مغتربو سريلانكا... قلق على الأهل من الأسوأ
بين الحين والآخر، تتفقد العاملة المنزلية السريلانكية التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها هاتفها الخلوي، وتشاهد الفيديوهات المرسلة من بناتها وأقربائها عن الوضع في بلادها. وما من داعٍ لسؤالها عن أحوالها. كانت هذه السيدة تنوي السفر إلى بلادها لقضاء بعض الوقت مع بناتها وأحفادها، هي التي لم تغادر لبنان على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي دفعت الكثير من العاملات المنزليات من مختلف الجنسيات إلى مغادرة لبنان. ولهذا الخيار سببان رئيسيان: الأول هو حاجة شقيقتها إلى المال كونها تعاني من مرض السرطان، والثاني هو تأمين دراسة أحفادها في مدارس خاصة. والآن تقف عاجزة إلا عن إرسال المال والقلق.
ماذا يحدث في سريلانكا؟ كان للأزمة الاقتصادية تأثير مباشر على حصول المواطنين على الغذاء والخدمات الصحية، وخصوصاً الفقراء منهم. وفي 31 مارس/ آذار 2022، تجمّع مئات الأشخاص أمام مقر إقامة الرئيس غوتابايا راجاباكسا، مطالبين باستقالته بسبب تعامله مع الأزمة، وقد كانت هذه نواة تظاهرة عفوية وسلمية. ولتفريق المتظاهرين، أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه مما أدى إلى اندلاع اشتباكات. ومنذ ذلك الحين، انضم آلاف الأشخاص إلى الاحتجاجات اليومية، مطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية. يذكر أن الأزمة الاقتصادية في سريلانكا، والتي تعد الأسوأ منذ استقلال البلاد في 1948، اندلعت بعدما أدى كوفيد-19 إلى انخفاض كبير في عائدات السياحة والتحويلات المالية من المغتربين. وهذه الصور تعكس بعض ما يشهده الشارع السريلانكي.
(العربي الجديد)