"فيسبوك" يمنح فرصة جديدة في الحياة لمرضى سوريين

"فيسبوك" يمنح فرصة جديدة في الحياة لمرضى سوريين

17 اغسطس 2016
يعتمدون على تدخلات أخرى (فيسبوك)
+ الخط -
"ما هو ذنبي؟ أرجوكم أخرجوني من هنا، أخرجوني من الحصار، أريد أن أعيش كباقي الأطفال، أريد أن أركض وألعب معهم"، هذا ما قالته غنى قويدر وهي تنظر للكاميرا بعينين دامعتين، متوسلة العالم لإخراجها خارج مدينة مضايا السورية المحاصرة حتى تستطيع تلقي العلاج ولا تفقد ساقها، التي أصابها رصاص قناص غادر.

كلمات غنى أثّرت في رواد التواصل الاجتماعي، فأعادوا نشر التسجيل، وضمّوا أصواتهم إليها مناشدين بإخراجها للعلاج ووسموا تغريداتهم بعبارة #أنقذوا_غنى. بفضل هذا التضامن، وصل صوت الطفلة إلى مسامع مكتب الأمم المتحدة في دمشق، الذي توسّط لإخراجها بواسطة فرق الهلال الأحمر. أجرت غنى عملاً جراحياً في مشفى المواساة في دمشق وباتت بحالة جيدة.


وتناقل سوريون فيديو وداع الطفلة لأبيها الذي لم يستطع مرافقتها لتلقي العلاج، وكتب غسان "أي إنسانية هذه التي لا يتسع صدرها للسماح لوالدي الطفلة بمرافقتها للعلاج".


حكاية مشابهة حدثت للطفلين "معاذ ونورس"، وهما توأمان متلاصقان ولدا في الغوطة الشرقية المحاصرة، حيث لا تتوفر الإمكانيات الطبية لإجراء عملية فصل لهما. صور التوأم وقصتهما حصدت تضامناً في الفضاء الالكتروني، ما دفع جهات إنسانية وإغاثية للتحرك وإخراجهما من الغوطة الشرقية إلى مشفى الأطفال بدمشق.

وبالرغم من الحكاية المأساوية للتوأم وما حدث مع غنى، إلا أنهم ربما "الأكثر حظاً" مقارنة بعشرات الأطفال الذين لم يتسنّ لهم تلقي العلاج بسبب الحصار في مضايا، وهو ما دفع السوريين لرفع الصوت لإنقاذ البقية.


كتب حسام، وهو ناشط إعلامي في مضايا: "لم تكن غنى قويدر الحالة الوحيدة التي يستوجب نقلها إلى خارج البلدة، ففي مضايا توجد أكثر من 14 حالة مرضية تحتاج لعناية طبية فائقة غير متوفرة في النقطة الطبية في البلدة".

ونشر العشرات من النشطاء السوريين قصص أطفال آخرين يعيشون تحت الحصار داعين لإنقاذهم، ووسموا قصصهم بعبارة #مضايا_أنقذوا_البقية، فنشر محمد "أنقذوا بيسان الشماع، عمرها 9 أشهر فقط، بيسان لا تحصل على الحليب منذ أشهر بسبب الحصار، تلجأ والدتها لتغذيتها بالنشاء، واليوم تعاني من التهاب معوي حاد، وارتفاع بدرجة الحرارة".


ونشر شمس الدين "أنقذوا حياة نسرين الشماع، شابة مصابة بالتهاب دماغي حاد، تعاني ألم بطن شديد مجهول السبب منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، تلقت الأدوية الالتهابية الموجودة لدى النقطة الطبية والمسكّنات والسيرومات للتعويض والمحافظة على حياتها، ولكن للأسف لم تستجب لأي علاج".




ونشر محمد "أنقذوا أسامة علوش، 6 أعوام. يعاني سوء تغذية شديد ومرض الكساح بسبب نقص بالكالسيوم في العظام، أسامة طفل ويستحق العلاج".

بدورها، كتبت شام "لا تنتظروا ليصبح يمان معاقاً، يمان أحد الأطفال المصابين بمرض السحايا يحتاج للخروج العاجل من مضايا المحاصرة".


وكتبت منتهى "إهداء عدي تبلغ من العمر 10 أعوام. تعرضت الطفلة لإطلاق نار من قناص العسلي منذ ستة أشهر، ثم فقدت نظرها بعينها اليمنى، واليوم تعاني الطفلة من ضعف نظر بالعين اليسرى، إهداء بحاجة لعمل جراحي عاجل للفصل بين شبكيتي العين".



من جانبها، شجعت الصحافية السورية رويدة يوسف على رفع الصوت لصالح جميع الحالات الإنسانية، أملاً في مساعدتها. كتبت رويدة "تم إخلاء الطفلة غنى قويدر من بلدة مضايا المحاصرة إلى دمشق بهدف العلاج بعد 13 يوما من الألم المتواصل، كما تم إخلاء الطفلين نورس ومعاذ التوأم السيامي من الغوطة الشرقية. توجد مئات الحالات مثلهم في مناطق سورية المختلفة لكنهم بحاجة لصوتنا".







المساهمون