برلمان السيسي يهاجم "يونسكو": شوكان لا يستحق الجائزة

برلمان السيسي يهاجم "يونسكو": شوكان لا يستحق الجائزة ونرشح محمد صلاح!

23 ابريل 2018
من اعتصام تضامني مع شوكان في لندن (كارل كورت/Getty)
+ الخط -
ما أن أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) منح جائزتها السنوية لحرية الصحافة للمصور الصحافي المصري، محمود أبو زيد، المعروف باسم "شوكان"، حتى كشف نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي عن وجهه في مهاجمة المنظمة الدولية، كونها فضحت جانباً من جرائمه بحق الصحافيين، باعتبار أن الفائز بالجائزة محبوس "احتياطياً" لأكثر من أربع سنوات، بالمخالفة لنصوص القانون المصري.

واختارت لجنة تحكيم عالمية مستقلة مؤلفة من عدد من الإعلاميين، شوكان، للحصول على جائزة يونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة للعام 2018، والبالغة قيمتها 25 ألف دولار، وذلك لإسهامه في الدفاع عن حرية الصحافة، أو تعزيزها في أي مكان في العالم، خصوصاً إذا انطوى عمله على مخاطرة.

واستنكر رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، منح جائزة يونسكو إلى "مصري متهم في قضية جنائية، بدعم من بعض المنظمات المشبوهة والدول المارقة المعروفة بدعمها للإرهاب"، على حد قوله، معتبراً أن "مصر أو أي دولة أخرى لن تقبل بهذا الأمر، لا سيما أن مصر إحدى الدول المؤسسة للمنظمة في العام 1945".

وقال عبد العال في جلسة البرلمان، اليوم الإثنين "نحن مجلس النواب المصري، نحذر هذه المنظمة بأن تبتعد عن السياسة، وتركز بحكم لائحتها الأساسية على التربية والعلوم والثقافة، وألا تزج بنفسها في مسائل سياسية ليس لها صلة من بعيد أو قريب، أو التي لها طابع سياسي".

واتهم منظمة "يونسكو"، بمحاولة اتخاذ منحى سياسي في بعض القضايا، وهو الأمر الذي دفع بعض الدول للخروج منها، في إشارة إلى انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المنظمة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.



بدوره، قال رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، علاء عابد، إن المنظمة تكرم "شوكان"، برغم كونه يمثل الذراع الإعلامي لجماعة الإخوان الإرهابية أثناء اعتصام "رابعة العدوية"، وأرسل العديد من الصور للإعلام الأجنبي، وأجهزة الاستخبارات المعادية، لإظهار أن ما يحدث في مصر في أعقاب 30 يونيو/ حزيران 2013 على أنه "انقلاب عسكري".

واتهم عابد، وهو ضابط شرطة سبق اتهامه في قضايا تعذيب، سبع منظمات حقوقية تعمل في مصر، وتتلقى تمويلات خارجية، بدعم فوز المصور الصحافي بالجائزة، بعد لعبها دوراً في إسقاط المرشحة المصرية على رئاستها، مشيرة خطاب، زاعماً أن "يونسكو" أصبحت داعمة للمنظمات الإرهابية، وتكرم أخيراً العناصر الإرهابية.

وتابع بقوله: "هناك شاب مصري يستحق هذه الجائزة الدولية، ألا وهو لاعب الكرة في نادي ليفربول، محمد صلاح، الذي نجح في التتويج كأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لهذا الموسم، رغم أن تعليمه متوسط"، مختتماً "هذا اللاعب هو رمز للشباب المصري، وليس هذا الـ(شوكان) المدعوم من الجماعات الإرهابية".

وألقي القبض على المصور الصحافي أثناء قيامه بتغطية مظاهرة ميدان "رابعة العدوية" في القاهرة، وأودع السجن منذ 14 أغسطس/ آب 2013، وصنف فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي اعتقاله واحتجازه بأنه "تعسفي ومناهض للحقوق والحريات"، التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.



وكانت الخارجية المصرية قد أصدرت بياناً شديد اللهجة يهاجم المنظمة، زاعمة أن المصور الصحافي متهم في جرائم ذات طابع جنائي بحت، وليس لها دافع سياسي، ولا تمت بصلة بممارسته لمهنة الصحافة أو حرية التعبير، مدعية أن ترشيح "شوكان" للجائزة قد جاء بدافع من عدد من المنظمات غير الحكومية، من بينها منظمات تحركها دولة قطر المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان.

وتكرم جائزة يونسكو/غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة الأشخاص والمنظمات والمؤسسات التي تساهم مساهمة بارزة في الدفاع عن حرية الصحافة، وتحفيزها في كلّ مكان في العالم، لا سيّما هؤلاء الذين يتحدّون المخاطر لتحقيق هذه الغاية. وتحمل الجائزة هذا الاسم تكريماً لغييرمو كانو إيسازا، وهو صحافي كولومبي اغتيل أمام مقر صحيفته الإسبيكتادور في بوغوتا يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول 1986.