هولنديون ضد زيارة هرتسوغ: لن يحدث ذلك مرة أخرى

هولنديون ضد زيارة هرتسوغ: لن يحدث ذلك مرة أخرى

16 مارس 2024
من التظاهرة أمام متحف الهولوكوست (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حضور إسحاق هرتسوغ لافتتاح المتحف الوطني للهولوكوست في هولندا أثار احتجاجات واسعة تنديداً بالإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مع تجمع المحتجين في 10 مارس/آذار مطالبين بوقف إطلاق النار ومعبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
- المظاهرات شهدت محاولات لإلقاء البيض والأحذية والألعاب النارية على هرتسوغ، وتدخل شرطة مكافحة الشغب، بالإضافة إلى رفع لافتات من منظمة العفو الدولية تشير إلى الإبادة في غزة، فيما بررت إدارة المتحف استضافة هرتسوغ بأن الزيارة كانت مخططة مسبقاً.
- الاحتجاجات في هولندا ضد السياسات الإسرائيلية وتضامناً مع الفلسطينيين تجاوزت هذه الحادثة، مع سحب فنانين ومخرجين أعمالهم من مهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية وتظاهرات أخرى تندد بالعدوان على غزة، ما يعكس الرفض الشعبي الواسع للعدوان الإسرائيلي.

أثار حضور رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إلى هولندا من أجل افتتاح المتحف الوطني للهولوكوست، احتجاجات واسعة النطاق رفضاً لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 31 ألف فلسطيني.

توافد المحتجون في اليوم المعلن للزيارة، في 10 مارس/آذار، على إحدى الساحات القريبة من المتحف، وهم يهتفون لفلسطين "لن يحدث ذلك مرة أخرى" (في ربط بين المحرقة وما يحدث في قطاع غزة) مطالبين بوقف إطلاق النار الآن، وهتفوا أيضاً: "متحف نعم، هرتسوغ لا"، و"من النهر إلى البحر". كما شوهدت لافتات كُتب عليها "اليهود ضد الإبادة الجماعية"، و"حفيد أحد الناجين من المحرقة يقول: أوقفوا محرقة غزة".

وذكرت صحيفة دي تليغراف الهولندية أن عدداً من المتظاهرين حاولوا إلقاء البيض والأحذية، كما أطلقوا الألعاب النارية لدى وصول هرتسوغ إلى باحة المتحف، لتتصدى شرطة مكافحة الشغب لهم. شملت المظاهرة الاحتجاج على قيام منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، بوضع لافتات حول المتحف الجديد، تشير إلى توجيهات محكمة العدل الدولية بخصوص الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

في تلك الأثناء، حاولت إدارة متحف الهولوكوست تبرير استضافة هرتسوغ في هذا التوقيت، إذ ذكرت أن الزيارة كان مخططاً لها قبل أكتوبر/تشرين الأول، واعترفت الإدارة في بيان أصدرته أن حضور هرتسوغ يثير التساؤلات، إلا أنها أضافت أنه "يمثل موطن الناجين الهولنديين من المحرقة بعدما هاجروا إلى إسرائيل".

ونقلت وسائل الإعلام الهولندية عن إحدى المتظاهرات، ليان دي رو، قولها: "متحف المحرقة مهم للغاية، لكن لا يمكنني تجاهل ما يحدث في غزة. رفض استقبال الحكومة الهولندية لرئيس إسرائيل، ليس باسمي". بينما صرحت متظاهرة أخرى: "لدي أب يهودي، وأتصور أنه من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن يُظهر الشعب اليهودي ما يمثله حقا، وأن يتحدث علناً ضد ما يحدث في غزة". في حين خاطبت إحدى ناشطات الحركة اليهودية المناهضة للصهيونية، جوانا كافاكو المتظاهرين قائلة: "بالنسبة لنا كيهود، هذا المتحف هو جزء من تاريخنا، من ماضينا، فكيف يمكن لمثل هذا المكان المقدس أن يستخدم لتطبيع الإبادة الجماعية اليوم؟".

حول العالم
التحديثات الحية

في ذات الوقت، طالب يوفال غال، الناشط في الحركة اليهودية المناهضة للصهيونية "إيريف راف" (Erev Rav) التي نظمت التظاهرة، المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باعتقال هرتسوغ، وتابع: "يقول العاملون في متحف المحرقة إنه لا ينبغي لنا أن نقحم السياسة في الأمر، لكن لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما تعاني فلسطين من الاحتلال والإبادة الجماعية والفصل العنصري".

ووصفت منظمة "منتدى الحقوق" الهولندية المؤيدة للفلسطينيين، استضافة الرئيس الإسرائيلي في أمستردام بأنها "صفعة على وجه الفلسطينيين الذين لا يستطيعون إلا أن يشاهدوا بلا حول ولا قوة كيف تقتل إسرائيل أحباءهم وتدمر أرضهم".

شهدت هولندا خلال الفترة الماضية العديد من الفعاليات الاحتجاجية تضامنا مع الشعب الفلسطيني، من ذلك سحب عشرات المخرجين والفنانين أعمالهم من مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA)، بعد أن أدان منظموه صعود ثلاثة ناشطين إلى المسرح، أثناء حفل الافتتاح في نوفمبر/تشرين الثاني، حاملين لافتة تحمل شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".

كما شهدت باحة متحف أمستردام الوطني تظاهر المئات في ديسمبر/كانون الأول لإظهار الدعم للفلسطينيين وإدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ انتُقد الدعم غير المشروط للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد من الحكومات الغربية الأخرى لإسرائيل. كما حملوا لافتات كتب عليها: "فلسطين ستتحرر من النهر إلى البحر"، و"وقف إطلاق النار الآن"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"الإبادة الجماعية تحدث في فلسطين"، وساروا بعد ذلك إلى إحدى الساحات القريبة ليضعوا آلافا من أزواج أحذية الأطفال، في إشارة إلى أطفال قطاع غزة الذين استُشهدوا خلال العدوان على القطاع.

المساهمون