7 دقائق من التقاط الأنفاس... مركبة ناسا وهي تهبط على المريخ
يوم 18 شباط/ فبراير الحالي، أعلنت "وكالة الفضاء والطيران الأميركية" (ناسا) أنّ مركبتها "برسيفيرانس" هبطت بسلامة على سطح كوكب المريخ، وبعد 4 أيام، في 22 فبراير/ شباط، نشرت فيديو يوضح عمليّة الهبوط.
الفيديو تاريخي، لأنّها أوّل مرّة في تاريخ البشريّة تصوّر عمليّة الهبوط كاملاً، من الدخول إلى الغلاف الجوي للمريخ إلى الاقتراب التدريجي من السطح إلى الهبوط الآمن. لم نرَ شيئاً هكذا من قبل.
استغرقت عملية الهبوط 7 دقائق، والمركبة مزوّدة بعددٍ كبير من الكاميرات التي توثّق العملية من جهات تصوير مختلفة، مع حساسات دقيقة تأخذ كل الأصوات من البيئة المحيطة. الهدف من هذا التوثيق هو دراسة عمليات الهبوط، لتطوير المركبات مستقبلاً.
دخلت الكبسولة التي تحمل اسم "برسيفيرانس" الغلاف الجوي للمريخ، وهي تسقط على السطح بسرعة 45 كيلومتراً في الساعة. التحدّي هو كيف يمكن إبطاء سرعة المركبة حتّى تصل بسلام إلى سطح المريخ. والعمليّة هي على الشكل التالي:
عندما تصل سرعة الكبسولة إلى 15 ألف كيلومتر في الساعة، تخرجُ مظلّة، وكأنها قنبلة تنبثق من فوهة مدفع. طبعًا تهدف المظلة إلى تخفيف سرعة الكبسولة أكثر.
الآن، لم تبلغ السرعة 300 كيلومتر في الساعة، تنفصل الكبسولة التي تحمل "برسيفيرانس"، ولإبطائها أكثر، ثمّة صواريخ أربعة تدفع المركبة إلى الأعلى لتخفيف السرعة أكثر وأكثر... الآن نحن نقترب من سطح الكوكب.
هذه الصواريخ النفاثة لا يجب أن تلامس سطح المريخ، لأنّها ستسبب الكثير من الغبار الذي ربما يعطل المركبة وينهي كل العمليَّة. على ارتفاع نحو 20 متراً من سطح المريخ، تنزل المركبة ببطء شديد عبر مجموعة من الأسلاك، لتلامس السطح بسلام.
هذه العملية الدقيقة استغرقت 7 دقائق. 7 دقائق كانت كفيلة بتحويل مبلغ 2.7 مليار دولار إلى هباء منثور، إذا لم تمرّ بسلام. 7 دقائق ستبقى في ذاكرة البشرية.
