرحى والمعوقين، فبلاش نفاق ولنتعظ مما جرى ويجري".

وكتب عادل المريري: "مناسبتان اجتمعتا في وقت واحد: جلاء المستعمر البريطاني وجلاء علي عفاش"، في إشارة إلى تقارب ذكرى استقلال جنوب اليمن، وذكرى مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبات يكنى بـ"عفاش".

وقال ياسر عامر "فوّت صالح على نفسه فرصة مثالية، كانت هي طوق النجاة الأخير، حينما مُنح حصانة من الملاحقة القانونية والقضائية، لكنه، كالعادة، ظن أنه سوف يلتف على الجميع، وعدّها فرصة لالتقاط الأنفاس، فتحوّل من رئيس بلد إلى رئيس عصابة، وقرر خوض جولة جديدة من العبث".

لكن مؤيدي صالح دافعوا عن الرجل، وقالوا إن مقتله جاء بعد إعلانه "الانتفاضة" ضد الحوثيين، وكتب محمد منصور، "فقد اليمن صالح في الوقت الذي كانت البلاد بحاجة لبقائه، وحزن على فراقه خصومه قبل أتباعه، وكان يوماً حزيناً وطويلاً وكئيباً على أتباعه ومحبيه، رحم الله الرئيس صالح".

وقال ماجد العنسي "بالنسبة لي أسوأ يوم في السنة، لم أنس مقتل الزعيم #علي_عبدالله_صالح الذي هو بمثابة وطن لكل اليمنيين رحمة الله تغشاه... مقتله أثر في نفسي وكدت أموت في ذاك اليوم وصل السكر هبوطه إلى 60".

ونشر مسؤولون في الحكومة وآخرون سابقون تعازي بذكرى مقتله، وكتب رئيس الحكومة السابق أحمد عبيد بن دغر مقالاً بعنوان "سنة من الشتات والفرقة تكفي".

واعتبر بن دغر مقتل صالح "لحظة صحو ويقظة وعودة لساحات النضال تحت قيادة موحدة، لا تستثني أحداً في الخارج، ولا تتجاهل أحداً في الداخل"، في إشارة إلى أعضاء وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الذي انقسم في تأييده بين الشرعية والحوثيين.

المساهمون