حسابات شهداء غزة على "فيسبوك"... مساحة للرثاء والذكريات

حسابات شهداء غزة على "فيسبوك"... مساحة للرثاء والذكريات

09 ابريل 2018
خلال جمعة الكاوتشوك (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


مع إعلان نبأ استشهاد أي فلسطيني، تتحول صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى مساحة واسعة لرثائه، واستذكار مواقفه، ونشر صوره، مرفقة بدعوات الرحمة، والذكريات التي جمعت الناشر بصاحبها، في جوٍ امتزج بحزن الفراق، والوفاء للشهداء.

ويقوم أقارب الشهداء وأصدقاؤهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي باسترجاع منشورات الشهداء، وأمنياتهم التي كانوا قد كتبوها يوماً ليعيدوا نشرها، بينما تعج تلك المنشورات بالتعليقات التي تتحدث عن ظلم الاحتلال، واستهدافه للمدنيين العُزل، ودعوات الرحمة والقبول.

"مع كل فجر يوم جديد تظهر أمام عيني، لا أرى في هذا العالم الأزرق غير وجهك المبتسم، كيف لا وأنت رفيق دربي على أرض العزة والشهداء، كيف لا وأنت من شممتني رائحة الشهداء، كيف لا وأنت اليوم شهيد"، بهذه الكلمات رثى حمزة عثمان صديقه الشهيد الصحافي ياسر مرتجى، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي النار خلال تغطية الجمعة الثانية من مسيرات العودة الكبرى.

المُصور الصحافي شادي العصار نشر مجموعة صور تجمعه بالشهيد ياسر مرتجى، أثناء عملهما الصحافي في منطقة الشجاعية شرقي مدينة غزة عام 2015، كتب عليها متسائلاً "وكيف يموت من فينا حي حتى الممات"، وانهالت التعليقات التي تدعو للشهيد بالرحمة، وتستذكر مواقفه.


صفحة الشهيد ياسر مرتجى


صورة أخرى انتشرت بين الناشطين والأصدقاء بشكل كبير، كان قد نشرها المُصور الشهيد قبيل استشهاده، وهي لصورة التقطها بطائرة التصوير الخاصة به، وكتب عليها كلمات مؤثرة "نفسي يجي اليوم اللي أخد هاي اللقطة وأنا بالجو مش ع الأرض، اسمي ياسر مرتجى، عمري 30 سنة، ساكن في مدينة غزة، عمري ما سافرت".


وانتقلت أجواء الحزن والرثاء كذلك إلى باقي صفحات الشهداء التي تحولت من خلال تقنية إلكترونية لـ"صفحات ذكرى"، حيث نشر أصدقاء الشهيد الفنان محمد أبو عمرو صورة لعمل فني خاص به، كان قد نحته على رمل بحر غزة في اليوم الذي سبق استشهاده، وهو وسم من كلمتين "#أنا_راجع" وقد زينه بأعلام فلسطين، يحاكي فيه مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس/ آذار الماضي تزامناً مع يوم الأرض.

وكتب الناشط عبد الله أبو سيدو مُعلقاً على العمل الفني للشهيد "رسمها بالأمس، واستشهد اليوم، الله يرحمك يا محمد". بينما كتب صديقه أحمد النبريص "وداعاً يا من أودعتنا درْسَك العالي، ومضيت"، أما ناصر الداية فعلق قائلاً: "الله يرحمك يا محمد ويجعل مثواك الجنة، نحسبك عند الله شهيدا ولا نزكي على الله أحدا، رجعت رجعة عز وفخر يا صديقي". وكتب الناشط ظافر أحمد "يبكي القلب دماً عليكم قبل العين، إلى رضوان الله تعالى، نم في سلام".


صفحة الشهيد محمد أبو عمرو 


المنشورات الداخلية التي كان قد كتبها الشهيد الفنان محمد أبو عمرو كذلك ضجت بالتعليقات التي تطلب الرحمة لروحه، بينما تم إعادة نشر مجموعة منها، وقد أرفقت بعبارات الرثاء، إذ أعادت الناشطة سميرة طه نشر صورة للشهيد أمام عمل فني، كتبت عليه "في أمان الله يا محمد، في الفردوس الأعلى".


ولم تختلف أجواء الحزن والرثاء والوفاء في صفحة الشهيد مجاهد الخضري الذي عنون صفحته بصورة للقدس، كُتب فيها "القدس لنا.. الأرض لنا". إذ امتلأت بالتعليقات، والصور التي تجمعه بأصدقائه، بينما اجتاحت التعليقات باقي منشوراته التي كان قد نشرها سابقاً.

وحظي آخر منشور كتبه الشهيد مجاهد بنحو 200 إعادة نشر، إذ كتب فيه "لن نبالي بالقيود بل سنمضي للخلود، فَـ يا رب أسألك القبول". وقد أرفقت المنشورات الخاصة برثاء الشهيد بعبارات حزن، إذ كتب الناشط أحمد عاهد "روحك والله ما في زيها، وجهك البشوش، ضحكتك، ياااااه رحت وسبتنا، الله يرحمك ويجعل مثواك الجنة يا قلبي".


صفحة الشهيد مجاهد الخضري


بينما كتب الناشط بلال العكلوك في رثاء صديقه الشهيد "الله يرحمك يا صديقي وأخي مجاهد، لك الجنة إن شاء الله"، بينما كتبت الناشطة إسراء شرف "حين يبذل الشهيد روحه طواعية، حين يثبت في مواجهة الموت، حين يسمو على الحياة التي نحرص عليها بغريزة أساسية، مهما ضقنا بها، حتى لو تمنينا الموت بطرف اللسان، تكذّبنا جوارحنا، حين يقترب الخطر، أو توشك أن تدهمنا سيارة، نقفز إلى الرصيف المجاور رعبا، رغم أننا كنا منذ دقيقة واحدة نتحدث عن ضجرنا بالحياة... هو لا يفعل ذلك لأنه شهيد".

المساهمون