"دار الحجر" في اليمن... رقصة البرع تتجاهل أزيز الحرب
بأرواح أرهقتها الحرب وعيون تتعلق بأهداب الفرح، يحاول اليمنيون الاحتفال بالأعياد والمناسبات في الحدائق والمتنزهات والمواقع الأثرية بعيدا عن ميادين القتال. وحل عيد الأضحى المبارك باليمن هذا العام في ظل ظروف معيشية معقدة، إثر ارتفاع الأسعار وانقطاع الرواتب وتدهور قيمة العملة المحلية، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ورغم المعاناة، منحت "دار الحجر" الأثرية في العاصمة صنعاء، التي كانت مقصدا سياحيا للعرب والأجانب قبل سنوات الحرب، زوارها في عيد الأضحى نفحة من نفحات البهجة والسعادة. و"دار الحجر"، أو قصر "ظهر" التاريخي، ورد ذكرها في النقوش اليمنية القديمة، بخاصة نقش النصر، مقترنةً بمدينة ظهر التي يرجع تاريخ بنائها إلى القرن السابع قبل الميلاد.
وتقع "دار الحجر"، التي بنيت أواخر القرن الثامن عشر للميلاد، بوادي ظهر، وتبعد حوالي 15 كم شمال غرب العاصمة صنعاء، وتتميز بتصميم هندسي أثري وبناء معماري فريد. الدار مبنية على صخرة جبلية، ترتفع نحو 35 متراً عن سطح الأرض، على أنقاض قصر قديم كان يعرف بحصن "ذي سيدان" الذي بناه الحميريون (مملكة حمير) عام 3000 قبل الميلاد، حسب المراجع التاريخية اليمنية.
يقول أسامة الجلال، أحد زوار الموقع، لـ"الأناضول"، إنّ رؤية المواقع الأثرية والتاريخية تمنح النفوس بهجة قادرة على محو مؤقت لآثار الدمار الذي خلفته الحرب. ويضيف الجلال: "نأتي الى دار الحجر لنعيش أفراح العيد ولنستمتع برقص البرع (رقصة يمنية تقليدية)".
وتُصنّف البرَع اليمنية رقصةً جماعيةً مقتصرةً على الذكور، تحاكي في تنقلاتها المبارزات القتالية والتكتيك الحربي ومهارات الاصطفاف والانقضاض والكرّ والفرّ.
(الأناضول)