حجم الدمار الذي تظهره مقاطع الفيديو والصور في قطاع غزة كبير للغاية، ما يجعل أهالي القطاع يدركون أن البيوت التي عرفوها يوماً لم تعد موجودة، وإن كان بعضهم يأملون أن بيوتهم نجت من القصف المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
التصريحات الصادرة عن الأمم المتحدة تشير إلى وضع كارثي، وأكد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاغوبال، أن الدمار في قطاع غزة غير مسبوق وقد طاول 70 في المائة من المنازل، وما يحدث يرقى إلى إبادة جماعية. وبحسب ما كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، فقد دمّر القصف الإسرائيلي نحو 60 في المائة من المباني في شمال غزة، وهو ما يقارب الدمار الذي لحق بمدنٍ ألمانية قصفها الحلفاء بين عامي 1943 و1945.
فخلال الحرب العالمية الثانية، بلغ الدمار نحو 59 في المائة في دريسدن ونحو 61 في المائة في كولونيا، بينما تجاوزت نسبة الدمار في بعض مناطق قطاع غزة الـ 70 في المائة لتقارب نسب دمار مدينة هامبورغ التي بلغت 75 في المائة. من جهته، قال رئيس مجلس الإدارة في الهيئة الدولية العربية للإعمار في فلسطين زهير العمري، إن "عملية إعادة إعمار قطاع غزة ستستغرق 10 سنوات بفعل الدمار الكبير الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي"، مؤكداً أن رفع الأنقاض سيستغرق عدة سنوات قبل البدء في الإعمار. ويبقى حلم الغزيين هو انتهاء الحرب والعودة إلى الديار.
(الأناضول، العربي الجديد)