وفاة شاعر الغزل الشعبي كريم العراقي

وفاة شاعر الغزل الشعبي كريم العراقي

01 سبتمبر 2023
+ الخط -

توفي الشاعر الغنائي ومؤلف المسرحيات الشهير كريم العراقي، فجر الجمعة، في مستشفى "كليفلاند" في أبو ظبي، عن 68 عاماً، إثر معاناته من مضاعفات إصابته بمرض السرطان، وفقاً لما أعلنه شقيقه الشاعر والمؤلف المسرحي رحيم العراقي.

وكان كريم العراقي يقضي معظم وقته في المستشفى لتلقي العلاج، بسبب إصابته بسرطان الأمعاء والبروستاتا، منذ نحو 3 سنوات. وقال شقيقه رحيم العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن الجثمان سينقل من أبو ظبي لدفنه في العاصمة العراقية بغداد، وتلقي العزاء سيقام الأحد، في مسجد عودة السويعدي في منطقة زيونة في بغداد.

يعدّ كريم العراقي من أشهر شعراء الأغنية الشعبية في العالم العربي، فضلاً عن نظمه للقصائد بالفصحى والمسلسلات الإذاعية والمسرحيات والروايات للأطفال، كما عمل صحافياً في مجلات عراقية وعربية عدة، وارتبط اسمه برفيق دربه الفنان كاظم الساهر، إذ غنى الأخير من كلماته أكثر من مائة أغنية. وكتب له الشاعر السوري نزار قباني: "ابق مزروعاً يا كريم على شفتي كاظم الساهر. واكتب لنا دائماً أحاسيسنا وأحلامنا بأسلوبك الطفولي الجميل".

كما غنى من كلماته مجموعة من أشهر المغنين العراقيين والعرب، مثل وديع الصافي، ورياض أحمد، وصلاح عبد الغفور، وفاضل عواد، وحسين نعمة، وفضل شاكر، ونجاح سلام، وصابر الرباعي، وحاتم العراقي، وماجد المهندس، ولطيفة التونسية، وعاصي الحلاني، وعمر العبداللات، وهاني شاكر، وأصالة نصري، وحسين الجسمي، وديانا حداد. كما لحن من كلماته الموسيقار المصري بليغ حمدي أربع أغنيات، قدمها الفنان سعدون جابر، وهي: "لا رايد مراسيل"، و"أريدك"، و"رضا والله رضا"، و"مشوارك حبيبي".

وحصل العراقي خلال مشواره على جائزة الملك فيصل العالمية عام 2019، كما حصل من منظمة يونيسف عام 1997 على جائزة أفضل أغنية إنسانية، عن قصيدة "تذكر" التي قدمها الساهر، راوياً معاناة أطفال العراق بسبب الحصار.

وكانت المقابلة الأخيرة التي قدمها هي لصحيفة وموقع العربي الجديد قبل عامين، ونشرت تحديداً يوم الأول من سبتمبر/ أيلول 2021، بعد أن أنجز الحوار وقتها على مدى شهر كامل، بسبب ظروفه الصحية آنذاك، وقال حينها إنه يواصل رحلته العلاجية التي سماها رحلة الأمل والصبر.

موقف
التحديثات الحية

وأجاب حينها عن علاقته بالقصيدة التي يكتبها بالقول: "أشياء كثيرة تلهمني، وليست محصورة في شخص واحد. أنا ابن الحدث، فأينما أكون أستثمر المكان الذي أتواجد فيه وأخلق منه قصيدة. لا أخطط لكتابة نص أو أغنية. أنا أصنع من الحدث الذي يمر أمامي قصيدة، فأنا صادق وأمين مع ما أعانيه، فلو راجعنا القصائد التي كتبتها، مثل (المحكمة) التي تحولت إلى أغنية على لسان كاظم الساهر وأسماء لمنور، تجدها قصة حقيقية منقولة من واقعي ومحيطي الذي أعيش فيه".

وقال عن ارتباطه الوثيق بالساهر فنياً: "أنجز الساهر لي بصوته وألحانه خلال أكثر من ثلاثين عاماً أكثر من 100 أغنية، حتى صار صوت قصائدي، فعلاقتنا تتعدى علاقة شاعر بملحن ومطرب، نحن رفاق رحلة واحدة، وإذا أردت أن أسترجع نجاحاتي معه، فلا بد أن أتوقف عند قصيدة (كثر الحديث) التي قدمها عام 1994، والتي شكلت انقلاباً في وقتها في طريقة وأسلوب الغناء للوطن غزلاً، فأكثر ما يستطيعه الإنسان أن يفدي بلده بروحه ودمه، ورغم أن البعض وصفوا وضع اسمينا في القصيدة بغرور مني ومن كاظم في البداية، لكن مع انتشار الأغنية ووضوح فكرتها أدرك من انتقدها أن الإنسان يضحي بنفسه في سبيل بلده وهو الشيء الأعز عليه. وهو أيضاً ما كان في قصيدة (تذكر كلما صليت ليلاً) التي كتبتها من واقع أطفال العراق الذين كانوا يعانون الجوع والبرد والفقر أثناء الحصار الأميركي على العراق في تسعينيات القرن الماضي، وعندما غناها الساهر، تحركت قوافل المساعدات الغذائية والطبية من مختلف دول العالم".

وينتظر جمهور الساهر صدور ألبومه الغنائي الجديد الذي أعلن فيه سابقاً عن وجود أربع أغان سيقدمها من كلمات الشاعر كريم العراقي.

ذات صلة

الصورة
يوسف سلامة (1946-2024)

ثقافة

رحل أستاذ الفلسفة المعاصرة والباحث الفلسطيني السوري يوسف سلامة (1946 – 2024)، أمس الاثنين، في مدينة مالمو السويدية.
الصورة
هبة أبو ندى - القسم الثقافي

ثقافة

استشهدت، أول أمس الجمعة، الشاعرة والمدوّنة الفلسطينية هبة أبو ندى عن اثنين وثلاثين عاماً، بعد قصف همجي لقوات الاحتلال الإسرائيلي على أحد الأحياء السكنية في غزة. صدر للراحلة رواية واحدة بعنوان "الأكسجين ليس للموتى"، كما شاركت في إصدارات شعرية مختلفة.
الصورة
نجاح سلام مطربة لبنانية ( يوتيوب)

منوعات

قبل سنوات اعتزلت نجاح سلام الغناء، لكنها لم تعتزل الأصدقاء الذين استمروا بزيارتها في منزلها البيروتي. صاحبة "برهوم حاكيني"، لم تغضب أحداً خلال مسيرتها، فعاشت حتى أيامها الأخيرة شغوفة بالفنون.
الصورة
خالد خليفة - القسم الثقافي

ثقافة

رحل، مساء أمس السبت، الروائي وكاتب السيناريو السوري خالد خليفة (1964)، بعد مسيرة أدبية بدأها مطلع عقد التسعينيات، وقدّم خلالها أعمالاً روائية ومسلسلات تلفزيونية قرأت التحوّلات الاجتماعية والسياسية لبلاده، خاصة في فترة حكم حزب البعث.

المساهمون