نظرة إلى الدراما التونسية في رمضان 2022

نظرة إلى الدراما التونسية في رمضان 2022

27 ابريل 2022
فتحي الهداوي وريم الرياحي في "براءة" (أشرف الورغمي/فرانس برس)
+ الخط -

انتهى عرض معظم الأعمال الدرامية الرمضانية التونسية. ما يبقى بعد هذه العروض، بعض التعليقات وردود الفعل تجاه هذه المسلسلات التي أثار بعضها جدلاً، مثل "براءة". كما أكملت مسلسلات أخرى ما تبقى من أجزائها، مثل مسلسلي "الفوندو" و"الحرقة". وخاضت بعض المسلسلات في الكوميديا، مثل "البلاص" و"كان يا ماكانش".

حول هذه الأعمال، التقت "العربي الجديد" عدداً من الصحافيين التونسيين المختصين في النقد الفني، لتقييم الدراما الرمضانية التونسية لسنة 2022.

الصحافي الثقافي رمزي العياري يرى أن الامتياز في هذه الأعمال يعود إلى مسلسل "براءة"، للمخرج سامي الفهري. يرجع العياري سبب التميز إلى أن العمل "نجح في خرق أفق انتظار المشاهدين، من خلال طرحه موضوعاً من المواضيع المسكوت عنها في تونس، وهو الزواج العرفي. ورغم أن المنظومة الرسمية التونسية تجرّم الزواج خارج الأطر القانونية، لكن الممارسة العملية تثبت أن قضية الزواج العرفي قائمة، فيكفي أن نذكر أن تونس شهدت في السنوات الخمس الأخيرة ما يزيد على 1600 زواج عرفي"، يضيف: "رغم النقائص الفنية التي بدت في هذا العمل، لكنه نجح في إثارة الجدل، وحقق نسب مشاهدة مرتفعة، تجاوزت تقريباً كل الأعمال الدرامية الأخرى".

رأي لا تشاطره فيه الصحافية الثقافية يسرى الشيخاوي التي تشير إلى أن "المخرج سامي الفهري تفنن في إظهار المرأة التونسية بصورة دونية؛ فهي خاضعة أو خانعة أو مطبّعة مع العنف، ما يتنافى مع الحقيقة، رغم وجود بعض الاستثناءات التي لا يُعتد بها"، وتوضح أن "العمل فيه كثير من الهنات في الحبكة الدرامية، وضعف في السيناريو، رغم أن الامتياز الأكبر فيه هو الأداء الفني اللافت والمتميز للممثلة ريم الرياحي".

وتؤيدها الصحافية أمال القطاري، إذ رأت في مسلسل "براءة" ضعفاً غير مقبول في مستوى الحبكة الدرامية، "وإساءة لصورة المرأة التونسية، لا تُترجم الواقع الفعلي لحالها؛ إذ ناضلت من أجل حقوقها لسنوات".

سينما ودراما
التحديثات الحية

أما عن أهم الأعمال الدرامية التي عرضتها التلفزيونات التونسية، فترى الشيخاوي أن مسلسل "حب ملوك"، للمخرج نصر الدين السهيلي، عمل مميز يجمع بين الدراما والكوميديا، ولم يسقط في السوداوية التي ميزت الأعمال الدرامية لهذه السنة؛ فقد غلب على هذا العمل الطابع الفرجوي المبهر. ويبدو تأثير الدراما التركية واضحاً في هذا المسلسل.

ترى القطاري أن مسلسل "حرقة: الضفة الأخرى" يستحق علامة الامتياز هذه السنة، "رغم أن الطابع السوداوي طغى على أحداثه، كونه يطرح العديد من الظواهر الاجتماعية في تونس، مثل الهجرة غير النظامية، والعمل في مكبات الفضلات في ضواحي العاصمة التونسية، ما تسبب بنفور كثير من المشاهدين"، تضيف: "ربما نقطة ضعف هذا العمل هو تشتته في مستوى طرح عديد المواضيع، من دون التركيز على محور معين؛ فكأنّي بالمخرج الأسعد الوسلاتي أراد أن يقول كل شيء في عمل واحد، وهو ما أفقده التكثيف في مستوى الأحداث والتعمق في طرحها".

المساهمون